الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النفط مقابل الدستور

احمد مصارع

2005 / 9 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


بدون دستور لا يكون نظام الحكم مستقرا ..., كالإبحار في لجة محيطات الحياة , ولكن بدون بوصلة ,والبوصلة اختراع شرقي , ولكن بدون تطبيق , والشرق الذي تتزاحم الشرائع فيه من تضاد , لم يصنع بعد شريعة ملائمة تسمح باستقرار أنظمة الحكم فيه , ودساتيرة مرقعة , ومقطعة ومعاد تلصيقها بغراء الوهم والاحتيال ..
الدستور هو مجموعة من النصوص التي تشتمل على القواعد والضوابط التي تعرفنا على كيفيات تنظيم المؤسسات السياسية , والدستور الحر هومايقره الشعب بالتصويت الحر بعد أن يرى فيه عن اقتناع تام مرآة لذاته وصورة متفائلة عن مستقبله , ترفع من ثقته بنفسه , وتمده بحياة ذات قدرة عالية على الإنتاج والإبداع .
في الشرق الأوسط الكبير أنظمة حكم غير مستقرة , وهي على العموم لاتملك دساتير ملائمة لها , فكيف نتصور حياة الأمم والشعوب بدون دساتير مدروسة وفقا لقياساتهاالنامية .
إن شعبا متعدد الأعراق , من القوميات والأديان والثقافات ,ينبغي أن يكون دستوره ديمقراطيا , وحين تكون السيادة فيه للشعب , فنحن في هذه الحالة أمام سيادات متعددة , بتعددية الأمة , ولذا سيكون من الشمولية والاستبداد اماهة الأمة بسيادة موهومة قائمة على الاغتصاب والإكراه , وفقدان روح المواطنة , وبالتالي الكرامة الإنسانية , ليبقى السؤال من يحكم من ؟ ولصالح من ؟ ثم لانجد سيادة شعبية ولا سيادة أمة .
ليفرح كل شعب بما لديه من سيادة , وليتنافس المتنافسون ابتداء من برلماناتهم المحلية الفاعلة , وصولا الى البرلمان المركزي , التي يجب أن يعطى لها الدور الأول , انسجاما مع مبدأ السيادة الشعبية المجزأة , هي التي تقود فعليا نحو السيادة العامة الملتحمة بوجدان الأمة وأساس وجودها .
إن دستورا ما يفصل وفقا لما هو مطلوب , لن يكون ديباجة للتزويق والتنميق , ولا يستطيع وضعه غير المختصين في الدراسات العلمية والفلسفية , السياسية والقانونية , الاجتماعية والثقافية , فهو منتج غير عادي , لأنه يوضع ليعمل به لفترة طويلة من عمر الشعوب والأمم .
ينبغي أن لاتكون دساتير الشرق آنية , مقتطعة بالرغم , كاستجابات منفعلة من قوس الأزمات والتوترات المسلطة عليها , ولا قيمة لدستور لا يصدر عن فلاسفة يحسنون قراءة روائز الأمة , ويجلون عن مكنونات قوتها , ويطلقون طاقاتها الحبيسة منذ عصور الانحطاط , وهو عمل لا يجوز له أن لا يكون مبدعا , ومن هنا تنشأ ضرورة الاستعانة بمثل تلك المواهب العالمية , فقد يحسن الآخرين قراءة عوامل إحباط الأمة , ويتفوق
المراقب الخارجي في قراءته للأسباب والنتائج علىأصحاب المعاناة في الشأن الداخلي , لأسباب معروفة من الانفعال والأنانية , وميل الجزء لاغتيال حرية الكل , والعكس صحيح أيضا ..
من يضع دستورا لأمة , فمن واجبه أن يتقن علم وفن كيفية إطلاق طاقاتها المادية والروحية , العاطفية والغرائزية , والأهم تمكين عقولها للتحرر من كوابيس الوهم , وفل عقد الماضي والانطلاق نحو المستقبل بثقة تامة , ولكن ذلك لن يمر من دون أمة تحب حياة الحرية والعدل والمساواة ....
حسنا تفعل بلدان الشرق النفطية , لو بادلت نفوطها المشموطة , بالدساتير الحديثة ؟..
إن خيرمايمكن شراؤه حقا , النفط مقابل الدستور المتطور , دستور يطلق طاقات الشرق الكامنة , بقوة ربما تفوق زخم البترول , والنفط زائل , بينما التحرر السياسي والاجتماعي عبر دستور ينظم طاقاته البشرية ويسمح بحدوث تراكمات مندمجة ومتكاملة ويطلق جدليته الايجابية , هو ألباق على الدوام .
احمد مصارع
الرقه - 2005










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |