الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من تبرّأ من القضيّة الفلسطينية ؟

محمد قرقوري

2015 / 1 / 14
القضية الفلسطينية


لئن شهدت منطقة الشرق الأوسط منذ مطلع القرن العشرين أطوارا حافلة بالتوتر و الإحتقان نظرا للموقع الأثير الذي تحتله في الخريطة الجغراسياسية العالمية إلا أن القضية الفلسطينية كانت و لا تزال تستأثر بالإهتمام الدولي و الإقليمي ليس بوصفها المحور الرئيسي للأحداث و التطورات في المنطقة فحسب بل أيضا لما تمثله من رمز و إلهام لأنصار العدالة و الحق و الحرية لشعب يعيش بين الشتات يداعبه أمل العودة إلى أرض اغتصبها العدو بغير حق
يعتبر الصراع العربي الإسرائيلي السبب المباشر لتوتر المنطقة و أزماتها نظرا لقيمته و حجم الأطراف و الأجندات الإقليمية و الدولية المتدخلة فيه و قد أشكل على المفكرين و رجال السياسية العربية و العالمية على حد السواء و ألهب القرائح و الأقلام متناولة إياه بالتحليل و التأويل في ارتباطه بإشكاليات حضارية تمثل ذروة أزمات العالم المعاصر مثل الصراع بين الشرق والغرب العلاقات بين الأديان
و المتأمل في أطوار الصراع منذ بداياته بإعلان كبار منظري الصهيونية أرض فلسطين كوطن قومي لليهود إلى مطلع القرن الواحد و العشرين سيلمس غموض الموقف العربي في تطوراته مع زخم الأحداث بيد أن هذا الموقف و إن كان متوافقا مع التيارات الفكرية و المعرفية التي شهدتها العروبة عبر تاريخها المعاصر إبان الحقبة الإستعمارية إلا أنه يفتقر للدقة و الثبات عاكسا بذلك الجمود الفكري الذي تشهده الأمة منذ قرون و إزاء هذا الضعف حري بنا أن نتساءل عن المبادئ و المسلمات التي يرتكز عليها تعامل العرب مع قضية فلسطين
تتميز التركيبة الإجتماعية العربية ببنية عمودية سلطوية تطغى عليها ثقافة الرمز و القائد و قد انعكست هذه السمة على النسيج السياسي فنرى الأنظمة العربية على اختلاف توجهاتها الإيديولوجية تقوم على نظام هرمي نجد في قمته زعيما يحظى بتأييد الجماهير
و يمارس هواية الإستئصال لكل من يناهض رؤاه و أفكاره أو حتى يتناولها بسهام النقد لذلك تعامل القادة العرب مع قضية فلسطين بنزعة فردية أملتها المصالح الإقليمية و فرضتها الأجندات الدولية للأطراف المتحكمة في الصراع
و لئن كانت هذه النزعة أحادية إلا أنها قد قامت بدور فعال في خدمة مصالح من راهن عليها ففلسطين قدمت خدمة جليلة للحكام بوصفها سلعة تتاجر بها الأنظمة العربية المفلسة التي راهنت على الشعارات الرنانة و الخطب الجوفاء لاستمالة شعوبها
فهل قدمت الأنظمة العربية لفلسطين غير التنديد و الشجب و الإدانة ؟ و هل مثلت فلسطين للأنظمة غير مخدر للشارع العربي أو ورقة رابحة تستعمل في الإنتخابات عند بعض الأنظمة التي لا تزال بها ذرة حياء ؟
و لا تزال مدرسة التاريخ تسرد على مسامع الأمة سنوات من الجدب و التصحر و تذكرها بالهزائم المتلاحقة في كل الحروب مع العدو حتى مطلع الألفية الجديدة أين ارتقى الخطاب الرسمي العربي إلى تبني خيار السلام و استجداء العدو لقيام دولة بلا صلاحيات على نزر يسير من الأراضي دون حق العودة
فلنا في خضم هذه الظروف أن نتساءل عن مشروعية الحديث عن قضية جوهرية للأمة العربية أو بالأحرى من الذي تبرّأ من فلسطين ؟ أتراها الأنظمة العربية التي لم تتبناها بالأساس بقدر ما تاجرت بها ؟ أم هي النخب المثقفة و الجماهير التي زهدت في القضية وفرطت فيها لحساب تحديات وطنية و إقليمية نجحت الأنظمة المهترئة في فرضها على غرار قضية الإرهاب و الأوضاع الإقتصادية إلخ... ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض الضغوط الدولية لوقف الحرب في غزة


.. أثار مخاوف داخل حكومة نتنياهو.. إدارة بايدن توقف شحنة ذخيرة




.. وصول ثالث دفعة من المعدات العسكرية الروسية للنيجر


.. قمة منظمة التعاون الإسلامي تدين في ختام أعمالها الحرب على غز




.. القوات الإسرائيلية تقتحم مدينة طولكرم وتتجه لمخيم نور شمس