الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيها الجعفري ضع الخطة الأمنية جانبا

حسين التميمي

2005 / 9 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لست من الخبراء في فن إعداد الخطط الأمنية ، ولم اعمل من قبل في أي مؤسسة من مؤسسات الأمن الوقائي ، لكنني فكرت وأنا استمع للسيد الجعفري وهو يستعرض خطته الأمنية التي تتوزع على اثني عشر بندا أو فقرة ، وكلها تصب (من وجهة نظر الحكومة)في صالح المواطن ، لكنها من وجهة نظر الكثير من المواطنين تصب الزيت على النار وتساهم في مفاقمة التوتر ، وتوسيع الهوة مابين الحاكم والمحكوم ، فالأزمات التي يمر بها المواطنون وبكافة أشكالها وألوانها باتت تشكل ضغطا نفسيا يثقل كاهله ويضفي عليه احساسا مريرا بالظلم والشعور بالعزلة وبوجود مسافة شاسعة تفصله هو وأمثاله ممن يتواجدون في القاع عمن يتواجدون في الأعلى أو القمة ومقترباتها ، وهو يرى (أي المواطن) أن على السيد المسؤول أن يتوجه بدلا من ذلك الى أقرب المقربين في مكتبه ويسألهم عما استحصلوه من مبالغ خلال شهر واحد ، وهل بالإمكان التبرع بما يفيض عن حاجتهم إلى العائلات الفقيرة ، ثم ينطلق بعد ذلك موسعا الدائرة الى حيث الوزراء ووزاراتهم ، وكم ينثر (بما يسمى النثرية) من مبالغ ، وهل يستطيع هؤلاء الوزراء وتوابعهم أن يتنازلوا عن نصف تلك المبالغ لصالح المعدمين من أبناء الشعب ممن خاطروا بأرواحهم في يوم الانتخابات العظيم ، وممن أصواتهم أوصلتكم لما انتم فيه الآن من بحبوحة في العيش حد الترف وما يفوقه ؟ ونزولا عند مسؤوليات أدنى في الأهمية ولنقل أن محافظ أي مدينة من تلك المدن يستلم عند بداية كل شهر مبلغا يفوق الخمسة عشر مليون دينار ، ويصاب من جراء هذا الاستلام موظفو الحسابات بالقلق والتوتر حين ياتي آخر الشهر كي يزوروا الوصولات ليظهر محافظهم بالمظهر الناصع البهي بعد أن يكون قد حمل الى بيته ما يقارب العشرة ملايين دينار الى بيته ، واستوفى من الخمسة ملايين الباقية مصاريف أخرى تخصه بحيث لا يبقى من المبلغ الأصلي الا بضع مئات من الألوف تدفع في شكل مكارم يقوم بها المحافظ أثناء زيارته لمستشفى ما أو أي حفل اجتماعي بطريقة غير مدروسة بحيث تذهب غالبا الى من لا يستحقها أو لا يحتاجها .
لذا أقترح وبغير وجل أن تستبدل الخطة الأمنية بخطة إنسانية ، خطة تعيد لنا الكهرباء والماء والوقود بكل أنواعه التي يحتاجها المواطن ، خطة تعيد لنا مفردات الحصة التموينية حتى ولو اقتضى الأمر ان تقوم الحكومة بشراء تلك المفردات من السوق المحلية فهذا شأن الحكومة وليس شأن المواطن ، خطة تعيد الموظفين المفصولين الى وظائفهم دون النظر فيما إذا كان المفصول منتميا الى حزب أو منظمة أو مجلس لأننا في النهاية جميعنا عراقيين ، ونستحق أن نعامل على قدر من المساوات والاحترام يليق بنا كعراقيين هدرت كرامتهم على يد سلطة غاشمة ويستحقون معاملة أفضل على يد من خلفوا هذه السلطة ويدعون بأنهم جاؤا في زمن الحرية والديمقراطية .
لذا أقول وبغير ممارات أو استثناءات بأنكم لو قمتم بما أسلفت (أنا) الحديث عنه لما كنتم الآن بحاجة الى خطة أمنية ، لأنكم وقتها ستكونون قد جندتم المواطن في خدمة وصالح حكومتك والوطن ، ولو اختبأ الإرهابي خلف حائط فسيصرخ الحائط : خلفي إرهابي فاقتلوه ، ولو اختبأ خلف باب المنزل فسيصرخ الباب : خلفي إرهابي مجرم فاقتلوه ، ولن تجد بعد أيام قلائل من يقول لك هذا سني وهذا شيعي ، بل كلنا شعب واحد وقلب واحد . خلف راية العراق التي تضع الإنسان في أعلى مرتبة وفي صميم اهتماماتها ، عند إذ لا تقلقوا من التجول في الشوارع العامة وبين الناس لأنهم سيحمونكم بأرواحهم .
أخيرا أعيد القول .. ضعوا الخطة الأمنية جانبا وتوجهوا الى الشعب بلا مجاملة أو وعود لن تتحقق ، قولوا لهم بصراحة ماذا يمكن أن يتحقق من خير وأعملوا على تحقيقه ، شرط أن يسبق هذه الوعود فعل آخر .. وهو تنظيف كافة الوزارات بما فيها مجلس الرئاسة ، من كافة أنواع الفساد الإداري والإهدار للمال العام سواء عن قصد أو غير قصد .. ووقتها فقط ولا غضاضة في أن أعيد القول : ستكون الأمور وبكل بساطة قابلة للحل ، ولن نحتاج إلى خططا أمنية أخرى كي تفرض مالا يمكن فرضه .. بالقوة التي اثبتت فشلها وعلى يد أعتى القوى .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف إسرائيلي متواصل على غزة وحصيلة القتلى الفلسطينيين تتجاوز


.. إسبانيا: في فوينلابرادا.. شرطة -رائدة- تنسج علاقات ثقة مع ال




.. من تبريز.. بدأت مراسم تشييع الرئيس الإيراني رئيسي ورفاقه


.. أزمة دبلوماسية -تتعمق- بين إسبانيا والأرجنتين




.. ليفربول يؤكد تعيين الهولندي آرني سلوت مدربا جديدا له