الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تداعيات الهجوم الارهابي على فرنسا

كور متيوك انيار

2015 / 1 / 15
السياسة والعلاقات الدولية


حادثة الهجمات الارهابية في باريس صدمت فرنسا واوروبا والعالم على على مدى خطورة التنظيمات الارهابية على الامن والاستقرار العالميين فلقد قتل الكثيرين في تلك الهجوم وطالما ظلت العواصم الاوروبية تتحسب على الحادثة منذ ظهور تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق وتحذيرات الاجهزة الامنية والاستخباراتية المتكررة من خطورة المقاتلين الاوروبيين المشاركين على جانب تنظيم الدولة ، وما يمكن أن يشكله عودتهم الى دول اوروبا من مخاطر امنية .
وبالفعل تحقق التوقعات في فاتحة العام 2015م ومقتل ما يقارب الـــ 17 فرداً و بسبب رسوم ساخرة ينشره شارلي ايبدو يعتقد الارهابيين انها مسيئة للاسلام لذلك يتصدون لها بالقيام بمثل تلك الهجمات ، والهجوم الحالي ليس الاول من نوعها بل كان اخطرها ولقد استيقظ كل اوروبا وامريكا والعالم على وقع تلك الهجمات وهو ما يعيد الى الاذهان هجمات الحادي عشر ، وطالما الارهابيين مازالوا يستطيعون القيام بتلك الاعمال في قلب باريس فماذا يمنعهم من تكرار حادثة الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة .
لقد كان تداعيات هجمات الحادي عشر سبتمبر خطيرة على العالم اجمع حيث سقطت على اثرها انظمة سياسية في العراق وافغانستان ومازال تداعياتها مستمرة ، وبالفعل لن يمر احداث فرنسا التي حظيت بالاهتمام الدولي والاوروبي الكبير ، ومن المؤكد أن دول اوروبا ستعيد تعاملها مع الجماعات الاسلامية في العالم طالما ظلت مختلفة عن وجهة النظر الامريكية على الدوام وكذلك الاسرائيلية ، وبما أن لاوروبا دورها المهم على قضية السلام في الشرق الاوسط وخاصة القضية الفلسطينية ، ولقد كانوا غير نصير لفلسطين وضاغطين على اسرائيل من اجل تقديم تنازلات لصالح الفلسطينيين ، عكس الولايات المتحدة لعوامل داخلية ودولية لا تمارس اي ضغط على اسرائيل .
واتضح الدور الاوروبي مؤخراً في اعتراف ثمانية من الدول الاوروبية وبرلماناتها بدولة فلسطين وطالما عارضت اسرائيل ذلك و امريكا ، وفي الاونة الاخيرة نشط الرئيس الفلسطيني محمود ابو مازن في اروقة مجلس الامن من اجل تمرير قرار لانهاء الاحتلال ، واحلال الدولتين ، ولقد ساند فرنسا المشروع العربي في مجلس الامن ، وعلى اثرها استدعت اسرائيل السفير الفرنسي لديها وابدت احتجاجها على مساندة فرنسا لمشروع الدولة الفلسطينية وانهاء الاحتلال ، وكان نواب فرنسيين سبق لهم أن طالبوا الحكومة الفرنسية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية .
لكن بعد هجمات فرنسا الاخيرة سيتراجع دعم البرلمانات الاوروبية للقضية الفلسطينية وستكون اقرب للرؤية الاسرائيلية ، وهذا ما يضع محاولات ابو مازن للعودة الى مجلس الامن في المحك ، وتلك الهجمات يصب بصورة مباشرة في المصلحة الاسرائيلية ويقلل الضغوطات الاوروبية عليها ، وربما سيؤدي الى تراجع دول اوروبا والاتحاد الاوروبي من التشديد على عدم استيراد منتجات من المستوطنات ، كما أن تلك الهجمات سيقلل من فرص دعم المعارضة السورية في حربها ضد الرئيس بشار الاسد الذي تراجع الدعوات بصورة كبيرة لازاحته من السلطة عسكرياً بعد ظهور الجماعات الاسلامية وتركيز الولايات المتحدة واوروبا حربها ضد تنظيم الدولة باعتبارها تشكل تهديداً ارهابياً اكثر مما تشكله حكومة الرئيس بشار الاسد وخاصة بعد تسليم الاسلحة الكيميائية ، ستكون لتلك الهجمات تداعياتها على الخارطة العالمية وستمتد اثارها الى افريقيا وربما ستكون لها اثارها على الوضع في جنوب السودان والصراع الدائر فيها منذ عام .
المسيرة الكبرى التي انتظمت كافة ارجاء فرنسا حيث قدرت عدد المشاركين فيها بنحو ثلاثة مليون مشارك ومايقارب الخمسون رئيس دولة وحكومة وهو ما جعل الرئيس فرانسوا اولاند يقول ان فرنسا قد اصبحت عاصمة العالم ، لكن ما حير العالم وفرنسا هو غياب باراك اوباما عن تلك المسيرة ، فهل يا ترى راى البيت الابيض أن مشاركة اوباما بجانب هذا العدد الكبير من الرؤساء يسحب البساط من تحت واشنطن لصالح باريس ؟ مهما كان اسباب الغياب فهذا ربما لن يصب في مصلحة علاقات فرنسية امريكية مستقرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج