الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذات َ كأس ِ قهوة - 2

نضال الربضي

2015 / 1 / 15
الادب والفن


ذات َ كأس ِ قهوة - 2


قالت:
لماذا أخفيت عني أن قهوتك َ تتـناولها باردة؟
فقلت:
لكني أشربها أيضا ً ساخنة من قلب الركوة.



قالت:
أصنعها لك و تتركها لتبرد معظم الأوقات، فأنت تفضلها باردة أو أنك تكره قهوتي لكن تخشى البوح.
قلت:
يا جميلتي و هل يحتاج ُ القلب ُ إلى القهوة ِ عندما يشرب ُ من عينيك ِ وأنت تجلسين أمامه؟


قالت:
ثعلب ٌ أنت َ ! تُحسن ُ لي الكلام و تطويع الجمل و تشكيل المعاني.
قلت:
و هل يسوؤك ِ أن تصبحي قهوتي و أن أشربك ِ ساخنة ً غنية ً بالمذاق؟



قالت:
سألتك َ سؤالا ً واحدا ً ففرت َ بجواب و ككرت َ بسؤالين.
قلت:
لا حرب هنا إلا أشواقي التي تشتهي أن تقتحمك ِ عشقا ً.


قالت:
ليس في الحب اقتحام، الحب ُ عطاء ٌ و ذوبان.
قلت:
إذن اقتحميني أنت ِ حتى أذوب فيك ِ.


قالت:
ما زالت تتحدث بمنطق الاقتحام.
قلت:
لماذا تخافين الاقتحام، أليس الحب عاصفة ً لا ترحم؟
ودنوتُ منها حتى خافت و قامت مثل الريح ِ فضرب طرف كفها الكأس فسكبتْ قهوتي بعدما سفحت حبي على مذبح ِ خوفها تلك الهادئة التي تريد عاصفة ً صامتة، ميتة ً لا وجود لها و لا طعم َ و لا إحساس.


قلت ُ لها في شخص القهوة ِ المسفوحة أمامي:

كالقهوة ِ في قلبي انسكبي
غطي الآفاق َ و كوني غدي

رسم ُ المسكوب ِ يفوح ُ شذى ً
إذ ما سأُرسِّـمُـهم بيدي


التفتت و بدا أنها تريد أن تقول َ شيئا ً و للحظة ٍ كأنها ودَّت أن تعود، لكنها عادت بجذعها إلى حيث ُ ما كان مُتجها ً في هروبه و مرقت أسرع َ من نبض قلب ِ الخائف، قد قتل الخوف منها القلب.


أنها خائفة، سفـّــَـــاحة ُ قهوتي!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل


.. جوائز -المصري اليوم- في دورتها الأولى.. جائزة أكمل قرطام لأف




.. بايدن طلب الغناء.. قادة مجموعة السبع يحتفلون بعيد ميلاد المس


.. أحمد فهمي عن عصابة الماكس : بحب نوعية الأفلام دي وزمايلي جام




.. عشر سنوات على مهرجان سينما فلسطين في باريس