الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(حكاية القارب الصغير)

فاهم إيدام

2015 / 1 / 15
الادب والفن


(حكاية القارب الصغير)

كلّما تركتُ نفسي أتهادى في حَلَقةٍ من حلقات عيشي
على سطح نهر الوقت
وتجمّعت بعض المخلوقات التي لم تُكرّر من قبل حولي
وبعض الفقد والذكريات والرسائل المربوطة بسيقان الحمام
ولحظات الفهم الكامل الذي مثل يدٍ حبيبةٍ
تدبّ على الرقبة والظهر عند الفجر.

كلّما مَشيتُ مسافة العطش المنتهية الى بئر الحنين واليقين
ومررت بحقول لذائذ اختطفت مذاقاتها بعضاً من روحي
وأكثر من البعض من فرصتي في الحياة.

كلّما جلستُ كما كنتُ أفعل من ثلاثين سنةٍ خلت
على رأس شارعنا
أعدّ توابيت الشهداء التي تمرّ
وأقرأ كتاباً مدرسيّاً على ضوء الشارع
يقولُ لي بأني سوف أمر من هنا ذات يوم
وسوف يكون هذا عرسي الاول والاخير،

كلّما تذكّرته وتذكّرت نفسي وأنا أكتشفه،
أعني رأس شارعنا الذي قُطع مراراً ،
وتحت مصباحه الذي مات للأبد
لم تكفّ الحشرات الطائرة عن الدوران
كما لم تكفّ الحشرات الناطقة أيضاً.

كلّما دار مالنا وما علينا حول دائرته.

كلّما جلستُ لوحدي أتذكر أسماك الفرح الذهبية
التي زاغت من تحت أصابعي.

كلّما شعرت بأن الوقت قد حان،
جمعتُ كل هذا في قاربٍ صغيرٍ ووضعته على صفحة النهر،
نهر الماء هنا وليس نهر الوقت،
أبكي وألعن
أو أستسلم إلى صمتٍ مرعبٍ،
ثمّ أذهب من هناك
لكي أكرّر الهدهدة في حلقةٍ جديدةٍ
تجعلني كالعادة أترحّم على سابقتها.

****

11 ـ 2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لما تعزم الكراش على سينما الصبح ??


.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة




.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?