الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرية التعبير لمحمد وتشارلي

عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

2015 / 1 / 15
حقوق الانسان


في الأساس، حرية التعبير هي من حقوق الأفراد في المجتمعات الديمقراطية. ولا يحد من حق أي فرد في التعبير عما يشاء، وبأي طريقة مهما كانت، سوى حق الفرد المقابل له في الحرية الذاتية وحرية التعبير عما يشاء هو الآخر. حق كل فرد في الحرية وفي التعبير يبدأ من حيث تنتهي حقوق الأفراد الآخرين، وينتهي من حيث تبدأ. فلا يحق، في المجتمعات الديمقراطية، لفرد أن يأتي بفعل أو قول يكون من نتيجته المباشرة أو غير المباشرة الحد من الفرصة العادلة لكي يأتي فرد آخر بفعل أو قول مقابل أو مضاد له. ولا يجوز أن تؤدي ممارسة الفرد لحقه في الحرية أو التعبير- أو حرية التعبير- إلى إلحاق الضرر المادي بطريق مباشر أو غير مباشر بفرد آخر أو أفراد آخرين.

هكذا يمكن القول أن حدود الحرية الفردية تنتهي عند خطين أحمرين: (1) عدم المساس بالحريات الموازية للأفراد الآخرين؛ (2) عدم إلحاق أضراراً مادية (بطريق مباشر أو غير مباشر) بهؤلاء الأفراد.

في واقعة تشارلي إبدو، مارست هذه الصحيفة الفرنسية الساخرة (كشخص اعتباري يتمتع بحقوق مماثلة للشخص الطبيعي) حق التعبير الساخر وحتى التهكمي بحق شخص طبيعي (لكنه تاريخي). في الوقت نفسه، هي لم تتجاوز الحدود الحمر سواء لحرية النبي محمد كشخص طبيعي (لو كان حياً) أو لحريات الآخرين المتعاطفين معه (إذا كان شخصية تاريخية قد انقطعت صلاتها البيولوجية تماماً بالحاضر) لكي يعبروا بدورهم عن آرائهم المختلفة أو حتى المضادة، وسواء بطريقة ساخرة أو جادة. كذلك الصحيفة الفرنسية لم تلحق أي ضرر-مادي- مباشر أو غير مباشر، سواء بمحمد نفسه أو بأي من أتباعه. فلا يكفي أن تكون ممتعضاً أو متأففاً أو مستاءً من فعل أو قول أو تصرف ما لكي تتذرع بذلك للحد من حريات الآخرين أو العدوان عليهم، مهما بلغ امتعاضك أو تأففك أو استياءك أو غضبك. الضرر المادي الملموس القابل للتحقق منه هو السند الوحيد للحد من حريات الآخرين، فيما يخص التعبير أو خلافه.

في المقابل، المعتدون على الصحيفة لم يمارسوا حقهم في التعبير أصلاً وحتى لم يطيقوا أن يمارس شخص آخر (الصحيفة) حقه المقابل. بل هم قاموا بتصفيته (أو محاولة تصفيته) جسدياً لإسكات ممارسته لحقه في التعبير مرة واحدة وللأبد. وهم، بذلك، قد انتهكا كلا الخطين الأحمرين معاً أبشع انتهاك متصور: عمدوا إلى القضاء على الحرية ذاتها (لأنفسهم أو للآخرين)، وألحقوا بالآخرين ضرراً مادياً ليس بعده ضرر- قتلوهم!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - طبعا نحن ضد القتل في التعبير
عبد الحكيم عثمان ( 2015 / 1 / 15 - 20:57 )
الاخ الكاتب,بداية حتى لاتفهمني غلط,انا ضد اسلوب الرد العنفي لدرجة القتل في الرد او في التعبير عن حرية الرأي
سبق ان قامت جريدة تشالي بذات الاساءة الى رسول المسلمين سابقا وتم مقاضاتها وغرمت غرامة ماليه باهظة ادت الى افلاسها,يعني هذه ليست المرة الاولى والاساءة ليست مادية فقط بل اعتبارية,بمعنى ضررها ليس ماديا فقط, ومحمد ليس شخصية عادية وان مات ولكن شخصية تقدسها ملايين المسلمين يعني له اتباع ومريدين, فيجب الاخذ بنظر الاعتبار على الاقل مشاعرستة ملاين فرنسي مسلم, وعمر ماكانت حرية التعبير السخرية من الاخر او شتمه او التجاوز عليه,الاتتفق معي في ذالك ولك التحية


2 - اسلام المخرجة الفرنسية ازابيل ماتيك
عبد الله اغونان ( 2015 / 1 / 15 - 22:30 )
isabelle matic

اهتدت الى نور الاسلام

رغم أحداث شارلي ايبدو

راجعا مقالا عها في موقع هسبريس

وراجعوا موقعها على الفيسبوك

حيث نطقت الشهادتين

لااله الا الله محمد رسول الله

الله أكبر والحمد لله


3 - عبد الحكيم وأغانون
مراقب (محمد بن عبدالله) ( 2015 / 1 / 15 - 23:51 )
الاستاذ عبد الحكيم: أخطأت بذكرك غرامة فرضت على المجلة فذلك لا أساس له ..بالفعل رفع المجلس الاسلامي في فرنسا قضية على المجلة وخسرها وفاز شارلي إبدو فارجع للوقائع

الأغانون: انتظر قليلا قبل نشر مثل هذه التعليقات فأخونا المعلق سي خلف الواوي هو المتعهد الرسمي لنقل أخبار ضحايا العقل الضائع فلا تتعدى عليه ارجوك !


4 - الحقيقه مؤلمه
على سالم ( 2015 / 1 / 16 - 01:43 )
الذى فعلته مجله شارلى ابدو لايمثل واحد من مليون من الذى فعله محمد من قتل وذبح وسطو مسلح وغزو واغتصاب واشاعه الخراب والدمار فى كل مكان ذهب اليه هو وعصابته الاجراميه ,يجب ان يصحو العرب والمسلمين على هذه الحقيقه ولاداعى الى الكذب واللف والدوران


5 - هل ايذاء المشاعر يبرر المذابح؟
مجدي سعد ( 2015 / 1 / 16 - 16:10 )
خرج علينا كتاب الاسلام ومعلقوه يحاولون تبرير المذبحة بأن مشاعر المسلمين قد جرحت بالكاريكاتيرات الساخرة

يتمتع الاسلاميون بنظرة احادية غريبة فهم عاجزون تماما عن رؤية أي وجهة نظر مخالفة لهم و يناصبون معتنقها عداوة شخصية

مشاعرهم المرهفة تؤذيها اشارة او نكتة او كاريكاتير

دعونا الان ننظر كيف يتعاملون مع مشاعر ومعتقدات غيرهم

قرآنهم يسب اليهود وينعتهم بأنهم ابناء القردة والخنازير وبالطبع يرددون ذلك ويزيدون عليه من الدعاء واللعنات ليل نهار

لا يرون في هذا ايزاء لمشاعر اليهود ولا يفكرون للحظة ان من حق اليهود بنفس المنطق أن ينحروا كل مسلم تطاله أيديهم

لا يأبهون بمشاعر غيرهم ولا يترددون في استعمال اقبح انواع السباب والنعوت ومقاطع الفيديو والكاريكاتير ما عليكم سوي بحث جوجل او موقع اليوتيوب وسترون العجب العجاب

الامر لا يقف عند اليهود - أعداء الاسلام اللدودين منذ ايام محمد - لكنه يمتد الي الجميع من المسيحين الذين يصفونهم بالكفار والمشركين والضالين والصليبين.. الخ الي كافة الاديان الاخري التي ينظرون لاتباعها نظرة دونية ويصفونهم بالوثنية والشرك ويسفهون معتقداتهم

فهل من حقهم نحر المسلمين؟


6 - محمد بن عبد الله / يالغرابة الاسم؟؟؟
عبد الله اغونان ( 2015 / 1 / 16 - 20:14 )

عبد الله خلف وعبد الله اغونان مرجعيتهما واحدة ونتواص أحيانا كثر الله من أمثاله

وجزاه الله عن الاسلام والمسلمين خيرا
المهم هو صحة الخبر وليس من يذكر به
تأكد أنت بنفسك من مدى صحته
فما رأيك؟


7 - أغانون
مراقب (محمد بن عبدالله) ( 2015 / 1 / 16 - 21:42 )
صحة الخبر لا قيمة لها فالعالم مليء بالمجانين والجهلاء والأغبياء واسلام أحدهم لا يثبت شيئا

اسمح لي أن أعلن لك قناعتي يا أخي العزيز: ما من عاقل دارس للاسلام يقبل به كدين له أما ان وقع أحد في هذا السخف فذلك دليل بأنه ضحية يعاني من أحد هذه الأسقام العقلية : الغباء أو الجهل أو الخبل هذا لو يكن يستغل اسلامه كخدعة يستفيد بها بشكل ما

أما من يولدون أسرى لهذه العقيدة فلا تنطبق عليهم أوصافي السابقة فالتخلص من أكبال العقل والنفس يتطلب جهودا لا يقدر عليها سوى الصفوة الحكيمة الشجاعة العاقلة وهذه قلة نادرة





8 - الخبر مقدس والتعليق حر
عبد الله اغونان ( 2015 / 1 / 16 - 22:35 )

خبر اسلام مشاهير ليس شذوذا واستثناء بل هوظاهرة جديرة بالدراسة

اللائحة طويلة ومتعددة ومتنامية لايمكن تجاهلها

هل مالكوم اكس وروجي غارودي وهوفمان---- وغيرهم كثير

بلداء وطلاب مال وفيزا؟

بالنسبة لمن ولدوا من مسلمين فتعرف أن بعضهم لايمت للاسلام بصلة ولما يدخل الايمان

الى قلوبهم أنت نمودج على ذلك

حتى القران المقدس صرح مرارا أن المسلمين المخلصين القابضين على الجمر قلة

لكن القلة بالقيمة اذ كل كثير رخيص

ومع ذلك فالاسلام والحمد لله ملئ السمع والبصر والزمان والمكان


9 - تعليق
عبد الله خلف ( 2015 / 1 / 17 - 00:21 )
فائدة :
• رأي مُفكري و فلاسفة أوروبا بالنبي -صلى الله عليه و سلم- :
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=191262161078033&id=100005827500635
• أقوال المفكرين الغربيين في القرآن الكريم :
http://www.sirajalnoor.com/article/al-kutub-al-samaviyya/what-did-the-western-philosophers-say-about-quran
• الأستاذ عبدالله الشهري يقدم دليلين على صحة النبوات و القرآن :
https://www.youtube.com/watch?v=dxom1Jn9BBg&feature=share


10 - الكذب والدجل
احمد حسين البابلي ( 2015 / 1 / 17 - 12:21 )
شريعتك ملا عثمان هي اكذب اكذب ومن ثم اكذب ولكن من اين لك كل هذه المطاولة بكل الكذب ..!!! اسلامنا كان وما زالة يعتمد على الكذب اي قديما وحديثا والى متى .. الحبل اصبح قصير و سوف يخنق صاحبه ...

اخر الافلام

.. بسبب خلاف ضريبي.. مساعدات الأمم المتحدة عالقة في جنوب السودا


.. نعمت شفيق.. رئيسة جامعة كولومبيا التي أبلغت الشرطة لاعتقال د




.. في قضية ترحيل النازحين السوريين... لبنان ليس طرفًا في اتفاقي


.. اعتقال مناهضين لحرب إسرائيل على غزة بجامعة جنوب كاليفورنيا




.. بينهم نتنياهو.. مذكرات اعتقال دولية بحق قادة إسرائيل بسبب حر