الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مآساة الطب في العراق

حمزة الكرعاوي

2015 / 1 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


كان الطب في العراق أفضل حالا من كل دول المنطقة ، وكان الاطباء العراقيون يحترمون مهنة الطب ، وجميعهم كفاءات لاتختلف عن الاطباء في أوربا ، وقسم كبير من الاطباء المحترمين أصحاب الكفاءات والخبرات لازالوا في العراق ، ولايشملهم هذا الحديث وهذا العنوان ، نحن نتحدث عن الحالات السلبية التي اساءت للطب والاطباء الشرفاء في العراق .
عندما ترتخي قبضة الدولة ، ويغيب القانون ويحكم البلد ساسة فاسدون وحرامية ، تظهر العصابات لتعيث فسادا ، ومن أمن العقاب اساء الادب .
الطبيب بالفطرة لايكذب ، لانه يعالج المريض نفسيا قبل أن يصف له الدواء ، يعالجه أولا بالكلمة الطيبة ، وكثير من الامراض يتغلب عليها المريض بسبب المعاملة الحسنة من الطبيب ، وكذلك اللباس الابيض الذي يمييز الطبيب عن غيره له الدور الفعال في شفاء المريض .
للاسف تصلنا أخبار وشهادات من عراقيين ( اصدقاء واقارب وغيرهم ) غير سارة ، تتحدث فساد كبير في المؤوسسة الصحية في العراق ، ترتقي الى جرائم بحق الانسانية ، وتدخل في خانة مشروع الابادة الجماعية سواء كانت عن قصد أم لا .
القضاء فاسد والساسة فاسدون ، والتعليم إنتهى والقيم والاخلاق انتهت في العراق ، ووصل الفساد الى مؤوسسة الصحة ، حيث يتعلق الامر بحياة ناس ابرياء يظنون أن الطبيب المعالج يحترم مهنته ، ولايلجأ الى بيع ضميره وذمته ، ويضع المال أولا ، وبالاتفاق والتآمر مع شركاءه اصحاب الصيدليات .
كل هذا البلاء سببه الحصار الذي نخر المنظومة الاخلاقية ، والنظام السابق ، واكمله رجال الدين والاحزاب الفاسدة ، لم يبق من العراق غير الاسم والوهمي ، كل شيء انتهى ودخله الفساد .
الطبيب في كل دول العالم يخضع لمراقبة شديدة من قبل مؤوسسات الدولة الرقابية ، وكل ستة اشهر يتم تأهيل الاطباء حتى تواكب خبراتهم التطور العلمي ، ودخل الطبيب من مهنته الشريفة هو أول دخل في الدول ، فلا حاجة له الى أن يلجأ الى الفساد والنصب والاحتيال ، الا أنه قد إنحرف .
ماتفعله عصابات الاطباء في العراق خطير جدا ، لايقل فتكا بأرواح العراقيين عن باقي أدوات ومشاريع الابادة الجماعية ، وهذه العصابات سمت أنفسها أطباء وصيادلة ، مجاميع من القتلة ، ينفذون الجرائم بهدوء ، بواسطة عمليات جراحية ، سواء يحتاجها المريض ام لا ، وراح ضحيتها ابرياء من نساء وأطفال وشيوخ وشباب ، وعندما يكون هناك ضغط عليهم من أهالي الضحايا ، يتباكون ، ويصورون أنفسهم ضحايا ( الفصل العشائري ) حتى يتعاطف معهم الاخرون ، ويضج الجميع ويلوم العشائر ، وأن مهنة الطب والاطباء ( المظلومون ) مهددة ، والحقيقة أنهم جزارون لايرحمون أحدا ، نعم هناك من وقع عليه الظلم من قبل عائلة وعشيرة المريض لكنها قليلة ، وتغلبت عليها حالات التعمد .
كم من الاطباء والصيادلة باعوا ضمائرهم ، ووضعوا ذلك العنوان المزيف ( الطبيب المعالج والصيدلية الفلانية ) وكم من هو محترف مهنته وكم من هو دخيل عليها ( دمج ) ؟.
عصابات الاطباء قتلت الاف العراقيين بطرق واسلحة متعددة ، منها إعطاء الدواء الفاسد والمنتهية صلاحيته ، كما يفعل بائعو الادوية في الشوارع ، ومنها حالات يتعمدها الطبيب بالاتفاق مع صيدلية ما ، حيث يعطيه ادوية لا علاقة لها بحالته الصحية ، والغرض هو أن يتردد على عيادة الطبيب ويحلبه ، والادوية الكيمياوية التي يجبره على تناولها تقتله في نهاية المطاف او تسبب له الامراض الخطيرة ومنها السرطان .
قد إشترك مع الطبيب صاحب صيدلية بدون ضمير ، ولايخاف الله ، وهمهم جمع المال ، كما تفعل عصابات بيع الاعضاء البشرية ، يجبرون المساكين على التردد على عياداتهم وصيدلياتهم ، حتى يفرغ ما عنده من أموال ، ويلفظ أنفاسه الاخيرة ، وهكذا يستمر مسلسل القتل .
عصابات شكلت لقتل العراقيين ، بدون أخلاق ولاضمير ، وعندما تظهر فضيحة في عيادة ما أو مستشفى في مدينة ما ، يلجأون الى التظاهر ، حتى يتعاطف معهم الناس ، ويغطون على أفعالهم الاجرامية ، الصراخ الذي يظهرهم قد تعرضوا للظلم من المجتمع .
عندما يأتيهم المرضى الى المستشفى العام ، يحتقرونهم ، ويدفعونهم الى الذهاب الى عياداتهم ، وهناك يحتضونهم ، وتبدأ عمليات النصب والاحتيال ، وسيء الحظ من يذكر أمام الطبيب أنه قد زار طبيبا اخر غيره ، يتعصب ويبدأ بالصراخ ويهين المريض على ( جريمته ) وهي مراجعة غيره ، حتى تتردى حالة المريض ، وكما اسلفنا أن المعاملة الحسنة من قبل الطبيب للمريض هي نصف العلاج .
يبدأ المسلسل بإعطاء المريض أدوية بعيدة عن العلاج الذي يحتاجه إما عن طريق التعمد او الغباء ، لان من يسلك طريق الانحراف يفقد حتى الخبرة التي ملكها ، حتى يصل الى حالة عدم التمييز بين الامراض وهو في عجلة من امره يتسابق مع الزمن ليدخل عليه اكبر عدد من المرضى في اليوم الواحد ، و لايهمه سوى المال ، كيف يحصل عليه بالاشتراك مع الصيدلية التي يتفق معها في غياب الرقابة .
الادوية تفتك بالناس ، وهذه جرائم متعمدة ، ويتم الاتفاق مع صيدلية ، حتى تكون الكتابة في وصفة العلاج على شكل رموز لايفهمها غير صاحب الصيدلية التي تم التعاقد معها ، ولايستطيع اصحاب الصيدليات الاخرى قراءتها ، وفك الرموز والشفرة التي اتفق عليها الطبيب المعالج والصيدلية ، وهذه جريمة متعمدة ، لا بل يجبر المريض على أن يعود اليه بعد شراء الدواء حتى يتأكد أنه فعلا إشتراه من نفس الصيدلية التي تعاقد معها .
هذا غير العمليات الجراحية التي هي بدون تشخيص حقيقي أو بتعمد ، والمريض لايحتاجها ، فيموت المريض في المستشفى أو يصاب بأمراض اخرى ، مثل السرطان ، وكثير من الناس فقدوا بصرهم بسبب عمليات هم لايحتاجونها ، أو بسبب جهل الطبيب .
والمصيبة الاكبر أن اصحاب الصيدليات والاطباء الذين شاركوهم ، يتعمدون بيع المرضى ادوية منتهية الصلاحية وفاسدة ، ويدفع الابرياء حياتهم جراء هكذا ممارسات .
لاتوجد اليوم في العراق قوانين رقابة تضبط عمل الاطباء والصيدليات ، والامور سائبة ، وقادة البلد لايعرفون غير تقسام الغنائم .
المال أفسد كل شيء في العراق ولم تسلم اي مؤوسسة من مؤوسسات الدولة العراقية منه .
هذا المقال جاء بعد التحري الدقيق لما يجري في المؤوسسة الصحية وقد إستند على شهادات اطباء شرفاء ضاعوا بين أخرين فاسدين ، وشهادات لعراقيين فقدوا ذوويهم في المستشفيات بسبب عمليات جراحية لايحتاجونها ، ومنهم من فقد بصره ، وقد تابعنا هذه الحالة لاكثر من عقد من الزمن ، ولذا نطالب بتغير الحال في المؤوسسة الصحية الحساسة التي تتصل بحياة الناس .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اطفال الشطرة يرسمون لغزة


.. غانتس يهدد بانسحاب حزبه من حكومة الائتلاف ما لم يصادق نتانيا




.. مراسلتنا: استهداف موقع الرمثا الإسرائيلي في مزارع شبعا |#الظ


.. السعودية تشترط مسارا واضحا نحو إقامة دولة فلسطينية مقابل الت




.. الجيش الإسرائيلي يواصل تصعيده ضد محافظات رفح والوسطى وغزة وا