الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفنانة التونسية مريم بحايري تشكيل متراكب وازمنة متداخلة في فضاء ملون

سعدي عباس بابلي

2015 / 1 / 17
الادب والفن




في الفنون البصرية المشكلة يتفاعل وفق انظمة بناء محكمة التنفيذ اشكال وفضاءات تمنح المتلقي متعة المشاهدة والتواصل مع احلامه واحاسيسه التي منحت فرصة التفاعل مع عوالم الفنان الخاصة وهذه المتعة تنقل حالة التلقي الى مراحل متقدمة في مناطق الجمال والتذوق ،،،اكتشافات وتتابع لازمنة تتداخل وتشكيلات تتراكب في نظام بنائي متماسك هذه المعادلات الانشائية يخضعها فضاء ملون لانتاج لوحة حسية فيها اقيام جمالية متعددة ، هذه هي صفات لوحات الفنانة التونسية مريم بحايري ،،
تلعب تقنية الاخراج في اعمالها دورا مهما في توزيع انظمة التجانس والتوحد في بناء شكلي متداخل احد اهم صفاته انجاز علاقة جمالية متعددة القيم مما يمنح العمل تفاعلات مختلفة واحاسيس تنشاء تلقائيا من خلال المسح البصري للسطح ،،اضافة الى اختيار درجات لونية واطئة القيم الضؤية تتجانس في ايقاع يمنح العمل انسجام واظح للاقيام كلها ،،بدات تجاربها الاولى اثناء دراستها للفنون التشكيلية في المعهد العالي للفنون الجميلية في نابل على الساحل الشرقي للمتوسط هدؤ المدينة وجمالها الطبيعي وموقعها البحري منحت الفنانة مريم قدرة تناغم واقعي وداخلي حيث اظهرت تمازجا بين ما يرى وما يحس في مرئيات بصرية اقرب الى الخيال الابداعي من الواقع الطبيعي للاشكال ،،ثم قدمت اعمال اخرى بعد تخرجها كانت امتداد لتجاربها السابقة وكانت اعمالها تاخذ طريقها الى تذوق سواح تونس الغربيين ،، تنوع خبراتها وثقافتها الفرنسية جعلت منها فنانة تتمازج بين ما هو اصيل يمتد بجذوره لحظارة بلدها تونس وبين ما هوعالمي التواصل حيث اضفت التقنية المتقدمة في انتاج اعمالها طابعا اخر بمعالجة متنوعة لتقنية السطوح المشكلة وفضاءاتها .
هذه الفنانة المتمكنة اكاديميا افادت من تجاربها التدريسية اثناء فترة وجودها في المعهد العالي للفنون بسليانة وحتى وصولها الى قسم الفنون التشكيلية بجامعة دهوك في كردستان حيث عملت على تطوير برنامج متقدم في تقنيات الفنون الشكلية واخراجها وفي الوقت الذي منحت لوحاتها قدرة الخروج الى مناطق اخرى ،،لوحاتها الاخيرة وهي تستعد لتقديم اولى عروضها في كردستان امتازت في تغير كامل لما قدمته من تجارب سابقة ،، اعمال منحت فيه للفضاء مساحة واقيام اكبر من التشكيل البنائي للشكل هذا الفضاء الذي احتوى على تراكب للتشكيل وتداخل لازمنة مختلفة ،،كلها تتشكل مع فضاء ملون بحسية عالية جدا ،، هذا التمازج يمنح المتلقي لاعمالها احساسا اخر للموسيقى المرئية وكانها تقول لمتلقيها انك الان تسافر بعيدا باحاسيك الجديدة وكانك تسمع موسيقى اخرى قادمة من مناطق التخيل ،، الاحساس باقيام اللون ودرجاته كانت القوة الدافعة لوجود العمل وتماسكه فهي هنا قد وضعت منافذ الدخول والخروج المتناغمة دون عوائق او عارضات لتوقف التذوق وهروبه انما كانت هذه المنافذ هي الملاذات الدافئة لفرح المشاهدة ،،متعة العمل الجمالية اكبر من قدرة القوة التعبيرية للاشكال لانها هنا تريد ان تقول ان تاسيس القيم العليا في الفن ليس ينجز بالتعبير الشكلي فقط وانما ينجز ايظا بالاحساس الذي يقود للشكل وبالتالي للتعبيرالانفعالي ،،الشكل هنا ليس من اختيار الفنانة وانما من اختيار المتلقي هو الذي يمنح لخياله ان يكتشف اشكاله التي تتفاعل مع احاسيس المشاهدة ،، الشكل لديها اداة اظهار الانفعال دون اعداده مسبقا وانما يظهر في لحظة يكون فيها الاحساس بالاكتشاف قد اقترب من انفعالاتها المراد لها الاسقاط على سطح الكانفاس ،، فلسفتها البصرية هي ان الجمال المرئي يمنح الجمال الحسي بعدا اخر اكثر قوة واكثر قدرة على البقاء زمنا اطول لزيادة متعة التذوق وكذلك ان العمل البصري المشكل يمكن ان تتوالد فيه اقيام فنية متعددة ترتقي به الى مصاف الفن الجديد المكتشف .
الفنانة مريم تؤسس للوحة جديدة تختلف عن تجاربها السابقة وفي اقيام اخرى نتوقع منها الكثير .



/ دهوك .كردستان 1/2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ذكرى وفاة الشاعر أمل دنقل.. محطات فى حياة -أمير شعراء الرفض-


.. محمد محمود: فيلم «بنقدر ظروفك» له رسالة للمجتمع.. وأحمد الفي




.. الممثلة كايت بلانشيت تظهر بفستان يحمل ألوان العلم الفلسطيني


.. فريق الرئيس الأميركي السابق الانتخابي يعلن مقاضاة صناع فيلم




.. الممثلة الأسترالية كايت بلانشيت تظهر بفستان يتزين بألوان الع