الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في - السبسيات - او ما بعد طرطرة -الرئاسة - ... بين المؤقت و -الهيبة- اُبتُذِلت ارادة الشعب

محمد نجيب وهيبي
(Ouhibi Med Najib)

2015 / 1 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


في " السبسيات " او ما بعد طرطرة "الرئاسة " ... بين المؤقت و "الهيبة" اُبتُذِلت ارادة الشعب .
اُنتُخب الباجي ڨ-;-ايد السبسي ،في عقده التاسع ولا لوم عليه في ذلك ، رئيسا للجمهورية التونسية الثانية (قياسا على مثيلاتها الفرنسية ) بعد "ثورة الحرية والكرامة " مخلّصا لنا من مرحلة المؤقّت-الوفاقي المربكة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا ، بتركيباتها وتعقيداتها المجتمعية التي اثقلت كاهل المجموعة الوطنية والمواطن ، باستحقاقتها السياسية المشبوهة ومعالجاتها الاجتماعية والاقتصادية الوقتية التي لم تتقدّم خطوة في طريق العدالة في توزيع الثروة ، سواءا كان ذلك بين الجهات او الافراد او الطبقات الاجتماعية المختلفة .
لقد استهلك المرزوقي رمزية الرئاسة ، وامعنت الاغلبية النهضوية المرائية في ابتذال سلطته ومحارصته "طرطرته" حتى لم تبقي له من مدخل للظهور غير تأبين قتلانا من قوى الامن الداخلي والجيش الوطني في هجمات ابنائها بالتبني من انصار الظلام والدمار وصنّاع الموت ، اولئك الذين تحدث عنهم شيخ الحركة قائلا بانّهم اصحاب ثقافة يذكّرونه بشبابه ، وهم ذاتهم او اخوتهم زارهم وزيرنا السابق لحقوق الانسان والعدالة الانتقالية (او النهضوي المعتدل : ديلو ) على ارض الفتوحات الشقيقة ، مبتهجا بترسانتهم ومتوضّعا للتصوير ، بابتسامة معتدلة ومشرقة ، الى جانب اسلحتهم . فلم يبقى للمؤقت الاقلي بقرطاج غير ذاك النهج ليسلكه مكرها ، وليستثمره مجبرا ، طيلة زيارته الثقيلة لقرطاج فوجّه بوصلته لاشباه او "للمكمّلة الحضارية " للارهابيين على الشاكلة التونسية ، وهم انصار الفرقة والعنف والتقسيم المجتمعي المشوّه من الروابط ، وقاسري التفكير الوطني ، مستندا في ذلك لخطاب فاشي ، مشيع للاحقاد الفئوية ، والنوعية والسياسوية (خطاب التصدي للطاغوت) جاعلا منها خبزه اليومي سواءا كان ذلك في فترة رئاسته الكسيحة (مقيدة بالحوار الوطني وباغلبية نيابية نهضوية ) او طيلة حملته الانتخابية "المعاقة" والمرتبكة .
لقد افسح المرزوقي، بخطابه الشعبوي ، المجال امام خطاب شعبوي مضاد انتهجه السبسي وفريقه ، باجترارهم البغيض لانتصارات وجرأة الزعيم الحبيب بورڨ-;-يبة في القضايا المصيرية التي جابهت تونس الاستقلال ، فالبسوها حلّة القداسة ماسحين عنوة ما علق بها من بلاء واهتراء واذلال للتونسيات والتونسيين طيلة الربع قرن (الاخيرة من حكمه) من اعلانه الحكم الفردي المطلق وتضييقه على الحرياة العامة والفرديّة ... الخ .
ولأن موضوعنا ليس بورڨ-;-يية اليوم بل المتربّع على سدّة قرطاج وصحبه زورا وبهتانا باسمه ، بعد ان سمح لهم "طرطورنا" بذلك بخطابه وسلوكه المهين تجاه مؤسّسة الرئاسة وشعب تونس حتى تمكّنوا من استنفاره وتجنيده بدعوى التصويت الايجابي !! لانقاذ ما امكن من ماء وجه الدولة و"هيبتها" في الداخل والخارج !! اسمح لنفسي ان اتسائل عن مكانة التونسي ، المواطن ، الناخب ، فردا كان او جماعة ضمن منظومة هيبة الدولة تلك ، خاصّة ومواطنيينا مختطفون في قطر وليبيا ( محمود بوناب ، سفيان الشورابي ونذير الڨ-;-طاري ) ، والدولة تتنكّر لاتفاقاتها مع قطاعات الشغيلة ( وزارة النقل واضراب النقل ) وهيئة تعديل الاعلام (الهايكا ) تنتصب شرطيا وقاضيا اعلاميا ، و رئيس الدولة المنقذ و المنتخب يقطع مراسم الاحتفاء بعائلات جرحى وشهداء "ثورة" نصّبته وزيرا واوصلته بعدها للرئاسة ، انقاذا لها من "الطرطرة" وحفاضا على مكاسبها من "الخونجة".
سيدي الرئيس لا يجب ان تمنع تسعينيتك الناقدين من نقدك بدعوى عدم سعة صدرك او احتراما لحكم السنّ والحكمة ، او انضباطا لبحثك عن هيبة للدولة خارج حدود هيبة مواطنيها وناخبيك ، خاصّة وانّك لم تفلح كثيرا بوعد تحالفاتك والتقاءاتك الحكومية ، ولا فرق في ذلك بينك وبين سلفك "المؤقت" رغم انّه لا حول ولا قوّة له في ذلك .
انّ الانتخاب لايعني تفويضا مطلقا ، لملأ قرطاج بكل ما يحلو لك ، ولتعويم القصبة واغراقها في لجّة المتاجرة السياسية ، انّه تفويض مقيّد لانقاذ مؤسّسة الرئاسة ومؤسّسات الدولة ، وبناء هيبتها ، وليس استعادتها كما تردّدون زورا ، على قاعدة احترام حق المواطنة والمواطنين بالداخل والخارج ، والتقيّد بالواجب التعديلي للدولة لحماية مصالح المستضعفين في مواجهة املاءات بنك النقد والدول المانحة والشركات العملاقة دولية كانت او محليّة .
انّ هيبة الدولة لا تقتصر على حماية كاريزما مهترئة او صناعة " طرطور" قوي على انقاذ آخر ، او التواري خلف ظل الحلول الامنية وسلطة القمع ، وتبريرات العجز عن مجابهة الازمات الاقتصادية والاجتماعية ، لتبرير القمع ولجم الافواه وتجريم الاضرابات ، او الارتكان لصفقات سياسية رفضتها نخب الشعب التونسي جهرا وسرّا ، قديما وحديثا ، انّ هيبة الدولة التي تجعل لقرطاج هيبة واشعاعا هي هيبة مواطنيها وسلطتهم التي تنطلق من حقّهم في الحياة الكريمة وحقّهم على دولتهم في الدفاع عنهم اينما كانوا وكيفما كانوا ، وتمر بحقّهم في المشاركة في القرار لتحقيق العدالة الاجتماعية ، وتنتهي بواجبهم الغير مشروط في الدفاع عنكم وعن تلك الهيبة وحمايتها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يوم ملتهب في غزة.. قصف إسرائيلي شمالا وجنوبا والهجمات تصل إل


.. مصر تعلن تدخلها لدعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام -العد




.. الاحتلال يهدم منزل الأسير نديم صبارنة في بلدة بيت أمر شمال ا


.. حريق بمنزل لعائلة فياض في وسط مخيم جباليا بعد استهدافه من قو




.. بوتين يقيل وزير الداخلية سيرغي شويغو ويعينه سكرتيرا لمجلس ال