الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بصدد -الكُرد الوصفيون والإنشائيون-

عارف آشيتي

2015 / 1 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


الأديب والناقد الكبير إبراهيم محمود أبدع كل الإبداع في مقالته: "الكُرد الوصفيون والإنشائيون" عندما شخص مقالات معظم كتاب الكرد، وفي هذا الظرف بالذات. وأكثر ما شد انتباهي تركيزه، بالدرجة الأولى، على الجانب السياسي فيها، التي لا تخرج بعيدا عن حدود الوصف والإنشاء تاركة الجوهر ثانويا، أو بالأحرى متواريا. هذا التشخيص له فائدته على الملاحظ لها، وما أكثرها، ولكن هل ستكون لهؤلاء الملاحظين القدرة على تنبيه القراء الكرام بشكل يخلق لديهم ملكة! ليحثوا الكاتب إلى سبر المنحى السليم، وتكون أساسا لإشاعتها كقانون لا بد من الالتزام به، إن أراد أولئك الكتاب إفادة القضية والحظوة لدى القراء الكرام.

رغم روعة المقالة، تركت جانبا، وهو المهم لهؤلاء الكتاب والقراء الكرام، طريقة التخلص مما نعاني من هذا الأفق المرضي في واقعنا المزري، حقا. والمفيد فيها، ذكره لمحتويات المقالات وتبيانها بشكل سليم. والحالة هذه، يبقى الكاتب على علم بما يعانيه، في هذا الخصوص؛ دون أن يتمكن من التخلص منه، لافتقاره للكيفية.

ربما ترك ناقدنا الكبير هذا الأمر لغيره، ممن هم على درجة عالية لتقديم العلاج بجرعاته المضبوطة. وقد قام بدوره كناقد؛ ولكن ليس بكل الدور؛ حيث وصف النواقص دون ذكر المقابل لها، أي بيّن المرض دون العلاج، تاركا الكاتب ليلتجئ هو بنفسه إلى المختص لتداوي علته. هنا تكمن معوقة؛ أيكون بوسع المعاني ملاقاة المعالج الجدير؛ ليعطيه الوصفة الصحيحة؛ كما يتعامل الطبيب مع مرضاه في تقديم العلاج لهم مكتوبا في الوصفة، ليبتاعوه من الصيدلية. في هذه الحالة أيضا، هل يكون بوسع الصيدلاني تقديم العلاج لهؤلاء المرضى كما جاء في الوصفة؟ هذا ما يشكو منه مرضانا، عامة، ولا يوجد، تقريبا، صيدلاني جدير لتقديم ذلك العلاج الوارد في الوصفة، بتمامه.

لو أن ناقدنا الجليل أكثر من هذا التشخيص، مع أداء الدور بتمامه، كما يشخص الأدب في جميع صوره وجوانبه، ليحيط الكتاب والقراء، على حد سواء، بما تضمنت المادة المنقودة من جوانب النقص والكمال، فيتقوّم اعوجاج الكاتب الحصيف ويتشجع. ويهذب، في ذات الوقت، مدارك القارئ الكريم. بهذا القانون المتبع، في مجال النقد، يرقى الأدب والكاتب والقارئ وبالتالي المجتمع.

يفترض، في هذه المرحلة، أن يحول نقادنا، الأجلاء، جل اهتمامهم إلى نقد الواقع قصد تصحيحه، لتفرز منه نخبة لها القدرة في إدارة الأزمة؛ بغية قيادة الشعب إلى بر الأمان. وما تناوله الأستاذ إبراهيم جاء في محله، وإن كان متأخرا.
-------------------------------------------
عارف آشيتي [email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح