الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نصر الله أربك الحلف الصهيو أميركي الرجعي برسائله متعددة الأبعاد

عليان عليان

2015 / 1 / 19
مواضيع وابحاث سياسية



اللقاء المطول مع سيد المقاومة حسن نصر الله في قناة الميادين وعلى مدار ثلاث ساعات، شكل صدمة جديدة للكيان الصهيوني، لما انطوى عليه من معطيات تؤرق حالته الوجودية بالمعنى الإستراتيجي، والتي غابت عن بال العدو في خضم الأزمة السورية.
وشكلت محتويات اللقاء لطمةً لأطراف عربية وإقليمية رسمية، لما تضمنه من حقائق بشأن فشل مؤامرتها على سورية ، وشكلت كشفاً بأثر رجعي لعلاقة الإدارة الأمريكية بالإرهاب في سورية، وأن تركيا في احتضانها لداعش لم تخرج عن سياق الإستراتيجية الأمريكية.
ما أدلى به نصر الله في لقائه مع فضائية الميادين، انطوى على رسائل عديدة لكل من يهمه الأمر بشأن تطورات الأزمة السورية ، وبشأن الصراع مع العدو الصهيوني.
الرسالة الأولى موجهة للعدو الصهيوني تقول بلسان عربي مقاوم وصريح ما يلي:
أولاَ :أن انشغال حزب الله الجزئي، بالمشاركة في صد المؤامرة على سورية لم يؤثر من قريب أو بعيد، على قدرات وجاهزية الحزب لصد أي عدوان إسرائيلي وهزيمته ، وأن قوات المقاومة المتحفزة لملاقاة العدو الصهيوني ظلت ولا تزال في مواقعها ولم تذهب لسورية، وأن قوات الحزب الأخرى التي تتصدى للمؤامرة على سورية إلى جانب الجيش العربي السوري، لم تسحب من رصيد وإمكانات المقاومة في الميدان ، وكلاهما يكملان بعضهما في إطار التصدي للمؤامرة الصهيو أميركية الرجعية الارهابية.
ثانياً : أنه لا يوجد سقف لتسليح وسلاح حزب الله ، وأن ما يمتلكه من سلاح أضعاف مضاعفة لما كان يمتلكه في حرب تموز 2006 ، وأن ما يمتلكه من أسلحة في المجالات البرية والبحرية والجوية هي في المحصلة هي كل ما يمكن أن يخطر على بال الكيان الصهيوني.
ثالثاً: كشف عن البعد الاستراتيجي الذي يربط أطراف مثلث حلف المقاومة مشيراً إلى أن الطرفين الآخرين ( إيران وحزب الله) يضعان في حساباتهما الاستعداد للتصدي لأي عدوان إسرائيلي قادم على سورية.
رابعاً : كشف عن البعد الإستراتيجي في علاقة حزب الله وحلف المقاومة مع فصائل المقاومة الفلسطينية، مبيناً أن العلاقة مع الأطر العسكرية كانت ولا تزال قائمة، وأن الحزب يخطط لتفعيل هذه العلاقة واستكشاف السبل لتقديم الدعم اللوجستي لها ، وأنه في حال اعتدى العدو الصهيوني على جبهة ، فإن كل الجبهات ستفتح ضده في سياق تكاملي في إطار المعركة الواحدة والأهداف الواحدة.
خامساً: والبعد الأخطر في رسالته الموجهة للعدو الصهيوني ، هو أن الحزب لن يكتفي بتكتيك الدفاع الهجومي ، الدفاع عبر حرب العصابات والأنفاق والهجوم عبر سلاح الصواريخ ، بل طوره بالإعلان عن جاهزية المقاومة لنقل المعركة إلى مواقع العدو ميدانياً، عبر تحرير الجليل وما بعد الجليل ، ما يعني تحرير مدن فلسطينية محتلة منذ عام 1948 مثل : الناصرة وطبرية وبيسان والعفولة وأم الفحم وصولاً إلى أطراف مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة .
هذه الرسائل أذهلت العدو ، إذ أنه منذ ما أن انتهت المقابلة في الميادين حتى دخلت جميع وسائل الإعلام وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والحكومة الأمنية المصغرة في ورش عمل ، لتحليل ما جاء في المقابلة من معطيات ومعلومات ورسائل وحرب نفسية مبنية على حقائق وليس على فقاعات إعلامية .
وأكثر ما أرعب المستويين الأمني والسياسي في الكيان الصهيوني مما جاء في إجابات نصر الله ما يلي :
1-أنه وضع الملح في جرح العدو الصهيوني ،عندما بين للعدو الصهيوني " بأنه بعد ثماني سنوات من عدوان إسرائيل على لبنان، وما أعلنت عنه (إسرائيل) من الاستفادة من الدروس، ومن تكثيف للتدريب والمناورات للجيش وللجبهة الداخلية رأيناها تهزم على يد المقاومة في قطاع غزة، التي قاتلت في ظروف غاية في الصعوبة، غير الظروف المتوفرة للمقاومة في جنوب لبنان.. فكيف لحكومة العدو أن تخوض حربا ضد الحزب، طالما أنها تدرك بأن معركتها لن تكون سريعة وواضحة وحاسمة ؟! وأن إمكانية هزيمتها باتت منظورة؟
2-أن الحزب أعطى مدلولاً حسياً وتفصيلياً، لمضمون العلاقة الإستراتيجية مع سوريا من زاوية احتمالية مشاركة الحزب في صد أي اعتداء آخر على سورية .
كما قدم ترجمة لمسألة العلاقة الإستراتيجية مع فصائل المقاومة، من زاوية أن اشتعال جبهة الشمال في مواجهة العدوان الصهيوني سيتبعه اشتعال حبهة المقاومة في الجنوب انتصارً لجبهة الشمال وبالعكس.
3-أنه أضاف إلى مسألة تحرير الجليل في أية مواجهة قادمة، تحرير ما بعد الجليل، وأن كل بقعة في الكيان الصهيوني سيتم ضربها بما في ذلك المؤسسات الأمنية والعسكرية والاقتصادية والمطارات والمستوطنات وغيرها، كاشفاً عن ملكية الحزب لصاروخ " فاتح 110 " ما خلق هلعاً في صفوف المؤسسة الأمنية والعسكرية، التي ترى فيه كسراً خطيراً للتوازن، خاصةً وأن القبة الحديدية غير مؤهلة للتعامل معه وإسقاطه .
وذهبت وحدة الأبحاث في الاستخبارات الإسرائيلية إلى تعميق الأزمة الأمنية الإسرائيلية عبر إعلانها " بأن الحزب سيطلق 1500 صاروخ يومياً على ( إسرائيل ) في أي مواجهة قادمة ، وأنه يمتلك ترسانة من صواريخ أرض جو لحماية الأجواء اللبنانية ومرابض صواريخه ".
وأمام معطيات هذه الرسائل فإن العدو الصهيوني سيعد للألف قبل أن يشن حرباً أو اعتداءات جديدة على لبنان أو قطاع غزة ، وأنه بات مرتبكاً جداً حيال شن عدوان جديد على سورية ، ما يعني أن العدو الصهيوني سيكتفي فقط بتقديم دعمه اللوجستي لفصائل الإرهاب في منطقة القنيطرة.
الرسالة الأخرى موجهة للسعودية وأخواتها، مفادها : أن الفصائل الإرهابية التكفيرية التي قدمتم كل الدعم لها، بهدف إسقاط النظام في سورية، تمردت عليكم وحطمت إلى درجة التهميش والتهشيم الفصائل الإرهابية الأخرى التي شكلها بندر بن سلطان،وبالتالي بات حضور السعودية الميدان هزيلاً جداً ، ومن لا يملك قوة في الميدان يفقد قوة حضوره في ميدان التسويات.
وكشفت رسالة نصر الله ، عن مدى الإحباط واليأس الذي ألم بالقيادة السعودية جراء انفلاش دورها الميداني في سورية ، ووصلت الأمور بها إلى أن تتنازل عن كل مطالبها في سورية ، بمعنى أن تقبل بقاء النظام والجيش والحزب وأن شرطها الوحيد هو أن يتخلى الرئيس الأسد عن موقع الرئيس، في شخصنة بائسة للأمور.
الرسالة الثالثة موجهة للإدارة الأمريكية وأدواتها، مفادها أن ما لم تحققوه في الميدان لن تتمكنوا من تحقيقه في ميدان المساومات والتسويات، كاشفاً عن حقيقة مفادها : أن الأمريكان تراجعوا عملياً عن مطلب إسقاط النظام، وباتوا يسلمون بضرورة الحوار مع الرئيس الأسد، بل وببقائه على رأس الحكم في ظل أي تسوية قادمة .
وهذا التراجع الدراماتيكي للإدارة الأمريكية – حسب نصر الله - يعود إلى صلابة وصمود النظام العربي السوري على مدى ثلاث سنوات وامتلاك الجيش العربي السوري زمام المبادرة وانتقاله إلى حالة الهجوم الاستراتيجي ، وتحريره أجزاء واسعة من سوريا هذا ( أولاً ) وثانياً جراء انقلاب داعش على تنسيقها وتحالفها مع الإدارة الأمريكية بعد احتلالها للموصل.
وفي إطار هذه الرسالة أكد الأمين العام لحزب الله بأن دعم تركيا لداعش لا يخرج عن التوجهات الأمريكية ، مبيناً أن الإدارة الأمريكية ليست بوارد إنهاء وجود داعش في سورية والعراق خلال السنوات الثلاث القادمة ، وأنها تعمل على توظيف ورقة داعش لاستنزاف دول الخليج مالياً ، ولمحاولة فرض شروط على العراق من نوع السماح بعمل قواعد عسكرية أمريكية على أراضيها.
الرسالة الرابعة للداخل اللبناني مفادها أن الحزب معني باستمرار الحوار مع تيار المستقبل للحد من حالة الاحتقان الداخلي ، ولخلق ظروف ملائمة للتصدي للإرهاب الذي بات يهدد الجميع في لبنان ، وللتأكيد أن موقع رئاسة الجمهورية يجب أن يمنح لرئيس الكتلة المسيحية الأكبر في لبنان التي يرأسها الجنرال ميشال عون.
لكن النقطة الأهم التي أراد سيد المقاومة بلورتها في إطار هذه الرسالة هي "أن الحوار لا ولن يكون على حساب دعم الحزب للنظام في سورية في مواجهة المؤامرة الصهيو أمريكية الرجعية الإرهابية عليها " " وأن الحوار لا ولن يكون على حساب المقاومة ضد العدو الصهيوني ، وأن من حق المقاومة أن تتصدى لجميع الخروقات الإسرائيلية بما فيها الخروقات الجوية".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صواويخ حسون اللتي ستقصف هيفا وما وراء هيفا
سوري فهمان ( 2015 / 1 / 19 - 16:58 )
بل يومين بس من الغارة الإسرائيلية على جرذان المقاومة ، و على قناة بن جدو الفضائية ، عوى حسن نصرالله بتصريح ناري حارق خارق متفجِّر :
- لدينا أسلحة لا تخطر على بال العدو الاسرائيلي ..-

معك حق يا حسون بكل كلمة ..
الاسرائيلي بيعرف انو عندك صواريخ ، و عندهون معلومات كاملة انو عندك مضادات طيران ، و متأكدين تماماً انو صار عندك سلاح كيماوي من اللي بالي بالك..

بس السلاح اللي ما بيخطر على بال الإسرائيل لا من قريب و لا من بعيد ، هيّة شهادة التخرّج اللي حصلت عليها بعد الدروس المكثّفة اللي أخدتها على مقاعد مدرسة المقاومة الاسديّة ، و داخل حيطان أكاديمية الممانعة العلوية ، و اللي بتتلخّص بالزبدة التالية :

لن نسمح للعدو الاسرائيلي بفرض المعركة علينا، سنقوم بالرد بالزمان و المكان المناسبين..

و الف مبروك شهادة الوقت المناسب ، و عقبال انشالله بكالوريوس الصمود ، و من بعدها دكتورا التصدّي
وما زلنا نتظر صواويخ حسون اللتي ستقصف هيفا وما وراء هيفا ..

اخر الافلام

.. المجر بقيادة أوربان تتسلم الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي..


.. الانتخابات التشريعية الفرنسية.. التجمع الوطني: الإغواء الأخي




.. انتخابات فرنسا.. ماذا سيحدث إذا لم يحصل أحد على أغلبية مطلقة


.. مستقبل غزة في -جيوب إنسانية- .. ملامح -اليوم التالي- تتكشف




.. إسرائيل تعتزم بدء المرحلة الثالثة من الحرب على غزة خلال أيام