الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام ما بين مطرقة داعش وسندان شارلي ايبدو

عروة الأحمد

2015 / 1 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


لقد أساءت صحيفة "شارلي ايبدو" لمشاعر المسلمين حين رسمت صورة نبيّهم بشكلٍ ساخر، وإنَّ أيَّ مُدافعٍ موضوعيّ عن حريّة الرأي والتعبير يعلم جيداً أن ارتباط المسلمين بنبيّهم أقوى وأوثق من ارتباط باقي أبناء الديانات برموزها المقدّسة، كما أن تفسير المتطرّفين للنصّ القرآني وفق معتقدهم يبيح لهم الردّ بكلّ صرامةٍ تجاه أيّ منتقدٍ ساخرٍ من عقيدتهم.
لكن "شارلي ايبدو" لم تدّعي يوماً الإسلام، بل إنّها تصرّح علناً عن موقفها المعارض لنهج الإسلام بشكل خاصّ والأديان كافةً بشكل عامّ.. على عكس ما تقوم به "داعش" ومثيلاتها من المنتمين لتنظيم القاعدة، والذين لا يتوقّفون عن قطع الرّقاب وإسالة الدماء يومياً تحت راية الإسلام، ووفقاً لشريعته وأوامر نبيّه "كما يدّعون".
فمن الذي يسئ أكثرَ للإسلام؟ صحيفةٌ تعلن معارضتها للإسلام وتسئ إلى معتنقيه معنوياً؟ أم تنظيمٌ يحتلّ الأراضي باسم الإسلام ويقتل معتنقيه (قبل غيرهم)؟!

قد يسأل البعض لماذا تحرَّكَ العالم بأسره "حكوماتٍ وشعوباً" لإدانة الجريمة التي تعرّضت إليها صحيفة شارلي في حين يجلس جميعهم متفرجاً على ما تقوم به داعش في الأراضي السورية من إجرامٍ بحقّ السوريين؟
هل لأنهم تعوّدوا على رؤية ممارسات داعش؟ أم أنهم لا يعتبرون ما يُرتكب بحقّ من في الشرق جريمةً؟
الجواب بسيط: إن فرنسا على وجه خاصّ تتبنّى حقّ المقيمين على أرضها في التعبير عن رأيهم بحريّة حتى ولو كان فيه إساءة لأي معتقد كان لأن القانون لديهم يكفل ذلك، ولذلك من عليه إدانة داعش أولاً ليس المجتمع الدوليّ بل السوريون أنفسهم، وبشكل منظّم.

أغلبُ من يستطلع الأخبار يرى جيداً كيف تنتشر داعش وتستوطن الأراضي السورية، وهو يسأل نفسه مراراً: لماذا لم يخرجِ الأهالي السوريون ضدّ داعش؟
سيجيب بعضكم: تحت قوّة السلاح استطاعت داعش قمعهم، فيسأل ذاتُ المتسائل: وهل كان النظام السوري أعزلاً حين حرّر الأهالي مناطقهم من سطوته؟ لماذا خرج الأهالي ضدّ النظام وصمتوا حين دخلت داعش؟ ولماذا خرج الكورد في كوباني ضدّ داعش بشكلٍ منظّم في حين تهرّبت أغلب كتائب الجيش الحرّ من مقارعتهم في ريف إدلب والرقّة ودير الزور سابقاً؟
قد يجيب بعضكم: لأن الناس تعبت من الحرب فآثرت الصمت، وربّما قد يقول البعض: إن النظام أرحم من داعش في مواجهة المدنيّين.

في الحقيقة الجواب الأقرب إلى الواقع هو: إن داعش وجدت بيئةً حاضنةً لها بين السوريين الذين رأوا فيها خلاصاً من الأسد "بداية الأمر"، وبعد أن تجذّرت داعش في الأرض وزرعت مقاتليها، وبايعها كُثُرْ .. لم يعد يجدي نفعاً أي استنكارٍ لوجودها لأنها فرضت سلطتها على الأرض، كحالِ سيطرة النظام على حمص وخضوع الأهالي هناك لسلطته من جديد.

أدينوا "داعش" واعملوا على استئصالها من فكركم وتبرّؤوا من أفعالها علانيةً دون خجلٍ ومواربة .. فإنها تسيءُ إلى الإسلام وصورته في أذهان الجميع أضعافَ ما قد تقوم به أي صحيفةٍ في العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكنيست الإسرائيلي يصادق على تمرير قانون استمرار إعفاء المتد


.. أهالي المحتجزين يحتجون من شمال إسرائيل إلى جنوبها




.. حركة حماس: نؤكد استعدادنا للتعاون مع الوسطاء لدخول مفاوضات غ


.. الحكومة الألمانية ترفض إجراء انتخابات مبكرة بسبب الخسارة في




.. بعد هزيمة حزبيهما.. وزير الخارجية الإسرائيلي يسخر من رئيس ال