الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأمتياز لمن لم يفارق ارض الوطن

طاهر مسلم البكاء

2015 / 1 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


حصلت متناقضات في العراق قد لاتكون حصلت في أي مكان آخر ،ولهذا فرغم ما يتحلى به العراقي من صبر وحكمة فقد برزت هفوات وفجوات كبيرة ادت الى ما يحصل اليوم على الأرض العراقية .
مما لاشك فيه ان ثروات العراق هائلة وكبيرة سواء الثروات النفطية أو المعدنية او امكانياته الهائلة في الصناعة والزراعة و السياحة ،غير ان شعبه لم يحصد سوى الحروب والقتل واستمرار التآمر وبالتالي زيادة نسب الفقر والحرمان الذي تعرض له العراقييون ،رغم ما يعرفونه من ثروات تكتنزها ارضهم ،واليوم يعد العراقيون الذين تركوا ارضهم وهاجروا الى بلدان أخرى بالملايين !ينظرون بحنين صوب الوطن دون ان تكون لهم القدرة على العودة .
اخر احصائيات الأمم المتحدة تشير الى ان ست ملايين ونصف المليون عراقي ، يعيشون تحت مستوى خط الفقر و بنسبة فقر تقدر ب ( 9 . 18 % ) ، وهو رقم مهول حقا ً اذا اخذنا بنظر الأعتبار الثروات الهائلة التي تكتنزها ارض العراق وعلى جميع الأصعدة .
هناك تبريرات عديدة،غير انها لاتجيز لذوي القرار العذر ، حيث ان السياسة هي تجاوز العقبات وليس الوقوف للتفرج ازاءها ،ولكن قلة تجربة الساسة والأعتماد على الحزبية والمحاصصة وتهميش الكفاءات أدت الى عدم معالجة الصعوبات التي واجهة العملية السياسية ومن اهم اسباب تردي الواقع الأقتصادي هي :


- ان الوضع الذي اصبح عليه العراق بعد العام 2003 من حيث تعدد الأحزاب وتفرع القرارأوجد صعوبة الأتجاه بالبلاد في اتجاه الطريق الصواب ، واصبح القرار فيه متشظيا ً.
- نكول امريكا والدول المتحالفة في وعودها الى شعب العراق ،بالوقوف الى جانبه حتى يقف ثانية ويتخلص من الدمار الذي لحق بالبلاد من جراء الحروب التي شنها الغرب بحجة القضاء على الرئيس العراقي ، وقد تبين انها كانت مجرد وعود لتسهيل الغزو .
- الهبوط المستمر في الوضع الأمني وتردي حالة الأستقرار ،شجع على تصاعد الفساد الأداري والمالي ،وخروج كميات كبيرة من العملة الى خارج البلاد .
- صعود اسعار السوق بما لايناسب مقدار الرواتب التي يتقاضاها أغلب العراقيين ،بأستثناء رواتب البرلمان والدرجات الخاصة المبالغ بمقاديرها . فمثلا ًالمهندس العراقي اذا حصل على وظيفة فأن راتبه لايتجاوز ربع ما يتقاضاه عضو مجلس المحافظة الذي قد يكون لايملك شهادة أكاديمية أولية .
- استفحال أزمة السكن بشكل لافت للنظر ، وعدم وجود مشاريع كبرى لمعالجة الحالة ،وحتى بعض مشاريع البناء العمودي التي بوشر ببناءها لاتزال لاتفي بجزء بسيط من الأحتياج المتراكم للسكن .
- سحب الدولة نفسها من أي دعم للخدمات المقدمة للمواطن فأصبحت تشكل عبئا ً اقتصاديا ً ثقيلا ً على دخله ،مثل الصحة والتعليم الذي يضطر المواطن فيهما الى الأتجاه الى القطاع الخاص ، لعدم كفاية الخدمة العامة في الكم والنوع ، كما ان الخدمات التي دخلت العراق بعد 2003 شكلت عبئا ً ئقيلا ً على الدخل المتواضع للمواطن مثل : خدمات الحاسوب و الموبايل والأنترنيت ..وغيرها .
- تردي واقع الكهرباء الوطنية أجبر المواطن على شراء الكهرباء من مولدات تعود للقطاع الخاص ، وبنفس الوقت تسجل الدولة عليه اجور كهرباء شهرية !
بدأ العراقي الذي لم يفارق ارض العراق رغم أهوال الحروب ورغم حرمان الحصار الطويل ورغم مضايقات النظام الديكتاتوري المريرة ،يرى بأم عينه ان فئات تسلقت من خلال مآسيه تلك لتصبح هي الفئات المفضلة ،صاحبة الأمتيازات ،وهي الفئات المناضلة التي يشار لها بالبنان ، أما الشعب الذي ذاق الأمرين فأن عليه الصبر من جديد لكي يؤكل الخبز ، لقد بدأت تتكرر الطبقات ذاتها التي كان يراها ايام الأنظمة السابقة ، فمتى اذن يصبح من حقه ان يتمتع بثروة بلاده وان لايرى التفرقة والمكاسب الشخصية ،التي تشعره بالحرمان الأبدي رغم انه يغفو على ثروات يتمتع بها غيره .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تتسبب يورو 2024 في أزمة ديبلوماسية بين أنقرة وبرلين بسبب


.. فـرنـسـا: مـا هـي الـسـيـنـاريوهات في الانتخابات التشريعية؟




.. هل الكائنات الخرافية في الأساطير موجودة حقيقة؟ مدينة أمريكية


.. -الأدنى منذ عامين-.. مراسل CNN يلقي نظرة على أسعار -مفاجئة-




.. لمن الغلبة في حرب أوكرانيا؟.. تشاؤم أوروبي | #التاسعة