الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصحراء الغربية/الانتفاضة روح للمقاومة ..!

السالك مفتاح

2005 / 9 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


الحقيقة الابدية ان عمل الانتفاضة تكرس سنة حميدة في مواجهة الاستعمار ومن بعده الغزو ضمن سياق ملحمة الشعب الصحراوي الظافرة التي لم تعرف التوقف رغم المؤامرات الدولية الكبيرة والهزات التي تعرضت لها حركة الفروع الصحراوية (1975،1987،1989،1999) في المناطق المحتلة وراح ضحيتها عدد كبير من الشهداء تحت سياط التعذيب وخرج البعض الاخر عظاما نخرة من قلعة مكونة والدهاليز والمحتشدات السرية التي ذاعت على العالم حقائق مدوية في تقارير المنظمات الدولية امنستي انترناثيونال ، هيومان رايت واتش الامريكية 1991،او في اعمال الكتاب مثل الكاتب الفرنسي الشهير جيل بيرو في كتابه صديقنا الملك ، فصل " قلعة مكونةجحيم الصحراويين " او كماهي حية في شهادات الناجين من ذلك الجحيم كما دونت نفسها في ادب السجون، باقلام ابطالها مثل عالي بوريكات و قصة "سنوات التعذيب " كما يرويها سيدي محمد ددش في مذكراته المنشورة ...
وكان خريف انتفاضة اسا 1992 وقبله مظاهرات الطنطنان 1971-1972 ،هي الامتداد الطبيعي في الزمان والمكان للفعل الوطني مثل امتداد المنطقة الجغرافي والثقافي مع بقية الوطن .
هذه المعركة المتواصلة ومنذ اربعين سنة ،رغم ما شابها من نقائص وما حاط بها من ظروف جهوية واقليمية في معركة غير متكافئة في عدتها وعتادها ،كان الخصم فيها دولا وراسب ثقافية وندرة في الامكانيات ، وسط تفشي الامية وضالة ألتأطير، الا انه على صخرتها تحطمت اطروحة واطمرت مؤامرات وتغيرت موازين،بفعل قوة االحق وعدالة القضية واستماتة المؤنين بها .

كيف المؤالفة بين منطق الدولة واستراتيجية الحركة.من اين تستمد الانتفاضة روحها زمن التقلبات ..!؟
هل بالامكان الموافقة بين روح حركة تحرير استمدت خطابها وشرعيتها من مبادئ تقرير المصير والمدافعة عن الارض المغتصبة بحق القوة ،ودولة شبت وشمخت في ظروف الاستثنا ء ..!؟ ايهما اقوم الدولة ام الحركة خاصة ازاء فعل الانتفاضة وكيف ننمي المخزون الهائل من الغضب في مواجهة المساومات والمحاولات الرامية لطي ملف سنوات الرصاص ؟ وهل بالاماكان القفز على سنوات وسنوات من الدم والدموع ،وهل يمكن تسويق مقاربة التعويضات والرتوشات دونما طي الملف من جذوره الشائكة _؟ هل يمكن تصور حل بديل عن الاستقلال في ظل الظروف الراهنة _؟ هل يمكن المراهنة خارج اطار الجبهة الشعبية "البوليساريو" التي تمثل روح المقاومة وضمير الامة..!!؟ تبقى المقاومة للاحتلال هي الريادة والقيادة تمتلك المباداة ،الطليعة في القيادة.!!؟ انها اسباب المناعة والحصانة التي اكتسبتها بفعل السجال الطويل والمقاومةالمخضبة بدماء الشهداء وصيحات المعذبين في السجون ..لتحافظ هكذا على زخمها الثوري الذي استمدته من وروح المثل والمبادئ .. انها الروح والمناعة التي تمد الجسد بسيولة الدماء وتنفخ فيه من روحها حركة ..وتبعث فيه قوة.. وتحي فيه الاعصاب وتمده ط اقة الروح ، زمن التقلبات والتغيرات المناخية والافرازات الجديدة،التي عصفت وتعصف بالعالم الجديد ..!؟
هكذا تبدو الانتفاضة تاقلم الخطاب السياسي مع مستجدات التحولات المتسارعة التي عرفها العالم من جراء الزلزال الذي هز الايديويولوجيات بعد اندثار الاتحاد السوفياتي وبقية الانظمة الشمولية ،وتراجع وتيرة ما عرف بالمد التحري الذي صاغته ابجديات الصراع وموجة تصفية الاستعمارالتي صاحبت الحرب الباردة .
فتراجع زخم ذلك المد واحلال محله هبات وطنية ،اتخذت من الخطاب الديني والاصولية،والدمقرطة واحترام حقوق الانسان ،مراجع لها جعل العالم يقف على نهاية جديدة وبداية اخرى لخطاب وصفه البعض انه نهاية التاريخ ،واعتبره اخرون انبعاث حضاري ،واعادة صياغة مثل الانسان على نمط جديد .
وفي زخم استحضار هذه التحولات والتغيرات التي افرزتها الموجة الجديدة يصبح الاتصال ورسالته ليس اداة ،بل معركة خاصة في غياب صوت البندقية ولجم الانتفاضة وجمود مسار التسوية ، في ظل مؤامرة دولية سلاحها التعتيم من حول القضية الصحراوية..!؟.
هل لاتزال للاستقلال وللسيادة ،طعما بعد الزلزال الذي حدث عقب سقوط جدار برلين واندثار بعض الكتل وازالة جدران سياسية واقتصادية بعينها في عالم بدأ يفقد توازنه وتختل مكوناته ..!؟ اين هوية وكينونةالمجتمعات الصغيرة من خطر الغزو العابر للحدود ،عبر وسائط الاتصال.!؟ هل تبقي قيم الموجة (الاستهلاكية) على قيم ومثل الحرية وتقرير المصير.. ؟
كيف توظف مثل هذه الحقائق وغيرها لشئ في نفس يعقوب..!؟
وهنا تكمن الصعوبة وتبرز المعضلة في التوفيق بين منطقين مختلفين متباعدين تباعد الواقع والطموح .
الحقيقة ان الدول الكبيرة ،ذات السيادة وجدت نفسها غير قادرة على الوقوف لوحدها ،ليس في مواجهة الخصم ،بل وكذلك امام قوة وهيمنة الراي العام وغضبه الجامح وحركته القوية ...
وفي ظل الطفرة الجديدة فان خطاب المبادئ والمثل يظل اقوى حماية في مواجهة الحرب النفسية وزوابع الترهات والتجاذبات الشيطانية..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرانس كافكا: عبقري يتملكه الشك الذاتي


.. الرئيس الإسرائيلي يؤكد دعمه لحكومة نتنياهو للتوصل إلى اتفاق




.. مراسلتنا: رشقة صواريخ من جنوب لبنان باتجاه كريات شمونة | #را


.. منظمة أوبك بلس تعقد اجتماعا مقررا في العاصمة السعودية الرياض




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقعات بمناقشة مجلس الحرب إيجاد بديل