الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كم ميليس نحتاج نحن ؟

حمزة الشمخي

2005 / 9 / 10
حقوق الانسان



شهدت منطقتنا الكثير من التصفيات الجسدية والإغتيالات السياسية وعمليات القتل المنظمة ، والتي سجلت جميعها ضد مجهول ، ولم يكشف أو يعرف بالفاعل الحقيقي لها ، بحيث أصبحت من الألغاز المحيرة في ذاكرة الناس .
ولكن أن القاضي الألماني والمحقق الدولي ميليس ، الذي يحقق في قضية إغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري ، والذي على ما يبدو ، قد توصل الى مسك بعض الخيوط الرئيسية في عملية الإغتيال ، لذلك يعتبر القاضي ميليس ، قد حقق إنجازا تاريخيا في منطقتنا ، على صعيد التحقيق الجدي والفعال ، ولأول مرة يتم في منطقتنا ، العمل بهذا النشاط والفعالية من أجل كشف القتلة في عملية إغتيال من هذا النوع المعقد ، والتي إستهدفت شخصية وطنية لبنانية مثل رفيق الحريري ، وهذا يعود طبعا للتحقيق الدولي .
وأن ميليس بعمله هذا ، قد فتح جميع الأبواب القديمة والجديدة ، حول الكثير من القضايا والملفات ، التي أصبحت من الماضي ، لأن في كثير من الأحيان يكون الفاعل والمحقق والحاكم ، هو نفس النظام في هذا البلد أو ذاك ، وليس هناك من طرف محايد آخر ، لكي يقوم بكشف الحقيقة أمام الجميع .
ولا نستطيع في هذه السطور ، أن نذكر المئات بل الآلاف ، من الذين قد تعرضوا للإغتيال والإختفاء والتصفية ، ولم يتم التحقيق بشأنهم من أجل الوصول الى الحقيقة ، ومعرفة من يقف وراء ذلك ، فالأسماء كثيرة والمواقع مختلفة والأسباب معروفة ، ولكن الحقيقة لا زالت غائبة ، ولا يعرف تفاصيل الجريمة إلا من قام بها ومعه الدائرة الضيقة جدا .
ومن هنا يمكننا القول ، كم نحتاج نحن من المحققين الدوليين من أمثال القاضي ميليس ؟ ، لكي يقوموا بواجبهم الإنساني إتجاه الضحايا والشهداء ، الذين تعرضوا للإغتيال والتصفية في عموم منطقتنا ، والتي لا زالت تفقد العشرات سنويا بإسم الإغتيال المجهول ، والذي تمارسه بعض الأنظمة ضد معارضيها على أراضي بلدانهم ، أو تلاحقهم الى الخارج وتتم تصفيتهم هناك ، والأمثلة على ذلك لا تعد ولا تحصى .
فعلى كل المنظمات والمؤسسات والهيئات والأحزاب ، التي تهمها قضية حقوق الإنسان قبل كل شئ ، أن تطالب بفتح كل ملفات الإغتيال والتصفية السابقة والحالية ، أمام التحقيق الدولي ، لأن بعض أنظمتنا المتورطة في مثل هذه الأعمال ، لا تسمع صوتنا ، بقدر ما تسمع صوت المنظمات والهيئات الدولية ، التي أصبحت الرادع الوحيد لمثل هذه الأنظمة ، التي لا تحترم الإنسان ولا تعترف بحقوقه .
[email protected]













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة


.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون




.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر