الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هكذا يبدأ الكلام !

فاطمة الشيدي

2005 / 9 / 10
الادب والفن


(1)
كن بخير أيها الليل !!

هاهي كائناتك تقبل مشمرة عن أنساغ الأحلام وعن عورات الوقت

هاهي مجامر الكلام تشعل مساحاتها الفضية للرواة

سيكتبون الرائحة ويكبتون الحنين

وقد يغرقون في حفيف اللون المطعم بالشهوات

الساعات المتناومة تهرّب ماتبقى من العشق في صدور العشاق إلى صافرة قطار

تستبدل الدمع بأوجاع صدئة

تدندن حين تذرع أحداق العتمة "نضب الضوء أيها المصباح "

الرقاد يقايض جسد الرمل بفحيح عقرب كسول تعثر بين الثانية عشرة والواحدة

أغنيات السماء لاتصل

مسفوحة الظل تتعثر بالنجمات السهرانة على ناصية الحلم

تفيض في عبورها المتلون على الحلم

تنبه الغافلين بالطل

أفيقوا !!

وتسكب قهوتها المحلاة بالشعر

وتدنو !!

الربابنة والسحرة يقهقهون في ليل الحيرة

حالمين بأنثى تمسد أجسادهم وتفيض على الحس برعشة

يشربون نخب دموع البحر الزرقاء وحواريه اللائي يظهرن مع منتصف الشوق

الشدو اللعين يرفل في السطر الأخير من البهجة

يسيل الغرام على صدغ الجدار المتداعي

يضع الليل في عينيه عودا وشيئا من الملح

والخرافة عجوز عمياء تضحك مستندة على نواجذها الخشبية

والشبق كائن مغزول من الحنين للماء



(2)
عم مساء أيها الحزن !!

اللذة مشنوقة على قارعة المساءات المبللة النهاية

البهجة معنى محنى ببيت شعر جاهلي وكأس نبيذ

بنصف إلتفاتة ونصف حنين

شنق الحادي العجوز لهفة المرافئ خلفه

و كاد يغادر

وبما تبقى من فيض الضمأ

شد إلى النخلة حنين رماله المتدثرة بالقيظ

وقيضها للاشتعال

وراح يغني

اليوم خمر وغدا خمر



(3)
سلام أنيق أيها البحر !!

جسدك الأزرق أرجوحة يتيمة للغيم

قافية حبلى بالغناء المسال

والخلخال المشرئب نحو الشمس محض رنين

همس الموج يرضع حزنك واقفا

ويجرح الصمت بالانتظار

ليغذي لهاث المشيئة

بما تناثر من غي

ويهيأ للحقيقة مناديل السراب

كيما تلوح

وكيما تركع عند جنونه المشتهى

" نجمة تطفر بالضوء "

يسرج الظل بالظل

ويهب الروح مفاتيح الإرتواء

لتشهق بملئ الحنين

"أيها الراعش كبحة ناي "

أطل علي



(4)
تحية خضراء أيها الحلم الرافل في قيوده الفستقية !!

سألتك!!

بـ غنة تذرع صوتك عند الحنين

وبـ لهفة تأكل أطراف الليل حين تتورد روحك جمرا من جوى

بـ بكل رواة الرمل والشعر والأنبياء

لاتجلجل بضحكتك البرونزية

كي لا تغير ملامح الصحراء

وكي لا تمنح الليل لونك الكستنائي

لاتفرد جناحيك لاقتناص الليل كنسر جريح

كي لاتغري جروحي بشهوة اللمس

ولا تبدأ في ترتيل البكاء

كي لا ترمم الذاكرة التي مذ كانت تصفر فيها الرياح

أيها الظل المنكسر على عتمة الليل كجثة ضمها الموت إليه بقوة

أيها المنشده للقادم كرب يعرف متى يتأجج العشق

فينسحب وفيرا

لا تلثم بقايا اللغة المتسربة من يدي

والمترسبة في كأسك الأخير

ولا تلعب معي لعبة " الغميضة"

لأنك تدرك كم أحتفى بالغياب

ولا تراكم بياض الصبح على عتبة ليلي

كي لا تتغير ألوان قوس قزح

أيها العذب كموال مسلول الخصر

لاتشتد في آهاتك الدافئة

كي لاتغري البحر بالخطو للتيه















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد شاكر: كنت مديرا للمسرح القومى فكانت النتيجة .. إ


.. حب الفنان الفلسطيني كامل الباشا للسينما المصرية.. ورأيه في أ




.. فنان بولندي يتضامن مع فلسطين من أمام أحد معسكرات الاعتقال ال


.. عندما يلتقي الإبداع بالذكاء الاصطناعي: لوحات فنية تبهر الأنظ




.. إسرائـ.يل سجنتني سنتين??.. قصة صعبة للفنان الفلسطيني كامل ال