الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صوت الموسيقى

عصام عبد الأمير

2015 / 1 / 21
الادب والفن



مقدمة
لماذا صلاتُنا وصيامُنا؟
وما النفع من حجٍ وزكاةْ؟
فلا نورٌ ينيرُ الدربَ لنا، ولا إله يجيبُ الدعواتْ
ولا رادعٌ يقتلُ الموتَ في نفوسِنا
ولا قديسٌ يحفظُ العهدَ ويصونُ الحرماتْ
ولا شعيرةُ ترتقي بالنفوسِ علواً
تزرعُ الحبَّ في قلوبنا
وتسمو بالروحِ الى ملكوتِ السماواتْ

القصيدة
إتلي عليّ الصلواتْ
وأطلقيني روحاً...
تُبعثُ من جوفِ الكلماتْ
إبعثيني جملةً.. أو حرفاً ينشدُ الحياةْ
ينطقُ حباً يكسرُ الاغلالَ
يخرجُ من طيِّ الصفحاتْ
تذكَّريني جرحاً.. ألماً
على صليبِ المسيحِ معلقاً
يرفعُ عنه الخطيئةَ
يعفيه من كلِّ العذاباتْ
إصلبيني بصرخة الحلاجِ فوقَ النخيلِ
لينزفَ دمي كفّارةً لقبيحِ السيئاتْ
إطبعيني قبلةً على جباهِ الأطفالِ
بسمةً على شفاهِ الجياعِ
بلسماً لآلام المعذبين..
كسوةً للعراةْ
رافقيني في رحلتي.. في حزني وشجني
طفلاً يرنو إلى أمهِ في حالكِ الظلماتْ
إنتزعيني من منزلي.. أخرجيني لحناً
يطوف في المدن..
في الحواري ..
في البراري
فوق الغاباتْ
إقرئيني أغنيةً تحكي قصةَ الغدِ
أو حكايةَ الحلمِ مطلعَ الفجرِ
فوقَ البيوتِ النائياتْ
عصيةٌ عليَّ تلك الايامُ الخوالي
منيعةٌ تلك السنواتْ..
لم نحصدْ منها غيرَ انتظاراتٍ
وآهاتْ
فأنا أسيرُ العصرِ المأزومِ
حبيسٌ لزوايا الفجيعةِ
رهينةٌ لآلام الضحايا
أرجوحةٌ ما بين الذبيحةِ والجلادْ
شاهدٌ لجدل المعبودِ والعبادِ
في مسامعي هتفَ صوتُكِ
يدعوني الى زمنٍ
يُشاع الحب فيه.. وتبرأُ جميعُ الكائناتْ
وأنا لا أبرحُ منزلي
بكلِّ خرابهِ
إذ يغصُّ بالمنايا ورزايا النائباتْ
فإذا غادرتُهُ..
ترتمي الحروفُ في حلبةِ الجنونِ
يُسَرقُ الحبُّ من طيفِ العيونِ
وأنا أبقى بلا زمانٍ.. بلا مكانٍ
أترقبُ المسافاتْ
في منزلي أشياءُ عتيقةٌ
فيه حبٌ ووردٌ ..
فيه جدارٌ عليه صورةُ أمي
صورةُ الحلمِ الأزرقِ
في أرجاء البحارِ
في رحاب المدياتْ
في منزلي ألفُ جدارٍ وجدارٍ
فيه أسوارٌ وصنمٌ واحتضارٌ
منزلي يضج بالأمواتْ
بأشباحٍ زرقٍ بلا دماءٍ
فيه ألفُ أربعينَ وأربعينَ حرامي
يسبّحون بحمدِ اللهِ
يذبحون كهرمانه باسم اللهِ
كلَّ يومٍ في محرابِ المقدساتْ
وأنا أنزفُ جرحاً
أرتجفُ ألماً
أتساءلُ..
وهل هناك أجملُ مما تطلقينه أنتِ
من تساؤلاتْ
أنها حقيقةٌ جليةٌ كشمسِ النهارْ
الكونُ أوتارٌ
الحبُّ أوتارٌ
الوجودُ أوتارٌ
الحقيقةُ ليست أشياء نلمسها بأيدينا
ولا وهماً يقبع خلفَ الحجبِ
ماوراء الستار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحفة
علي ( 2015 / 1 / 21 - 17:11 )
اول مرة ارى ان للموسيقى كلمات جميلة تعبر فيها عن مكنوناتها
لقد جعلت الموسيقى تتكلم وتصرخ بكلمات واضحة وعميقة يااخي العزيز . لوكنت غريبا عنك وقرأت هذه القصيدة لقلت ان السياب قد بعث من جديد .

هنيئا- لك هذه الموهبة الكبيرة , وامضي قدما- للمزيد .

علي

اخر الافلام

.. تأملات - كيف نشأت اللغة؟ وما الفرق بين السب والشتم؟


.. انطلاق مهرجان -سماع- الدولي للإنشاد والموسيقي الروحية




.. الفنانة أنغام تشعل مسرح مركز البحرين العالمي بأمسية غنائية ا


.. أون سيت - ‏احنا عايزين نتكلم عن شيريهان ..الملحن إيهاب عبد ا




.. سرقة على طريقة أفلام الآكشن.. شرطة أتلانتا تبحث عن لصين سرقا