الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زعزعة الاستقرار المتصدّع في المنطقة

راضي كريني

2015 / 1 / 21
مواضيع وابحاث سياسية



لا يحتاج المرء أن يكون محترفًا سياسيّا أو خبيرًا استراتيجيًا؛ كي يكتشف أنّ الأسباب وراء القرار، الذي اتّخذه بنيامين نتنياهو-بيبي رئيس حكومة إسرائيل مع موشي يعلون-بوجي وزير الدفاع، في قصف/اغتيال موكب من سيّارتين تقلّ 12 من القادة العسكريّين اللبنانيّين والإيرانيّين (6 من مقاومي حزب الله و6 من الإيرانيّين، بضمنهم جهاد مغنيّة والعميد في الحرس الثوريّ الإيرانيّ محمد علي الله دادي) في هضبة الجولان السوريّة، كانت أسبابًا انتخابيّة، ونستشفّ من ردود الفعل الإسرائيليّة على العمليّة: أنّ بيبي وبوجي لم يأخذا برأي القيادات العسكريّة والأمنيّة والاستخباراتيّة الإسرائيليّة، بالرغم مِن اجتماعهما معها وسماعهما لرأيها وتحذيراتها، ولم يسألا عن رأي الحلفاء من أمريكان وأوروبيّين في عمليّة القصف/الاغتيال، لأنّهما اعتقدا أنّ السيارتين تقلاّن وفدًا عاديّا من مقاتلي حزب الله، وأنّ العمليّة لا تستدعي ردًّا قاسيًّا...أمّا بالنسبة للحلفاء من العرب فحدّث ولا حرج! فالعلاقة الاستخباراتيّة مفضوحة في هذه العمليّة؛ إذ أنّ الاختراق الأمنيّ لصفوف المقاومة اللبنانيّة لم يحدث بدون أصابع عربيّة ودعمها ولم تصمد بدون إسنادها بالمعلومات وبالإرشاد وبالخبراء و... العربيّة.
من الواضح أنّ فرائص بيبي ترتعد من نتائج الانتخابات القادمة ومِن استطلاعات الرأي (و"مين قد" بيبي يعشق استطلاعات الرأي؟!)، ومِن بروز ملامح حكومة جديدة بقيادة يتسحاق هرتسوغ وتسيبي ليفني.
عوّدتنا السلطات السياسيّة الإسرائيليّة الحاكمة والفاشلة والمهدّدة بالسقوط في انتخابات برلمانيّة قريبة، أن تشنّ العمليّات العسكريّة لتحويل نتائج الانتخابات باستمالة الناخبين اليهود - الذين يحبّون الانتصارات العسكريّة الخفيفة بدون خسائر في الأرواح - إليها، ولتغطّي على إسهامها في استفحال الأزمات السياسيّة والأمنيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة والأخلاقيّة في البلاد.
كَتب ألوف بن محرّر صحيفة "هآرتس": أنّ بن غوريون كان أوّل مَن استخدم هذا الأسلوب في سنة 1955 في العدوان على مصر عبد الناصر.كما كشفت وسائل الإعلام عن أنّ بيجن استخدمه في قصف المفاعل النوويّ العراقي في سنة 1981، كذلك استخدمه شمعون بيرس في حرب "عناقيد الغضب" في سنة 1996 ضدّ لبنان، كما استخدمه إيهود أولمرت وإيهود باراك في عدوان "الرصاص المصبوب" على قطاع غزّة في سنة 2008، وعاد واستخدمه بيبي وباراك في عدوان "عمود السحاب" على القطاع وفي عمليّة اغتيال أحمد الجعبريّ في سنة 2012.
من الواضح أنّ عمليّة بيبي وبوجي الأخيرة في الجولان السوريّ هي تصعيد للصراع العربيّ الإسرائيليّ واستفزاز لإيران وعرقلة للتقارب الغربيّ الإيرانيّ ولتوقيع الاتّفاق النوويّ؛ وهي بالتالي تهديد للأمن القوميّ الإسرائيليّ ولمصالح الولايات المتّحدة في المنطقة، وهي خرق لاتّفاق فصل القوّات ووقف إطلاق النار بين الدولتين السوريّة والإسرائيليّة، وتدخل في إطار زعزعة شبه الاستقرار في لبنان، وإفشال المحادثات بين "حزب الله" وتيّار المستقبل، وتوحيل انتخابات الرئاسة اللبنانيّة المتعثّرة، كما تدخل في إطار عمليات الدعم (على كلّ الأصعدة) الذي تقدّمه حكومة بيبي لتنظيم "جبهة النصرة" الإرهابيّة؛ لتمكّنه من إحكام سيطرته على المنطقة السوريّة الفاصلة بين الجيشين: السوريّ والإسرائيليّ.
لا شكّ في أنّ بيبي نتنياهو يقوم بمغامراته الهوليووديّة وهو مطمئنّ من ناحية الدول العربيّة، ومن ناحية مجلس الأمن، ومن ناحية الشارع الإسرائيليّ و... لكن، لعلّ حساباته خاطئة؛ لأنّها لا تأخذ بعين الاعتبار قوّة الشعوب وتحرّكاتها وتطوّراتها اللولبيّة وهبّاتها الثوريّة و...، وخير دليل على ذلك الهجمات الفدائيّة الفلسطينيّة و... في الماضي، وأفول النجم الأمريكيّ في الحاضر...
فهل تأتي الانتخابات القادمة بثمارها؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات بحث وسط الضباب.. إليكم ما نعرفه حتى الآن عن تحطم مروح


.. استنفار في إيران بحثا عن رئيسي.. حياة الرئيس ووزير الخارجية




.. جهود أميركية لاتمام تطبيع السعودية وإسرائيل في إطار اتفاق اس


.. التلفزيون الإيراني: سقوط طائرة الرئيس الإيراني ناجم عن سوء ا




.. الباحث في مركز الإمارات للسياسات محمد زغول: إيران تواجه أزمة