الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مع الدولة الواحدة: ضد العنف وضد القتل بشكل مبدئي!

عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)

2015 / 1 / 22
القضية الفلسطينية


السلام هو الاعتراف علانية بالحقيقة
ماذا صنعتم بطيف القتيل ؟!
السلام هو الانصراف إلى عملٍ في الحديقة
ماذا سنزرع عما قليل ؟!
محمود درويش

----------------------------------

منذ العام 1948 رسخت العصابات الصهيونية مبدأ القتل والتصفية الجسدية ضد الفلسطينيين، سكان البلاد الأصلانيين، وما زالت تلك المجازر التي حدثت عشية النكبة تشكل مادة ثأرية لأغلبية الفلسطينيين، فحتى تنظيم فتح الذي اعترف بإسرائيل وحقها في الحياة، اضطر لأن يعود لممارسة العنف المسلح ضد المدنيين بعد استهداف الدولة العبرية لكوادره ونشطائه.
لكن حتى بعد أن استقرت أوضاع الدولة العبرية وانطفأت جذوة المقاومة الفلسطينية في الأعوام ما بين 1948 و 1965، عاد الفكر الصهيوني ليغذي أساطير تفوق العرق اليهودي إلهياً " شعب الله المختار " .. إله اليهود ( ياهو / يهوه ) الذي لا يستطيع الغضب من اليهود حتى وإن فعلوا الموبقات، لأنه لو غضب سيصبح دون شعب !
أثناء الانتفاضة الأولى 1987، كان الجيش الصهيوني يقتل الأطفال ما دون ال 17 بدم بارد بدعوى أنهم رشقوه بالحجارة .. في الانتفاضة الأولى أيضاً قام الإرهابي الصهيوني عامي بوبر بفتح نيران رشاشه ضد مجموعة من العمال الفلسطينيين، لا لشيء، إلا لكونه لا يطيق رؤيتهم في دولته " اليهودية " !
منذ مجزرة دير ياسين وقبية وكفر قاسم، لم يتوقف قتل الفلسطينيين، لا لشيء إلا لأسباب عنصرية ترى في الآخر " غير اليهودي " عبداً من عبيد اليهود !
حتى قبل يومين فتحت الشرطة الصهيونية النار على شاب من راهط فأردته قتيلاً، ثم قتلت آخر أثناء جنازة الأول !! العنصري الصهيوني نتنياهو لم يشاهد حوادث القتل قبل أيام في النقب لكي يعتبر أن العنف الفلسطيني هو مجرد ردة فعل على عنف الدولة المنظم والمؤدلج، بل راح ليجسد إفلاسه بتحميل المسؤولية للسلطة الفلسطينية.

غني عن القول أن أسباب العنف الفلسطيني ليس له أسس أيدلوجية كما قد يتخيل البعض، فجميع الفلسطينيين يفكرون بعقلية ثأرية ضد من سلبهم أرضهم وبلادهم وبالتالي حياتهم !
العنف الفلسطيني هو مجرد ردة فعل ودفاع عن النفس ضد الخنق والمصادرة وسرقة الأرض ونهب المياه والقتل العقائدي المنظم، بينما القتل الصهيوني نابع وناجم عن عقيدة عنصرية تكره الآخر وتتمنى زواله من الوجود !
الواقع الحالي في فلسطين أنه يوجد شعبان، شعب سارق ومحتل ومغتصب، وشعب يدفع ثمن فقره وضعفه أمام الآلة الحربية المتطورة التي امتلكها اللصوص .. لكن لحظة !
هؤلاء اللصوص لا يعترفون بأنهم لصوص، بل يدّعون ملكية الأرض بتوكيل مزعوم من ربهم " ياهو " قبل 2000 عام. الآن – بحكم الأمر الواقع - يعيش في الدولة الجيل الثالث الذي ولد فيها بعد 1948 .. أي أن نسبة كبيرة، من الجيش الصهيوني الحالي، هم مواليد فلسطين ولا يعرفون وطناً غيرها !
إذن نحن شعبين على أرض واحدة .. الفلسطينيون الذين ورثوا من الكنعانيين دبكتهم وأهازيج أعراسهم منذ 6000 سنة، والإسرائيليين الصهاينة المدججين بأسلحة الفتك والدمار الذين يعتقدون أن أرض فلسطين طابو يهودي !
السؤال الأصعب الذي قد يوجه حديث من هذا النوع، هو، لماذا لا يفكر الشعبان بالتعايش على الأرض الواحدة ؟؟! لماذا لا تتخلى الصهيونية عن عقيدة القتل وسفك الدماء ضد الفلسطينيين، لكي تمنحهم فرصة للتفكير في التسامح، فدوامة العنف والقتل والقصف والطعن، هي دوامة صهيونية بامتياز، كما أوضحنا سابقاً.
حتى نحن الذين نطالب بحق العودة، لا نسأل أنفسنا، عودة إلى أين ؟! أليس إلى بلادنا داخل 1948 ؟؟! هل سنعود لكي تصبح الحياة قتلا واغتيالا وطعناً ؟؟! أليس من الأولى التفكير في إنهاء دوامة العنف، وأن على صاحب العنف الأيدلوجي المنظم أن يتخذ خطوة البداية ؟؟!
ربما كانت الفرصة مناسبة لتوجيه التقدير والاحترام للأستاذ الإسرائيلي " غير الصهيوني " شلومو ساند، لجرأته الكبيرة في تفكيك أسطورة الشعب اليهودي، بل ليكتب للمرة الثانية بعد البروفيسور إسرائيل شاحاك نقده للعقيدة اليهودية من الأساس ليعلن تخليه عن العقيدة جملة وتفصيلاً، لكن من دون أن يقطع رأسه أو يصلب أو يحرق أو يهدم بيته على رؤوس ساكنيه !
لكن هل ننجح في تكوين أتلاف إسرائيلي – فلسطيني مناهض للعنصرية بكافة أشكالها ؟! مجرد حلم جميل سوف يتبخر مع أول صاروخ موجه من الإف 16 وأول سكين في شوارع تل أبيب كردة فعل عشوائية غير منظمة على الجرائم المستمرة ضد الفلسطينيين بلا انقطاع منذ العام 1948 !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا امل الا بانضال و على خطى نيلسون مانديلا
علاء الصفار ( 2015 / 1 / 22 - 21:26 )
تحيت الاستاذ الكبير عبد الله
التوجهات السياسية في اسرائيل وامريكا تشير الى ان مسلسل العنف سيستمر طالما لا راس للمقاومة والنضال السياسي الفلسطيني ومع صعود الاحزاب الاسلامية وظهور داعش وتصدر السعودية وقطر المسرح السياسي,فاسرائيل و ما تقوم به اليوم هو التهيئ للخروج على العالم ماسكة لمفاتيح الشرق الاوسط سواء من الجانب الاقتصادي ام السياسي, فبعد غزو العولمة وانهيار العراق وليبيا ومصر كدول لها مؤسسات وجيش كانت تطل على العالم لتوقيع العقود الاقتصادية والتوافقات السياسية,فقد اختفى كل ذلك.فالعالم الغربي يحتاج الى دولة دركية كما كان صدام ام حسني او القذافي دركيون للتعامل الاقتصادي واضافة الى الدوران في الفلك الامريكي و سياسة الحرب الباردة ضد السوفيت, او اشعال الحرب على ايران, كل هذا المنطق والاوليا اختفت و بقى امام الغرب سوى دولة اسرائيل لتكون المنفذ للدخول الى الشرق الاوسط لذا تعمل اسرائيل على سياسة الذبح من اجل تتخلص من نضال الشعب الفلسطيني لتكون مسيطرة في التعامل مع الغرب, لذا تحاول اسرائيل ربط النضال الفلسطيني بارهاب القاعدة وداعش و تقول مشاكلنا مع الفلسطيني كما مشاكل الغرب والارهاب الاسلامي


2 - إلى علاء الصفار
عبدالله أبو شرخ ( 2015 / 1 / 23 - 13:13 )
تحية طيبة .. في الحقيقة أن النضال الوطني الفلسطيني قد تراجع كثيرا لعدة أسباب، أهمها إقحام الدين في السياسة وتصوير القضية على أنها صراع ديني، والحقيقة أنها ليست كذلك أبداً، رغم أن اليمين الصهيوني يحاول دائماً استفزاز المسلمين باقتحامهم باحات المسجد الأقصى لكي يحافظوا على هوية دينية للصراع. ليس ثمة صراع بين الفلسطينييين واليهود كيهود، فثمة يهود كثيرون في العالم مناصرون للشعب الفلسطيني ومعارضون في الوقت نفسه لجرائم الدولة الصهيونية. أتفق معك في أن النضال الوطني الفلسطيني يجب أن يتحول ليصبح مناهضاً للعنصرية ومطالبا أحرار العالم بفرض المقاطعة والحصار على الدولة العنصرية إلى أن ترضخ وتقبل بدولة واحدة للشعبين.
شكراً للمرور والاهتمام ودام قلمك

اخر الافلام

.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا


.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا




.. الاحتلال الإسرائيلي يقصف المدنيين شرقي وغربي مدينة رفح


.. كيف تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية عرض بايدن لمقترح وقف حر




.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا