الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إيران النووية. لماذا تخيفهم؟

ضياء رحيم محسن

2015 / 1 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


حاول ويحاول كثير من الكُتاب العرب والأجانب، تصوير إمتلاك إيران للقدرة النووية؛ وكأنه تهديد للسلم والأمن العالمي، في الوقت الذي تملك إسرائيل عشرات، بل وحتى مئات الرؤوس النووية، والقادرة على الوصول الى كل العواصم العربية ومحوها من الخارطة بضغطة زر واحدو، ومع هذا لم نسمع أن هؤلاء كتبوا عن هذا!
السؤال الذي يدور في الذهن بعد هذه المقدمة القصيرة هو، لماذا هذا الخوف من البرنامج النووي الإيراني؟ مع أن إيران أكدت في أكثر من مناسبة، بأن برنامجها سلمي بالدرجة الأولى، ومع إفتراض أن برنامجها عسكري، أليس هذا هو من باب حفظ التوازن في منطقة ملتهبة؛ كمنطقة الشرق الأوسط؟
ما يقر به الغرب أن البرنامج النووي الإيراني، هو برنامج سلمي؛ لكن بإمكان إيران أن تقوم بإنتاج السلاح النووي، فيما لو أرادت القيادة الإيرانية ذلك، وهذا يعني أن هذه القيادة لم تفكر لحد لحظة كتابة هذه السطر أن تنتج السلاح النووي؛ لسبب بسيط، هو عدم رغبتها في إمتلاك هذا السلاح، مع علم الدوائر الإستخبارية الغربية بوجهة النظر الإيرانية تلك.
حالة عدم الثقة من المفاوض الأمريكي، تجعل محمد جواد ظريف لا يثق بمجموعة ال 5+1 التي تتولى المفاوضات بين إيران والمجتمع الدولي، فظريف مناور ذكي يعرف كيف يجعل الغرب يوافق على مطالب إيران، ونستطيع أن نستشف ذلك، من خلال تأكيد الرئيس أوباما بأنه لن يوافق على تشديد العقوبات على إيران، الأمر الذي يعني أن سياسة إيران في شرح وجهة نظرها من خلال كبير مفاوضيها كانت ناجحة وأتت بنتائج تصب في صالح الملف النووي الإيراني.
يبقى خوف دول الخليج، خاصة السعودية غير مبرر، لأن الأدعى أن تخاف منه المملكة هو إسرائيل، التي تحتل أجزاء مهمة من أراضيها؛ لكنها لم تحرك ساكنا سواء لتحرير هذه الأراضي، أو على الأقل مخاطبة المنظمة الدولية المتمثلة بمجلس الأمن الدولي لإجبار إسرائيل على إخلاء الأراضي المحتلة وإعادتها للسعودية، أما ما يشاع بأن موقع بندر عباس يقع في منطقة جيولوجية غير مستقرة، وبالتالي فإن أي زلزال يقع في المنطقة؛ سيتسبب في فناء أجزاء كبيرة من دول الخليج، ما هو إلا محاولة للتخويف لهذه الدول الصغيرة أولا، وثانيا محاولة لثني إيران عن مواصلة برنامجها النووي.
محاولات الغرب الضغط على إيران من خلال برنامج العقوبات، الذي إستمر الإعداد له سنوات، لم يفلح في ثني إيران عما يجول في خاطر قادتها، خاصة المرشد الأعلى السيد علي الخامنئي، لم يبق أمام دول الغرب إلا الإذعان لإيران النووية والسماح لها بولوج الباب لتكون واحدة من الدولة التي تمتلك أسرار هذه الطاقة، خاصة مع إمتلاكها المواد الأولية التي تحتاجها وبأرخص تكلفة من باقي الدول التي تملك هذه الصناعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأت معركة الولايات المتأرجحة بين بايدن وترامب؟ | #أميركا


.. طالبة تلاحق رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق وتطالبها بالاستقا




.. بايدن يقول إنه لن يزود إسرائيل بأسلحة لاجتياح رفح.. ما دلالة


.. الشرطة الفرنسية تحاصر مؤيدين لفلسطين في جامعة السوربون




.. الخارجية الروسية: أي جنود فرنسيين يتم إرسالهم لأوكرانيا سنعت