الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلامة الشيخ عبد الله العذاري

محمد حمزة العذاري

2015 / 1 / 22
الادب والفن


العلامة الشيخ عبد الله العذاري
(1817-1891)
محمد حمزة العذاري

هو النجل الثاني للعلامة الفقيه والأديب الفذ الشيخ علي العذاري الكبير بن الشيخ حسين العذاري (التي تنسب له قصة القنديل والأبيات الاربعة المشهورة التي مطلعها /أبا حسن ومثلك من ينادى ..لكشف الضر والهول الشديد / كما اورد ذلك الشيخ حرز الدين في كتابه معارف الرجال – ج2/ص296 وكذلك في مجموعة حسن سبتي ) بن عبدالله بن كاظم بن الشيخ علي بن الشيخ تريبان (الدهمان) العلي الدغيري العبدي الشمري .
ولد في مدينة الحلة –محلة التعيس في دار والده عام (1817)م /1232 هـ فنشأ على أبيه وتعلم منه القراءة والكتابة وأقرأه القرآن الكريم وأدبه فأحسن تأديبه .
أخذ المقدمات على أعلام لهم مكانتهم في الأوساط العلمية في الحلة كالسيد مهدي القزويني بعد أن أخذ مبادئ العلوم كالنحو والصرف والمعاني والبيان عن أبيه ، ثم هاجر الى مدينة النجف الأشرف فاتصل بأعلامها وحضر حلقاتهم العلمية ومنهم العلامة الشيخ ميرزا حبيب الله ووالعلامة الشيخ محمد حسين الكاظمي وكان يتصل بالإمام الشيرازي في سامراء فيرعاه كما يرعى غيره من طلاب ورجال العلم والأدب .
اشتغل –كما كان أبوه- في العلوم الغريبة وتضلّع ببعضها ولم يخلف كتبا سوى تعليقات وحواشي على كتاب الموجز لابن سينا كان موجودا في مكتبة حفيده العلامة الشيخ علي العذاري الصغير (1882-1961)م ذكر ذلك الشيخ علي الخاقاني في كتابه شعراء الحلة في جزئه الثالث عند ترجمته للشيخ عبد الله .
عرف الشيخ عبد الله في وسطه بسمو السيرة ودماثة الأخلاق والترددج على مجالس العلماء والأدباء وكان شاعرا وأديبا فبرز بين اقرانه وتفوق على إخوانه فاتجهت اليه النفوس ، وهذا الشاعر الحلي المعروف حسون العبدالله يمدح الشيخ عبد الله في قصيدته التي رثى بها الشيخ جواد العذاري شقيق الشيخ عبد الله المتوفى عام 1298هـ قوله :

فصبرا بني العليا وإن جل رزؤكم فكل الورى كأس الردى سوف يجرع
وان لكـم حسن العــزا بمهذب به تطرد الاسواء والضـر يدفــع
هو الحبر (عبدالله) عيلمـها الذي بعلـم وجـود لم يزل يتـدفـــع
عليم يريك الشئ قبـل وقوعــه ويعلــم بالاشـياء لا يتضعـضـع
جرى اخواه خلفـه حيث احـرزا مآثـره فالفضـل في الكـل مـودع
بهاليـل بسامـون في كل حالـة سراع الى كسب المزايا اذا دعــوا
ترى كل فرد منهم فرد عصــره كريم خطيب ثابت الفكر مصقـــع

وقد عرف الشيخ عبد الله بقوة صراحته ونقده فكان يطلق لسانه على كثير من المدلسين والمتصفين بالروحانية من المعممين دون ان يكترث من اي أحد فهو معروف بالورع والتقوى والصلاح ، وقد اندفع يخاطب أحدهم وكان من أئمة الصلاة بقوله:
صلاتك للدراهم لا لتقوى.....فانت الجاثليق وهن رب
اتحمل أنت علم الله جهلا ....وعلم الله لا يحمله كلب
كان الشيخ عبد الله يقيم الجماعة في المسجد الذي يقع في محلة التعيس الذي بنه جده الشيخ حسين العذاري من فائض أموال قنديل الذهب الذي منحته له المرجعية آنذاك والقائمين على المرقد المقدس بعد ان عادلوا القنديل بالليرات الذهبية . وكانت دار الشيخ عبدالله تقع مقابل المسجد المذكور ولازال المسجد قائما يعرف باسم (مسجد الشيخ عبد الله العذاري) ويبدو ان تسمية المسجد باسم الشيخ عبدالله بدلا عن اسم مؤسسه الأول الشيخ حسين العذاري هو لاقامة الشيخ عبدالله صلاة الجماعة فيه لفترة طويلة وقيامه بتجديد المسجد بعد ان انهدم عام (1302) هـ اي حوالي عام 1884م وقد ذكر ذلك العلامة الاديب الشيخ علي بن عوض الحلي في كتابه المخطوط (محاضرة الأديب ومسامرة الحبيب) مانصه ((إن الشيخ عبدالله العذاري بنى مسجد أبيه الشيخ علي بعد أن انهدم وجدده وشيده وندبني الى تاريخ ذلك التجديد والتشييد فقلت مؤرخا وقد كتب في المحراب :
قد قلت لما شيدوا مسجدا ......لاح التقى مابين اركانه
ذا مسجد التقوى وتاريخه ....(على التقى تشييد بنيانه)
1302هـ
ضاع شعره مع ماضاع من تراثه الذي جمعه أخاه الشيخ محسن العذاري في مجموعة ضخمة ضمت التراث الأدبي لاغلب شعراء آل العذاري كالعلامة الشيخ علي العذاري الكبير والعلامة الشيخ عباس العذاري والشيخ محسن العذاري والعلامة الشيخ حسن الشيخ عباس العذاري والعلامة الشيخ محمد العذاري وقد اسماها (مجموعة شعراء آل العذاري ) فقدت حرقا عندما احترق دار العلامة الشيخ تقي بن الشيخ عبد الله العذاري في النجف الاشرف واودى بحياته .ولم نحصل للشيخ عبد الله الا على قصيدة وحيدة اثبتها السيد قاسم الخطيب في كتابه الكلم اللامع يرثي فيها استاذه العلامة الكبير السيد مهدي القزويني منها قوله :

لقد طرق الناعي بقاصمة الظهر .......أيدري لمن ينعاه أم هو لايدري
مضى بحر علم الله والجود والنتقى .......فياخيبة الوراد من ذلك البحر
وقارعة حارت بها الناس دهشة...وراحت سكارى ليس من نشوة الخمر
وقد أذهلت عن طفلها كل مرضع.....فيا لك من دهياء أوهت قوى الدهر
يقولون لي للصبر انت مبايع.......فقلت خلعت الكف عن طاعة الصبر
رجونا بأن نلقاه بالبشر والهنا...وفي عكس ما نرجوهصرف القضا يجري
الى آخر القصيدة :
توفي العلامة الشيخ عبد الله العذاري في داره في مدينة الحلة في الثالث من شهر صفر عام 1307 هـ ونقل جثمانه الى مدينة النجف الاشرف ودفن هناك .
من مصادر دراسته :
-البابليات (اليعقوبي) ج2/ص182 و شعراء الحلة (علي الخاقاني) ج4/ص262 والكلم اللامع /مخطوط وتاريخ الحلة –الحياة الفكرية (يوسف كركوش) ج2/ص وتراجم شعراء آل العذاري (محمد حمزة العذاري) ج1 /ص50 وموسوعة أعلام الحلة (سعد الحداد) ج1/ص152 والنهضة الفكرية في الحلة (صباح نوري المرزوك)/ص53








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادل إمام: أحب التمثيل جدا وعمرى ما اشتغلت بدراستى فى الهندس


.. حلقة TheStage عن -مختار المخاتير- الممثل ايلي صنيفر الجمعة 8




.. الزعيم عادل إمام: لا يجب أن ينفصل الممثل عن مشاكل المجتمع و


.. الوحيد اللى مثل مع أم كلثوم وليلى مراد وأسمهان.. مفاجآت في ح




.. لقاء مع الناقد السينمائي الكويتي عبد الستار ناجي حول الدورة