الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحديان المهمان في مصر عام 2015

اسلام احمد

2015 / 1 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


التحديات التي تواجه مصر كثيرة ولكني أزعم أن ثمة تحديين مهمين يلحان بشدة ونحن في بداية العام الجديد , وهما مرتبطان ببعض إلى حد كبير

التحدى الأول يتمثل في كيفية التعامل مع الشباب ذلك أن عام 2014 شهد مواجهات دامية بين شباب الجامعات والدولة ممثلة في جهاز الشرطة وشركات الحراسة , ولم يفلح الإعلام الموالي للدولة في إقناع الناس بأن هؤلاء الشباب ينتمي إلى جماعة الإخوان , صحيح أن بعضهم كذلك ولكن الجانب الأكبر منهم هم شباب عاديون بعضهم غير سياسي وإنما هو غاضب نتيجة تردي أوضاعه الدراسية والاجتماعية والاقتصادية فضلا عن القمع المفروض عليه من قبل الدولة الذي يعد قانون التظاهر وقانون الجامعات الجديد أبرز مظاهره! , وهو ما ورث لدي هؤلاء الشباب مشاعر بالإحباط وإحساس بالضياع ومن ثم اتجه إلى العنف ضد الدولة تعبيرا عن غضبه لأنه لم يجد متنفسا سياسيا يعبر فيه عن نفسه لا داخل الجامعة ولا خارجها

والحقيقة أنه كان هناك مؤشرات على غضب الشباب وسخطهم على الدولة ظهر في مقاطعتهم للاستفتاء على الدستور وكذلك لانتخابات الرئاسة وهو ما حذرنا منه آنذاك ودعونا لتداركه ولكن للأسف لم يستجب أحد , وأخشى إن استمر الوضع كذلك أن يتكرر الأمر في الانتخابات البرلمانية المقبلة

التحدى الثاني يتمثل في مواجهة الإرهاب خاصة أن عام 2014 شهد أكبر عمليات إرهابية ضد الدولة والتي كان أبرزها حادث العريش , وهو أمر كان متوقعا منذ 3 يوليو نتيجة سقوط جماعة الإخوان , ولكي تنجح مصر في مواجهة الإرهاب لابد من ابتكار آليات جديدة في مواجهته لا تعتمد فقط على الحل الأمني والعسكري فمشكلة التطرف فكرية بالأساس وبالتالي يجب تبني إستراتيجية فكرية من جانب الدولة يتولاها الأزهر من خلال إرسال قوافل دعوية إلى المناطق المعروفة بالتشدد مثل سيناء ومرسى مطروح والمنيا وأسيوط للقيام بعملية مراجعات فكرية للشباب المغرر به وتعريفه بحقيقة الإسلام الحنيف مع التشديد على حرمة القتل باعتباره من أكبر الكبائر في الإسلام

إلى جانب ذلك يجب تبني حل سياسي من خلال فتح ملف المصالحة في المجتمع ليس مع جماعة الإخوان التي تم إعلانها من قبل الدولة جماعة إرهابية وإنما مع بقية الجماعات الإسلامية وعلى رأسها الدعوة السلفية والجماعة الإسلامية , فمن المعلوم أن التيار الإسلامي في مصر ليس وحدة متجانسة وإنما ينقسم إلى عدة فصائل مختلفة فكريا وسياسيا من الوسطية والاعتدال إلى التشدد والتطرف , وقد ساهمت ثورة 30 يونيو في عمل انقسام كبير داخل التيار الإسلامي فبينما انحازت الدعوة السلفية وحزب النور إلى خارطة الطريق انحاز كثير من السلفيين إلى صف الإخوان , كما أن جماعة الإخوان نفسها انشق عنها حركة (إخوان بلا عنف) , والجماعة الإسلامية منقسمة من البداية إلى فرع متشدد ومتحالف تماما مع الإخوان يمثله (عبود الزمر وطارق الزمر) وآخر معتدل يمثله (ناجح إبراهيم) , وقل مثل ذلك على جماعة الجهاد التي انشق عنها فصيل يؤيد نظام السيسي

فان استطاعت الدولة المصرية كسب الجماعات الإسلامية إلى صفها مستخدمة سياسة العصا والجزرة كما كان يفعل نظام مبارك في السابق تكون بذلك قد نجحت بشكل كبير في تنحية وعزل جماعة الإخوان المسلمين ومن ثم تكون النتيجة في النهاية القضاء على نسبة كبيرة من جرائم العنف والإرهاب في مصر , وهو أمر ممكن خاصة إذا علمنا أن الجماعة الإسلامية التي تعتبر أكبر فصيل مساند لجماعة الإخوان قد بدأت تراجع مواقفها وهو ما بدا واضحا من تصريحات عبود الزمر الأخيرة التي استنكر فيها العمليات الإرهابية

ولا مناص من دمج الشباب في العملية السياسية وعدم تركه فريسة للتطرف والإرهاب , وأعتقد أن قيام الرئيس بعفو رئاسي عن شباب الثورة في 25 يناير القادم وتعيين عدد من الشباب في حركة المحافظين والبرلمان المقبل إلى جانب إلغاء قانون التظاهر قد يكون بداية جيدة لفتح صفحة جديدة مع الشباب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكومة الأردنية تقر نظاما يحد من مدة الإجازات بدون راتب لمو


.. حرب غزة.. هل يجد ما ورد في خطاب بايدن طريقه إلى التطبيق العم




.. حملة ترامب تجمع 53 مليون دولار من التبرعات عقب قرار إدانته ف


.. علاء #مبارك يهاجم #محمد_صلاح بسبب #غزة #سوشال_سكاي




.. عبر الخريطة التفاعلية.. كيف وقع كمين جباليا؟