الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين يعيق المكتب الوطني للسكة الحديدية تنمية مدينة اليوسفية..

احمد زهير

2005 / 9 / 10
الادارة و الاقتصاد


تبدو بشكل جلي بناية المكتب الوطني للسكة الحديدية باليوسفية متخلفة عن المنظر العام المحيط بها، و تشكل نشازا تشمئز منه اعين المارة و المتجولين بالفضاء الجميل المقابل لها، وهو الفضاء الذي قام المكتب الشريف للفوسفاط باصلاحه و تهيئته، و اصبح قبلة للزوار و ساكنة المدينة يستجيرون منه في المساء، عندما تخف درجة الحرارة الملتهبة و الموحشة بالمدينة، و يشكل متنفسا في غياب متنفسات اخرى بالمدينة..
و من المعلوم ان البناية المشار اليها - انظر الصورة - لا تتوفر على أي نسق جمالي، و هي بناية متهالكة و قديمة، و لم يقم على الاطلاق المكتب الوطني للسكة الحديدية باصلاحها او تجديدها، وهي تبدو على شكل دار مبنية على الطراز القديم و لا تصلح بتاتا لكي تكون مقرا لمكتب يحصل على ملايين الدولارات سنويا من مدينة اليوسفية ، في مقابل ما ينقله من فوسفاط مستخرج من رحم المدينة و نواحيها..
و اذا كان هذا حال البناية من الجهة المقابلة لوسط المدينة، فانها من الجهة الاخرى تشكل حالة فريدة ربما لا تتكرر بمدن اخرى، فامامها هكتارات وافرة من الاراضي الفارغة استحوذ عليها المكتب الوطني للسكة الحديدية ربما في زمن السيبة، و هي اراضي تتجمع فيها الازبال و القاذورات، و تحتل فيها الميكا الكحلة الجزء الاكبر منها، مما يقزز المارة، و يعطي نظرة سيئة عن المدينة ، فضلا على انها تشكل مرتعا للسكارى و الساقطات، و تخل بالرونق العام للمدينة، حيث حولتها الى جزر منفصلة: كل حي فيها غير مرتبط بالاخر، و تشطرها الى نصفين متباعدين..
هذا و يقوم عمال السكة الحديدية من و قت لاخر، خاصة وقت التهاطلات المطرية بتنظيف الممرات السككية ، الا ان هذه العملية تترك اثرا سيئا على صحة المواطنين، اذ يعمد العمال الى القاء الطمي و الرواسب و الازبال بجوار المباني السكنية، و لا يتكلف المكتب بنقلها الى المطرح البلدي او الى أي مكان اخر بعيدا عن السكان، الشيئ الذي يحولها الى اكوام من الازبال تتعفن و تصدر عنها روائح كريهة، فضلا على انها تشكل تجمعا للحشرات..الشيء الذي اجج مجموعة من الاحتجاجات، و تقدم المتضررون من الساكنة بشكاية الى السيد وكيل جلالة الملك بالمحكمة الابتدائية باليوسفية ، ويبدو انه تم حفظها..
و لا ندري أي مقياس جمالي او عمراني تفتقت عنه عبقرية المكتب عندما قام بتسوير ممتلكاته او بالاحرى غنائمه، حيث انجز سورا في منتهى البلادة، فلا قيمة جمالية له، و هو يحول بعض الاحياء، كحي اسمارة، و حي السلام الى ملاحات قديمة .. بالاصافة الى انه يشكل بؤرة سوداء لتجمع النفايات و الازبال - انظر الصورة - و السور غير مجير على الاقل، و يرتفع بشكل يكتم النفس و يحاصر الحيين المذكورين سلفا..
وامر المكتب الوطني للسكة الحديدية باليوسفية محير، فلا برامج اجتماعية و لا مساهمات في انشطة او ملتقيات رياضية كانت اوثقافية او فنية، بل تنعدم بشكل مطلق الانشطة الاجتماعية التي من الممكن ان تستهدف - على الاقل - مستخدميه.. على الرغم من الدخل الوافر الذي يجتبيه من المدينة، بل اكثر من ذلك ، تحول المكتب الى معيق للتنمية بها، فهو رفض الترخيص بمد قنوات الصرف الصحي عبر القنطرة التي تشكل المدخل الى احياء السلام و الزلاقة، و هي القنوات التي كانت ستساهم في بلع الفيضانات التي يعرفها شارع المحيط.. كما انه رفض الترخيص بتوسيع القنطرة المتواجدة بمدخل المدينة من جهة طريق بن جرير، و هو التوسيع الدي ينجزه المكتب الشريف للفوسفاط، و الذي سيساهم في تحسين الطرق بالمدينة..
فهل يعرف القيمون على هذا القطاع انه اصبح من اللازم في ظل سياسة العهد الجديد تغيير عقليتهم التجارية المحضة، و الاندماج ضمن منظومة المقاولات و المكاتب المواطنة.. و الالتفات الى مدينة اليوسفية التي اغتنى المكتب منها ( على الرغم من انه يعيش عجزا فظيعا تجهل اسبابه) .. سؤال يبقى عالقا حتى يقرر المسؤولون عن المكتب الاقلاع عن عوائدهم السيئة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمين عام -الناتو- يتهم الصين بـ”دعم اقتصاد الحرب الروسي”


.. محافظات القناة وتطويرها شاهد المنطقة الاقتصادية لقناة السو




.. الملاريا تواصل الفتك بالمواطنين في كينيا رغم التقدم في إنتاج


.. أصوات من غزة| شح السيولة النقدية يفاقم معاناة سكان قطاع غزة




.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الخميس 25-4-2024 بالصاغة