الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شكراً -البغداديّة- .. جسر الأحرار بانتظارك

طلال الصالحي

2015 / 1 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


يهيّأ لي والله أعلم أنّ البغداديّة أوقعت نفسها بمأزق صعب عليها تخرج منه إن كان في نيّتها عبور مرحلة العبادي ومعصوم "بعد أن تطمئنّ أنّ كلّ شيء على ما يرام" لمرحلة أخرى أعمق تأثيراً "اعذروني على هذا التفاؤل" لصالح انعتاق العراق من دائرة السياسة الأميركيّة بحسب ما يدور في البال أحياناً , وذلك بعد أن استخدمتهما البغداديّة , السيّدين معصوم والعبادي , كوسيلة "للتغيير" لمناكفة المالكي عدوّ البغداديّة اللدود وإسقاطه "لينفتح أمامها الطريق ثانيةً لمواصلة مشوارها" الّذي عكّره عليها المالكي وكان حجر عثرة أمامها بحسب ما أتفاءل .. أنا بالنسبة لي كمواطن عراقي طالما أعرف ما أقول جيّداً لا أعتقد استطاعة معصوم أو العبادي الخروج عن خطّهما الّذي رسمته لهما الولايات المتّحدة وما تسوّقه البغداديّة لا يتعدّى هذا الخطّ وبديهي أميركا تريد عراق فوضوي , كما رسمته للسيّد المالكي من قبل "وإن خرج عن النصّ أحياناً",خاصّةً وهما لا يمتلكان أيّ ملمح من "كاريزما" تصلح للالتفاف الشعبي مع أنّ العراق بحاجتهما الآن لأسباب معروفة , فأميركا لا تريد إشغال نفسها بإدارة خدميّة لمتابعة عبعوب ونفط وأنبوب وفائض في الچرزات, بل تريد إدارة البلد سياسيّاً يطال بعض محرّكات سياسته الداخليّة
البغداديّة كصوت إعلامي ما انفكّت تقول وتكرّر: "على الولايات المتّحدة واجب قانوني ودولي لدعم العراق" و"لمساعدته على النهوض" .. يا سلام ! تخاطبين جوقة مُستهلكين آدميّاً ؟ منذ متى احترمت أميركا القانون الدولي أو اعترفت به ؟ .. يا بغداديّة انتِ في مصر وفي مصر هناك مثل يقول "من إمته الحدّاية بتحدف كتاكيت" , البغداديّة تستغلّ شعبيّتها الّتي كوّنتها من خصامها الطويل مع المالكي كي تلوّح بها عند الضرورة , وها هي تحاول بما تملك التأثير على وعي العراقي باعتقاد واهم أنّ "أميركا وحلفها الطويل العريض يعملون لصالح العراق" ! توقيت مضبوط عودة البغداديّة للبثّ بالتزامن مع عودة أميركا للعراق ثانيةً مصحوبة بإعصار "داعش" أين ملفّات الفساد أين مداهمة الدوائر الحكوميّة الّتي كسبت شعبيّتك بها يلبغداديّة أين تحقيقاتك الجادّة عن إفلاس العراق وعن ميزانيّته المغدورة تسوقّين علينا منجزات للسيّد العبادي في طور الانتظار ويوميّاً تحيطينه بهالة لمنجزات "سوف" تأتي , وإصلاحات "سوف" تأتي , ومصالحات "سوف" تأتي ومحاكمة للمالكي ومن حوله "سوف" تأتي وتحرير الأراضي "سوف" تأتي بينما داعش تبرسّخ وجودها وإيران ممسكة برقبة إدارة العراق كخروف عيد ..
حلف بغداد يعود من جديد بأهداف أوسع .. قنوات تدّعي وقوفها مع الشعب متفائلة بالسيّد الرئيس الدكتور معصوم وبالسيّد رئيس الوزراء الدكتور العبادي تدير موجتها الأثيريّة مع هذا الحلف .. أين تظاهرات "جسر الأحرار" حين سقط العشرات طلبة ومن مختلف فئات الشعب , أمّ لكلّ حقبة زمنيّة ظرفها ؟ سنحترم هذه الحقيقة إن فصلت بين ظرفين .. أين ذلك الشعب الّذي لم ينم ليله حتّى أسقط حلف بغداد ومن قلب عاصمته
أميركا لا تريد حاكم قوي للعراق , هي تدع من أوصلته لمنصبه يسبح قليلاً لكن قرب "الجرف" على أن لا يبتعد عنه فإبقاء العراق مُخرّب ومخرِّب مطلب قومي أميركي لاستمرار وجودها في المنطقة طالما مشروعها العالمي لازال يضلّله بقايا لون وردي .. هو افتراض أم واقع ؟.. أحياناً يسترسل بنا الاستنتاج إلى أنّنا نقول أنّ أميركا تنحيتها للمالكي كان تحسّباً منها أن تتجذّر سلطته , وهل جيش يستورد أسلحته من دول أخرى يسمّى جيش أم ( جيش بالوكالة ) , وهل أميركا وبريطانيا وفرنسا لسن بلدان استعماريّات ؟ , ومنذ متى حصلت هذه الطفرة الجينيّة ؟ , يستغلّون داعش ؟, يُستغلّ العراق بداعش ؟, فعلاً يريدون إنقاذ العراق من داعش !؟ حتّى دخلنا في حيرة أنا من الّذين يحتار بين أن يصنّف "الحشد الشعبي" حشد طائفي أم حشد وطني ؟ فإن كان حشد وطني وهو ما نأمله لكن أين الشريحة الكبيرة الأخرى من الحشد , على من اللوم ؟ , وهل الوطنيّة في العراق الجديد "الممزّق" مقتصرة فقط على من وقعت عليه القرعة لاستلام الحكم حتّى لو كانوا أقل من ثلث سكّانه كالفرس في إيران مثلاً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على حلبة فورمولا 1.. علماء يستبدلون السائقين بالذكاء الاصطنا


.. حرب غزة.. الكشف عن نقطة خلاف أساسية بين خطة بايدن والمقترح ا




.. اجتماع مصري أميركي إسرائيلي في القاهرة اليوم لبحث إعادة تشغي


.. زيلينسكي يتهم الصين بالضغط على الدول الأخرى لعدم حضور قمة ال




.. أضرار بمول تجاري في كريات شمونة بالجليل نتيجة سقوط صاروخ أطل