الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهرجان (الأبل بوب)

عماد حياوي المبارك
(Emad Hayawi)

2015 / 1 / 23
الادارة و الاقتصاد


ApplePop
مهرجان (الأبل بوب)

في هولندا كثيرة المهرجانات، وغالباً ما ترتبط بمناسبة أو بذكرى معينة، وتقام بمدينة أو مقاطعة بحسب ما تمتاز به عن سواها.

يُسمى جنوب غرب هولندا بـ (قلب البلد) حيث تقع المناطق الصناعية والموانئ، أما شمالها البارد (الفريزلاند) عبارة عن سهول تشتهر بتربية الأبقار المعروفة بإسمها (الفريزين) وبالتالي فهي تمتاز بإنتاج اللحوم والألبان وكذلك بزراعة البطاطا، أما الوسط فيزرع الفواكه.
مقاطعة (خلدرلاند) تقع بالوسط وبالتالي فهي سهول زراعية ذات أراضٍ خصبة بسبب رواسب نهري الماس والراين وتفرعاتهما، حيث تجري هذه الأنهار التي تمتاز بغزارة مياهها باتجاه بحر الشمال مُشكـّلة شبكة معقدة جداً من المصبات والجزر (الدلتا).

تتربع مدينتي الجميلة (تيل) وسط هذه المقاطعة (خلدرلاند) على أكبر فروع نهر الراين، وتقع حولها وبنفس البعد (40 كلم) أربعة من أهم مدن هولندا، (نايميخن) التاريخية المشهورة بطبابتها و(آرنم) عاصمة المقاطعة و(هيرتوخ دنبوش) عاصمة الجنوب و(اوترِخت) صاحبة أعقد شبكة سكك حديد وطرق مواصلات لوقوعها وسط خارطة هولندا بالضبط.

تشتهر (تيل) بزراعة الفواكه، ويمكن للزائر أن يرى على امتداد أحد أضلاعها (فلل) ضخمة بحدائق واسعة غناء لأصحاب مزارع تمتد على مساحات شاسعة، وعملت قصورهم هذه، على منع التوسع العمراني للمدينة باتجاه حقولهم!
تنتشر أشجار الفواكه حول المدينة وبداخلها، وتُترك أشجار التفاح والعرموط وغيرها في حدائقهم الخاصة بأثمارها كديكور حتى تتلف فتفترسها الديدان، لكن في المزارع يعملون على قطفها بحملات كبيرة يعمل فيها عمال بولونيين بأعداد كبيرة ولموسم محدد.

ويحافظوا على الأشجار بالمزارع قصيرة بطول مترين وبعمر صغير، إلا أن بإمكان الواحدة أن تحمل 25 كلغم، حيث يُعزل بنوعياته المختلفة، وهو ذي ألوان وأحجام منوعة، فتجد تفاحة بحجم بطيخة تزن كلغم أو أكثر، وهي تُنتج للتصدير كل يوم بيومه، حيث تذهب لفنادق (خمس نجوم) بدبي وهونك كونك ونيويورك، وتفاح آخر بحجم الزعرور، يستخدم كديكور حيث تُنزع الأوراق من الغصن وتبقى التفاحات على شكل عناقيد إما صفراء أو حمراء وحتى زيتوني، طعمه لذيذ لكن الهولنديين لا يحبذوا أكله، وهناك من التفاح أكثر من عشرة أنواع.
× × ×

وللتعريف بإنتاج حقول الفواكه هذه التي تمتد أميال، يُقام تقليد سنوي في الخريف (منتصف أيلول) يُعرَف بمهرجان... (الأبل بوب).

يبدأ التحضير للمهرجان قبل أسبوع بتهيئة مكانه المعتاد، والعروض تقوم على شكلين، تزيين عرائس وتماثيل ضخمة لديناصورات وتنينات وحيوانات وأشياء مختلفة منصوبة على سيارات أو عربات مسحوبة، وهذه تُستكمل قبل يوم واحد من بدء المهرجان في مزارع خاصة حول المدينة، يقوم بها عمال اختصاص ذوي خبرة وممارسة، وتُغلق الطرق ليلة العرض بالتنسيق مع البلدية كي تصل العربات بأمان لموقع المهرجان.
والشكل الآخر هو تخصيص مساحات خضراء وسط المدينة تُقسّم أولاً ثم تُرسم لوحات بالفواكه والخضر على الأرض، تقوم برعايتها بنوك وشركات مشهورة هنا، تشتمل على رسوم لحيوانات وطيور وفراشات، فبعض اللقطات مثلا لأيادٍ تتصافح أو لإطفائي يمسك بخرطوم ماء موصول بالنهر مع إضاءة للنار... وتوضع لوحات تعريفية بكل عمل.

تُنفذ هذه الأعمال بالتنسيق مع البلدية من أجل إتمام هذه اللوحات الفنية بشكل رائع، وهي تتغير سنوياً بأجمل وأبهى، ويتقسم العاملون لمجموعات تنسق العمل بينها لجان خاصة، فتأتي أطنان من الخضر والفواكه بألوانها البهية، ثم يقوم الفريق المتخصص بعمل اللوحات، بكتابة طلبيات بجدول الكميات والأنواع، بينما يقوم فريق آخر بتهيئة المطلوب و(غرز) أعواد خاصة بالاتجاه والزاوية وكما يُطلب منه بكل جدية وعناية...

أما السيارات المزينة فتأتي من خارج المدينة لتجوب شوارعها التي تغلق بشكل شبه تام أمام حركة المرور، ويرعى المهرجان مسئولون نيابة عن الملك والحكومة، فيقومون بافتتاح المسارح والمعارض والنشاطات الأخرى، وتقوم القطارات والحافلات برحلات مكوكية لنقل الزوار من المدن الأخرى، فيما يتم تحويل مساحات من المراعي حول المدينة (لباركات) مجانية لسيارات الزوار، بينما تقوم البلدية بإيصالهم لمواقع الفعاليات وخاصة للـ (فايف ستار) العجايز والشياب!

يستمر المهرجان الذي يستضيف أشهَر المطربين والموسيقيين والراقصين بفرقهم وصُخبهم حتى وقت متأخر، حيث يرقص الجميع ويأكل ويشرب حتى الثمالة، وبعض الشباب يبيت بالخيام على العُشب حتى اليوم التالي، كما ينتشر بأرجاء المدينة بائعي أطعمة متنقلين وأكشاك تبيع التحف والملابس والهدايا التذكارية وغيرها...

يستهلك الضيوف كميات هائلة من (المشروبات) والأطعمة والسجائر ويتركوا ورائهم أكوام هائلة من المخلفات والأزبال.
تتوقف عربات العروض في ساحة مخصصة وبترتيب منسق ليومين لزيارتها، حتى تبدأ تتلف فيبدأ يتجمع الدود والحشرات حولها... ليكون لها حصة بالاحتفال.
بعد اختتام المهرجان، يتم سحب العربات لخارج المدينة ويكون لطريق انسحابها ـ بالنسبة لسكان (تيل) ـ حضور آخر حيث تكتسي الأرض بشتى الفواكه والخضر.

على فكرة فإن كمية الخضار وحين حسبتها (بعقلي) وجدتها تكفي تشغيل معمل معجون ومعملي طرشي وثلاث معامل مربيات، ومن الخضار (التازة) ما يكفي زلاطة لجميع نوادي بغداد أيام زمان!

عماد حياوي المبارك

× من حسن حظي أن أحد أيام الاحتفال يصادف في 14 أيلول... يوم عيد ميلادي، فأجدها فرصة أن أستمع وأرى الناس تحتفي وترقص وكأن الجميع يُشاركني البهجة (لخسارتي) سنة من عمري!

× كلمة (الأبل) تُشير للفواكه، و(البوب) هو نوع من الموسيقى الصاخبة، وعلية فالمهرجان مزيج منهما.
وللعلم فإن كلمة (أبل) تعني فاكهة (مدوّرة)
لذا فيسمي ـ الهولنديون ـ البرتقال (سيناس أبل)، والرمان (كرناد أبل)، البطاطا (آرد أبل) والآرد هي الأرض... والتفاح (هاند أبل) ويختصرونه بكلمة (أبل) فقط.

https://www.facebook.com/appelpop

http://www.fruitcorso.nl








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حلوة
جمال حكمت عبيد ( 2015 / 1 / 24 - 00:01 )
لقد عشت معك هذا الاحتفال بوصفك الجميل علما ان كلمة هاند التي تطلق ملازمة للفواكه تعني للاكل تقابلها كلمة خيستوف وتعني للطبخ مع تحياتي

اخر الافلام

.. إلى متى يمكن أن يتحمل الاقتصاد الإسرائيلي الحرب في غزة وفي ا


.. كان نفسها تروح مدينة الإنتاج الإعلامي??‍?? بس راحت كان ?? حق




.. -نقاش اقتصادي بلغة بسيطة- خالد أبوبكر وفقرة خاصة عن -الدعم ع


.. خالد أبوبكر يشيد بنجاح زيارة الرئيس السيسي لبكين: الصين دولة




.. هل اقتربت نهاية دعم المواد البترولية في مصر؟ #عالم_الطاقة