الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمة اليمين

ياسين خضراوي
كاتب وخبير لغوي تونسي

2015 / 1 / 24
كتابات ساخرة


منذ نعومة أظافرنا لقّنونا و نحن رضّعا في المهد أن ننحاز لجهة اليمين ، أن نختار بيمنانا ، يمّنونا و نحن نطافا و في الأقماط لا حول لنا و لا قوّة .
كان ذلك دأبهم دائما ، لا تأكل بيسراك و كل بيمناك فالشيطان يشاطرك أكلك ، لا تشرب بيسراك فالشيطان يتربص بك ليبلل عروقه و يروي ظمأه ، حتى عندما بدأنا نمشي قدّموا رجلنا اليمنى و قالوا لا تدخل بيسراك فذلك نذير شؤم و ليس من عاداتنا و موروثنا ،
كبرنا و نضجنا و تطوت هذه العقدة معنا و نضجت بل تجذرت فينا حتى أصبحت حالة من اللاوعي ، بل أصبحنا خائفين حتى من النوم على جهة اليسار خوفا من أن لا تشرق علينا شمس مجددا و أصبح من الضروري بل من الحتمي أن تدرس هذه الظاهرة سوسيولوجيا و يتم تحليلها تحليلا دقيقا لبيان أسبابها الحقيقية و كيفية علاجها .
لا شك أن للموروث دور كبير في تشكل هذه المتلازمة عندنا فمالضير إن أكلنا باليسار أو شربنا بها ، مالعيب إن دخلنا بيسرانا و نمنا عليها ؟ لا أظن أن الشمس لن تشرق مجددا إن فعلنا ذلك .
أظن أن السبب الحقيقي يرجع إلى الموروث الديني ؛ فعلا وحده الدّين يستطيع السيطرة على العقول هكذا و يغرس فينا هذه الأشياء ، منذ صغرنا أمطرونا بالحكايات و الأحاديث المحبوكة حول الفوائد الطبية وراء استعمال اليمين لكن الطب و العلم بريء من هذه الترهات .
وحده القلب اختار اليسار و أبى لنفسه أن لا ينصاع للقطيع ، أبى إلا أن يرسم طريقه و حده و يسطر دربه ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا


.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07




.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب


.. فيلم سينمائي عن قصة القرصان الجزائري حمزة بن دلاج




.. هدف عالمي من رضا سليم وجمهور الأهلي لا يتوقف عن الغناء وصمت