الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنستعيد وطن، لننقذ الانسان

علي عبد الرضا

2015 / 1 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


لنستعيد وطن ! لننقذ الانسان !

لنضحي جميعا لأجل غد تصان به حرمة الانسان والارض :

نحن امام تحديات صعبة جدا، وتمنياتنا الكلامية لا تعطي حلا بل تجعلنا ننكفئ على انفسنا ونتقوقع لان احلامنا لا تتحقق مرة بعد مرة ... السؤال الجاد هو من يبني وطنا ارثناه رثا مقطعا ممزقا بعد عشرات السنين من الصراع الدموي الهمجي مع اقوام واديان ومعتقدات شعب جار نبيل معطاء صبور مقاوم عريق بكل مكوناته وخصوصياتها وطموحاتها ومع جارة لنا يهمنا كلنا ان تكون العلاقات معها سليمة وسلميه لان ذلك هو مصلحتنا القصوى وكذلك مع الكويت وباقي دول الجوار ... لا من بان الا الشعب العراقي نفسه واعتمادا على كل طاقاته !
عندما اسقط نظام هدام البلاد والعباد ودخل الجيش الأمريكي محتلا لوطننا ... لم تأتي عملية الولاده القيصريه للادارة العراقية الجديده، التي ادارها الاحتلال الامريكي، بوليد جديد متمثلا بعراق ديمقراطي فدرالي موحد يحترام فيه حقوق ومصائر كل الاقوام والاديان والطوائف، ويضمن الحقوق الكامله للشعب الكردي في تقرير مصيره بنفسه، ولا بوليد متكامل البنى اللازمه قابل للحياة بقواه الذاتيه، ولا بوليد ناضلنا من اجله جميعا ... بل يمكننا القول اننا هدمنا الجزء القليل الباقي واستبدلناه بفوضى عارمة اجتاحت البشر والشجر والحجر ... هذا كله هو ما انتج لنا الاميه والجهل والمرض المتلازمه الثلاثيه للبلدان الفقيره. كم كانت احلامنا، ونحن في المعارضة، وردية.
يجب علينا رغم قساوة الكلمات ان نواجه الحقيقة المرة والمتمثلة برفضنا بعضنا لبعض مهما حاولنا للتغطيه على ذلك. شعبنا ذكي ويدرك هذه الحقيقه. ولا بد من وقفة مع النفس صادقة. لنستقرء القادم من الايام فأما ... وأما ... فأبنوا على ذلك وبسرعه. نقطه راس سطر. لا يمكن إبقاء المريض في صالة العمليات ونحن نعمل تقيطعا به بدون ان نقرر انريد ابقاءه على قيد الحياة ام نجلعه جثة حيه نتعلم عليها دروس التشريح !
الاستحقاق الجاد الان امامنا والذي يتطلب اجماع الكل عليه مهما كانت شروطه مؤلمه ويعتبرها البعض مجحفه تتمثل بالخضوع التام للدستور كونه الوثيقه الاساسيه التي اجتمعنا حولها قبلنا بذلك ام لم نقبل ... نعم التعديلات الدستوريه مطلوبه ويجب ان تسير جنبا الى جنب مع الطاعة التامة للدستور ... هذا هو حجر الأساس الأول والأخطر اطلاقا لبناء وطن جديد يرسم ملامحه شعب فريد في العالم كله بتلاوينه وبتاريخه العريق والممتد الى عشرة الاف سنة في التاريخ ... بحضاراته العظمى التي شغلت كل العالم بها ... لا يوجد امامنا الا البدء بهذه الخطوه أولا. عاجلا، عاجلا !
المهمة الثانيه التي علينا إنجازها هو تحديد الخارطه السكانيه الاثنية والعرقية لضمان إعطاء كل ذي حق حقه واحترام نتائج عملية المسح السكاني والسكني، الاقتصادي - الاجتماعي العام للعراق. هنا يجب ان أؤكد على الضرورة المطلقة لهذا المسح فقط وليس للمسوحات القادمه : ان يشمل هذا المسح التحديد والتعريف بالهويات القوميه العرقيه الاثنية والدينية والطائفيه. ويجب ان لا نخاف من الخوض في هذا الامر، الذي من جانب يمس مباشرة بالهوية الوطنية العراقيه التي سيمنحها مثل هذا التحديد ومن جانب اخر سيشكل القاعدة البيانيه لرسم خرائط إعادة بناء وطن مهدم وتثبيت المهام الانية والمتوسطه والبعيده لاعادة بناء الانسان والارض شرط ان تعتمد هذه الخرائط لتشخيص رؤية مستقبلية واقعيه ورسم برامج تنموية سليمة من اجل بناء بنية تحتية رصينه يبنى عليها حلمنا الجماعي المستقبلي لوطننا وشعبنا.
هاتين المهمتين المتلازمتين ستتطلب تضحيات جسيمة وصعبه لكل قطاعات شعبنا لسنين عديده قادمه وهذا ثمن علينا دفعه ( مرة واحدة فقط ، لا اثمان متتالية كل يوم ! )حتى نبدء برؤية الاجنة التي زرعناها وغرسناها لتقطفها الأجيال القادمه. ان هذه التضحيات ستسجل بمداد لا يمحى من المجد وسيشكل في عظمته وتفرده بمسلة حمورابي, انها اسطورة جديده تؤرخ لمئات من السنين القادمة : مسلة وطن جديد لشعب اصيل.
نعم، من المهم الان، وهذا سابق كما اتفقت على ذلك كل قوى شعبنا الوطنيه الحيه، وليس قوى التخاذل والتأمر والفساد والخيانه العظمى للوطن والشعب، تحقيق عقد جماعي مشترك من كل كيانات البلاد القوميه والعرقيه والدينيه والاثنيه والمناطقيه لاخراج بلادنا من الهجمة الشرسه للقوى الإرهابية الوحشية البربرية الهمجية. هذه المهمة من المفهوم انها انيه وعلى قدر كبير من الأهمية والضروره.
لا مخرج من الازمة من دون عقد مؤتمر وطني عام يدرس ويقر هذه المهمة والمهمتين السابقتين. مجلس النواب لمفرده لا يكفي لضرورات التمثيل الشامل والمتكافئ والحقيقي-الواقعي لكل مواطني بلدنا. وانه لزام علينا ان نتصدى للهمجية البدوية والعشائرية والقبلية ونظمها واعرافها والتاكيد على خضوع الكل لمنظومة القوانين العراقية السائدة والشاملة للجميع فلا يمكن الاستمرار في الأوضاع الحالية التي تضع كل انسان عراقي خاضع لثلاث منظومات أخلاقية قانونية: النظام القانوني السائد والمستند على الدستور الدائم أولا ومنظومة الشريعة الدينية ثانيا وثالثا منظومة الأعراف البدوية العشائرية القبلية.
ان التهاون في دراسة هذا الامر، وبجدية وسرعة ضروريتين، سيوقعنا في تجريبيات جديده لمسنا على امتداد اكثر من عقد من الزمن نتائجها الكارثية على الوطن والشعب والانسان.
لا نريد مزيدا من هذه ( الثمار التي تغص بها قلوبنا وانفسنا قبل افواهنا ) سئمنا !
لا خيارات أخرى، لا تجريبيه جديده ستنقذ الوطن والانسان العراقي. ... هذه خياراتنا الان ولا مناص من النهوض بها : فاما مجدا نجني او لعنات تدوم سرمدا لا ينقطع.
اقولها وبكل مسؤولية : كفى ! ... لنستعيد وطن ! لننقذ الانسان !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب