الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يضحكون وراء القضبان فقط

حازم العظمة

2005 / 9 / 11
الارهاب, الحرب والسلام


لماذا الأصوليون وراء القضبان مبتسمون أبداً ، يبدون في الصورِ ضاحكين و كأنهم يتبادلون نكاتاً لا تستطيع أنا و أنت ، ونحن نراهم هكذا بسرعة عبر التلفاز، أن نحدس ما يمكن أن تكون
ثم ربما لو عرفنا ما تكون فلن نجدها مضحكة إلى هذا الحد أو ربما لن نجدها مضحكة البتة َ ...
أو أنهم لا يتبادلون نكاتاً إطلاقا ً ، هم يضحكون أو يبتسمون حسبُ
لماذا يضحكون وراء القضبان ، و هم خارجها متجهمون أبدا..ً. في القرى و في الأرياف وبين الناس في الشوارع و في المساجد و أمامها ، بجلابيبهم و كوفياتهم أو بأثوابهم القصيرة و باللحى و الشاربين الحليقين ...أو باللباس المدني و الطلعة المتمدنة سواء ً .. متجهمون أبدا ً، إذ يبشرون ، و ينذرون بالويل و الثبور و يعدون ، من لا يتبعهم، بالحريق و بالعذاب مقيمين فيه أبدا
ثم لاتفترّ و جوههم و لا عن طيف ابتسامة و لا حتى عن ظل لها ...، حتى وهم يبشرون المؤمنين بجنات النعيم
بالحوريات ، وبأنهار الخمر و العسل و الحليب ، حتى في هذه اللحظات المشرقة التي لا بد فيها من أثر للصور التي لا بد تعبر في مخيلاتهم لا يبتسمون .. و لا يعبر في المحيا المؤمن ذلك النور الذي تنتظر ، و الإشراق الذي تنتظر ، في حضرات نورانية كهذه ...
هل ثمة ما يضحك في أن يكون أحدهم في مواجهة محكمة ربما تحكم عليه بالإعدام ، بالسجن المؤبد على الأقل
بتهمة القتل الجماعي ، في مرّات، و التدبير للقتل الجماعي ...
هل يضحكون على ضحاياهم ، ضحاياهم الذين سقطوا بالعشرات على الطريقة المصرية و على الطريقة الجزائرية و قبلها على الطريقة السورية و مؤخراً على الطريقة العراقية ، في كل هذه القضايا بدا المتهمون وراء القضبان يتبادلون ضحكا ً كثيراً
هل يمكن أن تكون "نجوميةُ "ما ، هل لأن واحدهم أصبح" أحداً ما " ، بهذه الطريقة .. و أنه بعد أن كان مُهملاً
و قانطا ً و ربما مطاردا ً ها هو الآن أمام العدسات و تحت الأضواء ...
السفاحون أيضاً ، من دون أن يكونوأ متدينين ، لهم الضحكة ذاتها حين يمثلون أمام القضاة ، من يسمون بـ "القتلة المتسلسلين " serial killers ، هل أن هؤلاء و أولئك كانوا يسخرون من المحكمة ... ،هل لأن من يحاكمونهم "زائلون "، بالمعنى اللاهوتي طبعاً ... ، فيما هم "باقون "، بل ومقيمون في جنات النعيم أو على وشك أن يصيروا كذلك ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المكسيك: 100 مليون ناخب يختارون أول رئيسة في تاريخ البلاد


.. فاجأت العروس ونقر أحدها ضيفًا.. طيور بطريق تقتحم حفل زفاف أم




.. إليكم ما نعلمه عن ردود حماس وإسرائيل على الاتفاق المطروح لوق


.. عقبات قد تعترض مسار المقترح الذي أعلن عنه بايدن لوقف الحرب ف




.. حملات الدفاع عن ترامب تتزايد بعد إدانته في قضية شراء الصمت