الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفاعل والفعل والمفعول به

هاشم عبد الرحمن تكروري

2015 / 1 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


الفاعل والفعل والمفعول به
لماذا نحن أُمة المفعول به؟ سؤال يدور في ذهني ليلاً نهاراً، أجد له جواب في الغرب المُستعمر، والصهيونية العالمية، وزمرة الموظفين المستعربين التابعين لهم في الأقطار العربية ،والذين يحملون رتبة رئيس؛ ورئيس وزراء؛ ووزير؛ ومشير؛ وفريق؛ ولواء؛ وحاشيتهم المُنتفخة، فالغرب المستعمر يبحث عن أي بقعة على الكرة الأرضية تحتوي من الموارد ما يدعم بها وجوده وسيطرته على الآخرين، والأرض العربية مثال مُتَجلي الوضوح لهذه المعادلة، فمن النفط المادة الرئيسة للطاقة في العالم، إلى الموقع الاستراتيجي الذي يتحكم بأهم الممرات والمضائق البحرية، إلى القيمة الدينية والمتمثلة بكونها مهبط الوحي والرسالات السماوية، ومنبع الحضارات البشرية، هذا كله جعل من هذه الأرض قبلة لأنظار العالم بأجمعه، فالجميع يحاول أن يجعل له فيها موضع قدم لضمان مصالحه، وهذ أيضاً الذي جعل من الأرض العربية قصعة طعام تتداعى عليها الأكلة، والمميزات السابقة من المنطقي أن تجعل من المنطقة العربية رائدة وقائدة للركب الحضاري والأخلاقي والعلمي والصناعي والتكنولوجي في العالم، وهذه الحقيقة لم يَغفل عنها المُستعمر منذ العصور الوسطى، فسعى للسيطرة عليها بكافة الوسائل تحجيماً لها وسيطرة على مواردها من جانب آخر، وليس ادل على ذلك من الوثيقة التي صاغها اللورد هنري كامبل رئيس وزراء بريطانيا بين عامي (1905 – 1908)، وبعث بها إلى الجامعات البريطانية والفرنسية لدراستها، وقد أصدرتها هذه الجامعات عام 1907 تحت اسم "وثيقة كامبل"، وهي تتضمن خطة غربية تتيح للمُستعمر الغربي استمرار السيطرة على الوطن العربي- من بين مًخطط اشمل يهدف السيطرة على العالم-، وقد بقيت هذه الوثيقة حبيسة الأرشيف البريطاني، وترى الوثيقة: أن من واجب الدول الغربية أخذ الاحتياطات والإجراءات لمنع أي تقدم محتمل لهذه المنظومة الثقافية أو إحدى دولها لأنها مهددة للنظام القيمي الغربي، ولا بد من التعامل معها وفق الإجراءات التالية.
1. حرمان دولها من المعرفة والتقنية وضبطها في حدود معينة.
2. إيجاد أو تعزيز مشاكل حدودية متعلقة بهذه الدول.
3. تكوين أو دعم الأقليات بحيث لا يستقيم النسيج الاجتماعي لهذه الدول، ويظل واقعها مرهوناً بالمحيط الخارجي.
4. إيجاد أنظمة حكم حليفة لها في دول تلك المنطقة.
5. أيجاد جسم غريب يمنع التواصل الجغرافي بين دول المنطقة.
والمتابع للسياسة الغربية فيما يتعلق بالوطن العربي منذ ذلك التاريخ يجد أن هذه الوثيقة أسست لوعد بلفور عام 1917 بمنح وطن قومي لليهود في فلسطين، وإقامة دولة إسرائيل في قلب الوطن العربي كجزء من منع وحدته وتقدمه، كما أسست لاتفاقية سايكس – بيكو بتقسيم الوطن العربي إلى مناطق نفوذ بين بريطانيا وفرنسا وفرض الانتداب والاحتلال عليها كما منحت إيطاليا حق استعمار ليبيا، وهي التي ساهمت بفعالية في مقاومة نجاح أي مشروع نهضوي عربي أو إسلامي، ولقد قامت السياسة الأمريكية تجاه العرب منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية على المبادئ الأساسية لهذه الوثيقة مع الفارق بإحلال السيطرة الأمريكية محل السيطرة الأوربية بعد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 ، ولو توقفنا عند بنود هذه الوثيقة نجد أن السياسة الغربية عملت على مدى مئة عام على تحقيق مضمون بنود هذه الوثيقة، فعلى صعيد المعرفة والتقنية، بقي الوطن العربي يعاني من ضعف وتراجع في هذا المجال، وقد واجهت الدول الغربية أي محاولة جادة للنهوض في الوطن العربي بعمليات اجهاض متواصلة، فقد واجهت مشروع عبد الناصر النهضوي فيما يتعلق بوحدة العرب ونهضتهم كما واجهت مشاريع التنمية التي توفر لمصر بنية تحتية للتقدم حتى وجهت لها ضربة قاتلة في هزيمة حزيران عام 1967، كما واجهت جميع المشاريع العلمية التي حاول العراق امتلاكها إما بتخريب المراكز العلمية وضربها كما فعلت إسرائيل بضرب المفاعل النووي العراقي في بدايته أو بتهديد العلماء وخطفهم وقتلهم أو بإغراء بعضهم لهجرة وطنه واستمرت في ذلك حتى احتلاله عام 2003، وقد سعت عن طريق الحكام السماسرة على شعوبهم إلى احباط أي محاولة للنهوض الحقيقي في كافة اقطار الوطن العربي، ونرى أيضاً باتفاقية سايكس – بيكو بين بريطانيا وفرنسا الموقف الأكثر خبثاً تجاه الوطن العربي، حيث قُسم الوطن العربي إلى مناطق نفوذ واحتلال فيما بينها، وأجهضت مشروع إقامة دولة عربية في سورية بعد نجاح الثورة العربية عام 1916، رغم الوعود التي كانت قد قطعتها للعرب وقابلتها باحتلال الدول التي كانت تشكل نواة هذه الدولة ولم تكتفي بذلك بل عززت التجزئة ووضعت الحدود المُصطنعة، وتركت بعضها عرضة للخلافات بين الدول العربية، أو بينها وبين دول الجوار، وعلى صعيد الأقليات بذلت الدول الغربية جهوداً لتشجيع الانقسامات داخل المجتمعات العربية فشجعت الانقسامات الطائفية والقومية في العراق، والنعرة الدينية بين المسلمين والأقباط في مصر، وبين الشيعة والسنة في البحرين ولبنان ، وبعد ذلك أتت علينا السيدة كونداليزا رايس بسياسة الفوضى الخلاقة لتفتيت المُفتت، وتمزيق المُمَزق، وهذا بوادره ظاهرة فمن تقسيم السودان إلى شمال وجنوب والعمل علي انتزاع دارفور منه، إلى الحرب الدائرة في سوريا والتي تهدف إلى تقسيمها إلى دويلات عرقية، إلى اليمن الذي مزقته الحرب بين الأحزاب المتصارعة على الحكم، وأخيراً سيطرة الحوثيين على مقاليد الحكم فيه، إلى الحرب في الصومال، وقبل ذلك الحرب الداخلية في الجزائر، ومحاولات الانشقاق في المغرب من قبل جبهة البوليساريو، وغيرها الكثير الكثير، ولا نستطيع إحصاء ما يعتمل في هذا الوطن من مؤامرات تستهدفه وتستهدف وجوده في هذه السطور القليلة، ولكن نقول لابد من وقفة حازمة اتجاه ما يقع بحق هذه الامة تتمثل باتفاق احرار هذه الامة وعلماؤها على استنهاض الأمة لتغير المسار المرسوم من الغرب إلى مسار مرسوم بأيدي أبناء هذه الامة يقوم بإعادة الهيبة والمكانة التي تستحقها، ولعلّ باستحضار نموذج صلاح الدين الأيوبي الذي وضعه هو وكبار علماء الأُمة لتحرير الأرض العربية والإسلامية العلاج المناسب لمِا نحن فيه، مع اجراء بعض التعديلات عليه ليتناسب مع الزمان الذي نحيا به.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية يؤكد تمسك حماس بدور الوسطاء للتوصل لاتفاق متكامل لإنهاء


.. قرار الجيش الإسرائيلي بشأن -الوقف التكتيكي- لأنشطته العسكرية




.. الولايات المتحدة .. قواعد المناظرة الرئاسية | #الظهيرة


.. في أول أيام عيد الأضحى.. مظاهرة قرب السفارة الإسرائيلية بعما




.. بسبب منع وصول المساعدات.. غزيون يصطفون في طوابير طويلة من أج