الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق و تحديات المستقبل

منير عيسى

2015 / 1 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


أن املي كبير بأن نتحلى بالحكمة وحب الوطن , ونوحد جهودنا لنسير بالاتجاه الصحيح لتحرير وادي الرافدين من مجرمي القرون الوسطى , ومن اولئك المسؤولين , الذين تسببوا عن قصد او بلا قصد في تخريب الوطن , و تمزيق نسيجه الاجتماعي من خلال السياسة الطائفية و نهج المحاصصة , وتجويع الشعب , و اذلال الجماهير و دفعها للهجرة خارج الحدود بسبب الخدمات الهزيلة وفقدان الامن و الامان , بالرغم من ان العراق يمتلك الكفاءات العلمية , و الموارد الاقتصادية و الامكانات المادية والبشرية و الموقع الحضاري , و ينام على بحر من النفط , و تكفي موارده الهائلة لجعل الوطن في مصاف الدول المتقدمة و المتطورة , و قوة اقليمية في الشرق الاوسط يحسب لها الف حساب , لو توفرت النوايا الصادقة , و الاخلاص للشعب , والايمان الحقيقي بالقيم السياسية و الدينية و الاجتماعية و التي جعلها سياسيي الصدفة منذ سقوط الديكتاتورية والى اليوم , كليشة بهدف الوصول الى المناصب و الى السلطة و تقسيم الغنائم و نشر الفساد السياسي و المالي و الاداري و المحسوبية و المنسوبية و الشركات الوهمية , وبدعم من دول خارجية ولحسابات خاصة بها وبمصالحها الانانية والتي لا علاقة لها بالقيم والاخلاق والمبادئ التي تدعو لها تلك الدول في اعلامها الكاذب , حيث انها لا تريد لعراقنا الخير و التقدم , رغم بريق شعارات الديمقراطية وحقوق الانسان التي تتحفنا بها ليل نهار, ولكننا عندما نرى الوقائع و التفصيلات , خاصة واننا نعيش في عصر المعلومات والانترنيت والقرية الكونية , نتوصل الى استنتاج , بأنه لولا دعم هذه الدول , للارهابيين القادمين من الخارج , ولولا دعمها للسياسيين الفاسدين بالداخل , لما وصلنا الى ما نحن فيه اليوم من خراب تسبب بتدمير الاقتصاد الوطني و اسس الدولة العراقية , و اشاع الكراهية و روح الانتقام و الضغائن و الاحقاد بين الطوائف و الاديان و القوميات , رغم الشعارات البراقة التي يرفعها الجميع , و التي تزايد بها الاحزاب السياسية على بعضها البعض في مواسم الانتخابات , دونما تحقيق نتائج عملية تذكر , ليراها الشعب , و لتنعكس في حياته اليومية بشكل رفاهية و امن و امان و خدمات و فرص عمل وتعليم و رعاية صحية وبناء الطرق و المدن و تحسن الوضع الاقتصادي و مكافحة الفساد بأنواعه , وارتفاع الوعي الاجتماعي والسياسي والثقافي والحضاري , هذا اذا لم يحصل العكس , فنحن اليوم بالعراق نرجع الى ثقافة العقلية العشائرية , بدل دولة المؤسسات والعلم والقانون والدستور , في وقت ترسل فيه الدول المتطورة , سفن الفضاء لاكتشاف الكواكب في المجرات البعيدة
المطلوب من قادة العراق الجديد اليوم ونحن في بداية عام جديد 2015 المزيد من الشفافية , وتطبيق شعار من اين لك هذا, و محاكمة علنية عادلة للمسؤولين والقادة الذين اوصلوا الشعب و الوطن الى الكوارث , المطلوب الولاء الحقيقي لتربة الوطن , و الشعور بمعاناة العراقيين و الطبقات الكادحة , و امتلاك المعرفة و التجربة و الخبرة و الشهادات العلمية لتطبيق شعار , الشخص المناسب في المكان المناسب بالنسبة للقادة الحكوميين و اعضاء البرلمان و العاملين في مؤسسات الدولة , ليتمكنوا من ادارة شؤون الوطن , ادارة الدولة العراقية , بالشكل العلمي و المنهج الوطني الصحيح الذي يخدم رفاهية الشعب , والسلم و الاستقرار بالمنطقة و العلاقات المتكافئة و المتوازنة مع كل دول العالم انطلاقا من المصلحة الوطنية العليا , و ليسترجع العراق موقعه العربي و الاقليمي و الدولي على كل الاصعدة , وذلك بعد ان نبني به دولة للقانون و المؤسسات و العدالة و حقوق الانسان و الحريات الاجتماعية و الدينية
اخوتي الاعزاء لنمد ايادينا بعضا لبعض , و لتتحد كل الجهود الخيرة و من كل الطوائف و القوميات و الاديان في العراق للوصول الى هذا الهدف , و لندعم الاصلاحات التي ينفذها الدكتور حيدر العبادي رئيس الوزراء لنصل الى شاطئ الامان بأقصر فترة ممكنة , و لنعوض شعبنا عن الحرمان الذي عاناه طوال عشرات السنين في ظل الديكتاتوريات و الحروب , و في ظل الفساد بمختلف انواعه والذي ارتدى جلباب القومية تارة , و جلباب الدين تارة اخرى , علما بأن الدين الحنيف برئ منه , حيث أن الدين يدعو الى المحبة و العدالة و التعاون و التسامح و المساعدة و التضامن الاجتماعي , ولنا في سيرة الرسول الاعظم والخلفاء الراشدين , امثلة من التاريخ في ذلك , لا تتسع لها الموسوعات , و لا علاقة للدين ابدا , لا من قريب ولا من بعيد بالتخريب والقتل والذبح والتهجير وثقافة الكراهية التي ينشرها الارهابيين , وليست له ايضا اي علاقة بالفساد بمختلف انواعه , والذي مارسته الاحزاب و المسؤولين الحكوميين و السياسيين في الوطن , خلال العشر سنوات العجاف الماضية , مستغلة مشاعر الجماهير البسيطة من الناس وتقديسها للرموز الدينية , تلك الرموز التي ثارت على الظلم والطغيان والفساد واستغلال السلطة بالمرحلة التاريخية التي عاشت بها , و قادت الامة بنجاح الى مجتمع العدالة و التضامن والمحبة و الرفاه و الانسانية.












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب