الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اي منظومة اخلاقية ردعية وترغيبية نريد ان تسود في المجتمع ؟

علي عبد الرضا

2015 / 1 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


ان مواصلة المضي في تعزيز دور روءساء القبائل والعشائر على النمط الذي مارسه هدام البلاد والعباد والمستلبين الإنكليز في زمن الملكية سياتي بنتائج سلبية على قدر كبير من الخطورة.
القبلية والعشائرية هي منظومات اجتماعية ثقافية فكرية لا من رابط لها بالدين او الاقتصاد او السياسة وهي منظومة اخلاقية ردعية وترغيبية مستقلة وخاصة بها وتقوم على توارث السلطة والتقسيم الطبقي للناس رغم انعدام العلاقات الاقتصادية القبلية والعشائرية كما نعرفه. وهذه المنظومة ليس لها اي أساس في القانون الأساس أي دستور للدولة الاتحادية. و من جانب اخر فان هذه المنظومة ليس لها اي ارتباط بالمنظومة الاخلاقية الردعية والترغيبية المتمثّلة بالقوانين السائدة التي تنظم العلاقة بين السلطة والنَّاس وما بين الناس أنفسهم والعلاقات في المجتمع ككل. وايضا فان هذه المنظومة ليس لها من رابط بالمنظومة الاخلاقية الدينية المستقلة بنفسها والموجودة في كل المجتمعات حتى الإلحادية.
ومن هنا وإدراكا للتعدديات في المنظومات الاخلاقية السائدة في المجتمع فان ولاءات الناس وتنظيم العلاقات يأخذ شكلا معقدا ومجحفا بالمواطنين بسبب هذه التعددية. والا فكيف يمكن الحكم على امر واحد من ثلاث او اكثر من المنظومات الاخلاقية الردعية والترغيبية ؟
يعني هناك ما تقوله قوانين الدولة وهناك ما تقوله الموءسسة الدينية وهناك ما تقوله أعراف وقواعد وقوانين العشائرية والقبلية.
ان دفع الحكومة العراقية لتعزيز المنظومة القبلية والعشائرية في المجتمع والاستناد اليها وتسليحها وتقويتها سيقوض شيئا فشيئا كل البنية الإدارية في العراق. وهذا نتاج طبيعي لتشتت الولاءات. فلأي منظومة نحن موالون وأي منها هو الاول ولماذا ولماذا؟
المنظومة الدينية والمنظومة الدستورية القائمتين على أساس الإيمان والمواطنة لا تتطلب ولاءات تمزق الارض العراقيه وتفتت وحدتها ووحداتها الجغرافية. في الحين ان المنظومة العشائرية والقبلية اذا ما زاد دعمها وتسليحها ودفعها للعب ادوار اكبر واكبر سيفضي بنا الى نشوء وحدات تواجد جغرافية ذات ولاء للفخذ او للعشيرة او القبيلة المتواجدة على تلك الاراضي وبالضرورة فان الامور ستسير نحو تقسيمات ادارية جديدة لانها ستزيل الحدود ما بين ابناء العشائر والقبائل المتوزعين على وحدات ادارية مختلفة كما هو الحال في التقسيم الاداري الجغرافي لعراقنا.
سيكون من المحتم شيئا فشيئا ان نشهد ظهور ولاية بني كعب وولاية بني خزاعل وولاية قبائل الدليم وولاية الجبور وعدد ولا حرج. سيتشضى العراق على أيدي السلطة الداعمة للمنظومات القبلية والعشائرية الى عشرات من ولايات القبائل والعشائر والأفخاذ والخ. اهذا ما نريد حقا ؟ لا ننسى ان هذه الوحدات الإدارية الجديدة سيحكمها شيوخ يتولون الرئاسة بالتوارث !؟
هل سنشهد بزوغ فجر اتحاد الولايات القبلية ( العراقية ! ... اذا بقي العراق وهذا مشكوك فيه جدا !؟ )
انا لا ارجح ابدا ان يحصل تقسيم للعراق على أساس ديني كما تدفع له الادارة الامريكية وملوك وأمراء وشيوخ الخليج الفارسي ( اسمه هكذا تاريخيا ومثبت في كل الخرائط الدولية المعترف بها من كل المنظمات الدولية وفي مقدمتها الامم المتحدة ) والسلطنة العثمانية التركية الأردوغانية.
الاكراد سيحصلون على دولتهم وسيواجهون المعضلة نفسها نظرا لدفع بعض القيادات الكردية الى تعزيز الأواصر والولاءات العشائرية والقبلية. وهم اي الاكراد غير معنيين بما ستؤول له الامور في باقي ( العراق) الا بمقدار ما يؤثر على مصالحهم... انها المصالح ايها السادة.
والمكون السني سيكون الرابح الاكبر والمطلق من انشاء الولايات العشائرية والقبلية وسيسهم تسليح العشائر والقبائل في التعجيل بإقامة الولايات الجديدة في المناطق ( السنية )
لا توجد اي طائفية في قولنا بالسنة او شعبوية بالقول بالكردية. انها محاورة مفتوحة شفافة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظومة الصحة في غزة الأكثر تضررا جراء إقفال المعابر ومعارك


.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة في تصعيده مع إسرائيل




.. ما تداعيات استخدام الاحتلال الإسرائيلي الطائرات في قصف مخيم


.. عائلات جنود إسرائيليين: نحذر من وقوع أبنائنا بمصيدة موت في غ




.. أصوات من غزة| ظروف النزوح تزيد سوءا مع طول مدة الحرب وتكرر ا