الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحمد لله ان مباراة العراق اليوم ليست مع ايران ايضا

علي عبد الرضا

2015 / 1 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


الدكتور علي عبد الرضا طبله
تقام اليوم مباراة في كرة القدم بين الفريق الوطني العراقي واحدى الفرق الاسيوية ( حقا لا يعنيني من يلعب مع من، ما يهمني هو ان أرى فريقين يلعبان مباراة جميلة بندية متميزة تعطي للعبة إضافة رائعة ) والحمد لله ان مباراة اليوم ليست مع ايران أيضا. فأن الأجواء التحريضية وروح الحقد والكراهية والنفس العنصري الشوفيني الذي رافقها من الجانب العراقي من بعض السياسيين وبعض من الجمهور وان كان عددهم كبير جدا قد فاق كل التوقعات. واضافة لذلك فقد سقط حوالي المئتين بين قتلى وجرحى جراء تطاير العيارات النارية التي اطلقها البعض في الهواء احتفالا بفوز العراق ( على الفرس المجوس الصفوية الزرادشتية الرافضية الشيعية ... الخ الخ ! )
رحمة بناسنا ... ارجوكم ...
واعلموا ان في كل امة امتين ... مقولة لطالما سمعناها. فلا يمكن ان نقول ان امة ما هي الشر كله ولا يمكن ان نقول عن انقسنا اننا الخير كله.
ايران حاليا وبلاد فارس منذ القدم هي ارض ملاصقة لبلاد الرافدين ومنذ ملايين السنين شئنا ذلك ام ابينا. وشعبها مجاور لشعبنا رغما عن انفنا.
ولأجل حل عقدة الكراهية والحقد الاعمى المتجذرة بلا معنى في النفوس بين العديد من العراقيين أرى ان امامنا طريقين :
الأول ان نقبل بهذا الوضع ونحسن التعامل معه لأجل مصلحة شعبنا ووطننا أولا. او... وهنا نحن امام امرين، اما ان نهاجم ارض فارس ونمحي شعوبها عن بكرة ابيها ونقوم باستيطان ارضها ونسميها حينئذ عراقستان الشرقية ! او نغرقها بالمياه وتصبح لنا منفذا على البحر عظيما بعدما سلم صدام برعونته كل منفذ لائق بوطننا الى الكويت التي ابتليت بعدوانه كما ابتليت ايران الجارة باعتداء أثم مجرم من هدام البلاد والعباد. والمفجع حقا ان الغالبية العظمى من المناطق الشمال غربية والمناطق الغربية ويقف معهم اتباع أبو صرخة ومن لف لفهم من اتباع النكرات الاخرين ما زالوا يستعرون حقدا وينفثون سما تجاه ايران ويتهمونها بانها قتلت شبابنا في الحرب العدوانية التي شنها المقبور صدام على ايران ! وكأن الجيش العراقي قد هاجم ( العفو دخل في نزهة ! ) الأراضي الإيرانية لا بمئات الالاف من الجنود ولا بماكنة عسكرية ضخمة دعمها الشرق والغرب وانما بريش النعام وان ايران حتى وان نكون نحن من هاجمها فتبقى رغم ذلك معتدية جائرة بحق الجوار وعليها ان تترك منطقتنا وترحل الى حيثما تشاء شرط ان لا تجاور بلدا عربيا !
والثاني هو ان نحزم حقائبنا نحن ونلم كل اطراف تربة وطننا ونحمل كل شيء معنا ونرحل الى مكان اخر حيث نتوسم وجود شعوب لا تعادينا !
ولكنه واجب علي ان اذكركم ان تهجير او حتى قتل خمسة ملايين او اقل اصبح في زماننا اسهل بكثير بما لا يقاس من تهجير او إبادة ثمانين مليونا، فتمعنوا !
الامر على كوميديته محزن وخطير جدا ...
ان ما يتفتق في عقول العديد من مثقفينا تجاه الموقف من فارس-ايران يحمل سياسات على درجة مهولة من الخطورة لا يجب علينا التساهل في مقاربتها.
في كل امة امتين. الا ينطبق هذا الامر علينا وهدام البلاد والعباد قد استفاد من هذا النفس الشوفيني المغرق في حقده الاعمى غير العقلاني بتاتا وشن حربا ضروسا على شعوب ايران لمدة ثمانية سنوات كانت الضحايا فيها قد تجاوزت المليونين والغالبية المطلقة هم من عمال وكادحي وشغيلة الشعبين ولد الخايبه ومارست القوات العراقية الاعتداءات الجنسية المشينة بأطفال واولاد وفتيات ونساء وحتى رجال المناطق التي احتلوها. وسرقات عظيمة. وقتل بالأبرياء مهول بلا مبرر الا لكونهم فرس!
انا لا أتكلم عن النظام السياسي في ايران بتاتا. ما يهمني هو مصلحة الشعوب عربية كانت ام فارسية او اية قومية أخرى ومن أي دين كانوا مسيحيين ام مسلمين او اية ديانة أخرى. فرفقا بشعبنا اتوسل اليكم. ( ولكن بربكم من وقف مع العراق منذ دخول داعش الى العراق والى الان اليس هم كما تسمونهم الفرس العجم المجوس الصفوية الراقضية الشيعية الإيرانية الكفرة ! )
لقد اصبح التهجم على ايران ورقة رابحة بيد العديد من السياسيين لكسب تعاطف أمريكا والغرب وحتى إسرائيل معهم ولأجل احداث تغييرات عميقة في طبيعة النظام السياسي في العراق اتفقنا معه ام اختلفنا وبعيدا عن السياقات الدستورية.
كفى حروب وعداوات ...
نعم للوئام والصداقة بين الشعوب ...
لنكن انسانيين ولو لمرة واحدة مع الفرس الصفويين المجوس (!) ...
في بلاد فارس شعوب عريقة في حضاراتها كما في بلاد الرافدين شعوب عريقة بحضاراتها. نفي الاخر او الغاءه لن يجدي نفعا ابدا لا وبل هو ضار جدا اذ يصدر من المثقفين الذين يتلاقف الشعب كلماتهم.
رحمة بناسنا ارجوكم ...
كفى لعبا بالنار !
ان تشعل حريقا هائلا مدمرا فهو امر سهل وسريع وممكن جدا ولكن ان تطفئ الحريق فأنه امر صعب وقد يكون أحيانا مستحيلا ...
تدبروا الامر قبل ان تخرج الأمور من الايادي ... فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ( وان انا اشك جدا جدا جدا بإمكانية ندم القوم لسبب بسيط انهم قد ركبوا رؤوسهم وبلا رجعة، الا اذا حصلت مأساة كبرى بأبعاد لا يتصورها عقل انسان فاهم فهندها ستصى بعض وليس كل الرؤوس السكرانة حتى الثمالة بمشروب الحقد والكراهية والبغضاء ! )
...
من يكره من؟ من يحقد على من؟ من يبغض من؟ من المعتدي ومن المعتدى عليه؟ من القاتل ومن المقتول؟ من المحتل ومن المستلب؟ من ساعد العراق ضد داعش ومن ساعد داعش على العراق؟ من ينشط السوق العراقية بأموال ملايين الوافدين الدينيين؟
( عراق كه مال خودمونه ) هذا صحيح وهم لم يقولوا ابدا ( عراق مال خودمونه ) فلماذا اشعال الحرائق المهولة اذا كنا نفتقد كل أجهزة إطفاء الحريق !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب