الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة شهرزاد........الى بغداد... في زمن الفساد /2

هادي حسين الموسوي

2015 / 1 / 26
كتابات ساخرة


نامت شهرزاد في سرير غريب لا يشبه سريرها لكنه مريح ........ اين هي الان ؟؟؟؟؟؟؟؟ اين القصر الملكي ...؟؟ اين الخيول التي تجرها العربات ؟؟؟ كيف تشتعل هذه القناديل وهي في اعلى الجدران من يوصل لها الزيت ويسرجها؟ ارتعبت في هذا اليوم لرؤيتها شاشة العرض(التلفزيون) وفيها اناس يتحركون والموبايل والثلاجة والغسالة والتكييف ... يومها انقضى بالرعب الممزوج بالدهشة ...... ولم تجد تفسيرا لما رأت!!! شهرزاد متحصنة بالصبر والاناة لذلك ابتلعت خوفها مما صادفته في اول يوم حياتها في بغداد 2015 وتذكرت سبب رحلتها عبر الزمن من اجل الملك شهريار الذي أرجأ قتلها لتوافيه بقصص عن بغداد بعد عدة قرون من الزمن ...... شهرزاد تمنت لو انها لم تاتِ وتصطدم بواقع مرير ......... ركزت ببصرها للوحة ملصقة بالجدار قال صاحب الصوت المبحوح انها (تلفزيون) وشاهدت رجل وفتاة يتكلمان العربية بداخل اللوحة...... اصغت اليهما كانا يتحدثان عن تفجيرات ومفخخات وقنص ولم تفهم لكنها رات دماء مسفوحة على الارض ومبانِ مهدمة وصخب وكتل مستطيلة تسير من دون خيول تسحبها (سيارات الاسعاف ) يضعون فيها اجساداَ مضمخة بدمائها ...... قدحت براسها استنتاجات مفادها :ــ هذه المشاهد المؤلمة بسبب وجود المحتل والحكام والحاقدين على ابناء البلد المساكين حسب وصف صاحب الصوت المبحوح....... قال المذيع :ــ ان حكومتنا الوطنية ستحارب الارهاب والفساد المالي والاداري وستطرد داعش من ارض العراق الطاهرة ...... وان الوطن سيسترد عافيته ...
شهرزاد اسلمت نفسها لنوم قلق ......... وتعرضت لابشع الكوابيس لتصحو على الصوت المبحوح : ــ جئت لك بكتاب يحوي بين دفتيه احباطات السنوات العشر وما تضمنته من مآسِِ ....... يمكنك العودة الى زمنك الان ....... لتتجنبي الكوارث التي تصيب ابناء الوطن الان ....... انا متأكد من شهريار سيبكي علينا بعد كل قصة ( غصة ) ترويها له ....... قالت له :ــ انه كتاب ضخم ....... قال هو كذلك والاضخم منه الحوادث الجسام التي فيه ... اذهبي الان فهذا الكتاب لن تنجزي قراءته الا بعد عشر سنوات ....... يكون فيها شهريار من ضيوف القبور .. وتكوني بمأمن من السيف ....
قبل ان اذهب اود ان اعرف من انت؟؟؟ قال :ــ انا الزمان الرديء ..... كنت جيدا ومعافى في الازمنة المنسلخة ....... اما الان فأنا في اسوأ حالاتي .... حروب وفتن ودماء تهدر واعراض تنتهك ومدن عامرة تتقوض والامنين في بيوتهم يسكنون العراء وغزاة متوحشين وحكومات مأجورة لا تفكر الا بإذكاء الفتن ليخلو لها الجو في السلب والنهب والبطش ...... انا حزين على بغداد ومثيلاتها ..... ارجوكِ اذهبي قبل ان يفسد عقلك ..... واطلبي من الملك شهريار ان لا يضيِق على اهل وطنه كما يفعل هؤلاء ............. قالت سافعل .......
قال اغمضي عينيك وافتحيها بعد لحظات ستجدين نفسك على طرف سرير شهريار لتحكي له احداث الليلة الاولى ....... اغمضت شهرزاد واحست ان ثمة امر حدث ... فتحت عيناها ..... انها في غرفة الملك شهريار ولم يك بادِِ عليه الاستغراب ...
قال لها :ــ هل ستفين بوعدك ؟ قالت اجل يامولاي ...لكني متعبة من السفر الان امهلني لارتاح ... قال الملك ترتاحين من ماذا؟ قالت :ــ من السفر ... تملكته الدهشه :ــ اي سفر هذا ؟؟؟؟؟ قالت :ــ كنت في بغداد سنة 2015....... صرخ بوجهها :ــ ما هذا التخريف ؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!! كنت امس هنا فكيف سافرتِ ؟؟؟؟! سقطت شهرزاد بفخ لا منجاة منه .... كيف ستقنعه انها ذهبت الى بغداد المستقبل لكنها بذكائها المميز استدركت ::ــــ يبدو يامولاي غلبتني الحمى ليلة الامس سامحني ......... عاد الملك لهدوئه :ــ حسنا اريد الايفاء بالوعد ..قالت :ـــ انا طوع امر مولاي الملك .....
(( الليلة الاولى )) قالت شهرزاد :ــ (بلغني ايها الملك السعيد ذو الرأي السديد ان بغداد ستمر بحقبة زمنية عسيرة .... تدنس ارضها جيوش مغيره .. تذهب بها ارواح غفيره ....... فلا يبقى امن ولا امان .... يحيا فيها بخوف كل انسان .... الغزاة هم من الامريكان ... احتلوا ارض السواد .... وأذلوا العباد...)
قاطعها الملك بعد ان اتشح بالحزن :ــ متى سيحدث ذلك ؟؟؟ قالت وهي ترقب عيني الملك الملتمعتان بالدمع :ــ انا فداء مولاي الملك لا احب الدموع في عينيك ... سيحدث هذا في سنة 2003م/ 1424هـ بعد عدة قرون من الان .....احتد غاضبا :ــ وكيف عرفت ؟؟
غرقت شهرزاد ببحر الحيرة فما عساها تقول؟؟ قالت بعد ومضة تفكير :ــ اطلعت على كتاب يسرد مجريات الايام عبر القرون .... لم يستحسن الملك جوابها لكنه امرها بالكلام ........ تابعت حكايتها وقالت (ستتعرض ارض السواد .., الى غزو الاوغاد .. تذل فيه البلاد...وتكثر فيه اللصوص والسراق .... وتخلو من السلع الاسواق ... وانهار من الدماء تراق ... والاحرار الى السجون تساق ... يلي ذلك حكم شذاذ الافاق .... تناوبوا على سدة الحكم .... يأتمرون بامر المحتل كالغنم .... وعرابهم بول بريمر ... ينفذون له ما امر .... غذاهم بروح التنافر ... ودعا للحكم كل ماكر ...
عينا شهريار فاضتا بالدمع السخين وقال لشهرزاد كُفُي ........ لقد ادميت قلبي وفجعتني بأبناء وطني ... ارتبكت وقالت :ــ انني لم احدثك عن وقتنا الحاضر ان ذا سيحدث بعد قرون ........... قال الملك :ــ هم اهلي في كل الاحوال ... حدثيني احاديث مبهجة ..... لا اريد احاديث للاحزان مهيجة
وهنا ادرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الحديث المباح
((للحكاية تتمة ))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل