الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السيسي علي طريق شيماء

الشربيني المهندس

2015 / 1 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


وجاءت الذكري الرابعة لأحداث يناير 2011ميدان التحرير ليس كسابقاتها..
في ظني أن الحشد الجماهيري الذي أسقط رأس النظام المباركي كان مرحلة من مراحل كفاحنا لإجبار الدولة المستبدة على خدمتنا بدلا من أن تسخرنا نحن على خدمتها.
والنتيجة المباشرة أن السياسة لم تعد حكرا على السياسيين، بل أصبح الشعب ممارسا لها ومتعطشا لها. صحيح أن الدولة تحاول أن تحث الشعب على التخلي عن هذا الاهتمام المفاجئ بالسياسة وأن يخلد للراحة وأن يفوض الأمر لأولي الأمر، إلا أنه من المستحيل أن يعود المارد إلى القمقم بعد أن خرج منه..
في خطاب الذكري وعودة الاحتفال بعيد الشرطة وذكري الشهداء قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي محذرا الشباب المطالب بحق التظاهر (أوع وانت بتطالب بحقك إنك تضيعنا )
وكأن القدر كان يخطط له اختبار احتفال الناس بالذكري ونحن في انتظار صدي مقتل سندس بالاسكندرية وشيمماء الصباغ بالقاهرة
والسؤال الحائر لماذا قتلت «شيماء».. وقبلها سندس في ذكري الثورة ؟
السؤال بذاته يجرح الضمير العام المصري والعالمي بل ويشكك فى الحاضر.
من الوهم تصور أن اغتيالها سوف يطويه الوقت.
الزهور تناثرت فى المكان ورائحة الدم سادت أرجاءه بلا سبب أو مبرر إلا أن تكون القوة قد أفلتت من عيارها ودولة القانون ديست بالأقدام الغليظة. بلغة الرموز ذاتها جسدت «شيماء» فكرة والأفكار لا تموت بطلقات الخرطوش ..
وأضاف الرئيس في نفس الخطاب (أنا أحرص واحد علي حقوق الإنسان) وصدقته شيماء وخرجت مع الشباب حاملة باقات الزهور لتضعها علي نصب شهداء الثورة التي يتاجر بها البعض وتتأرجح بين الثورة والمؤامرة ..
جاءت حكايتها كأنها «أيقونة جديدة» تلهم التغيير وتدين كل ممارسة تنتهك القانون وأى تغول على الحريات العامة. لفكرة أن «يناير» حقيقة كبرى يصعب تجاوزها دون أثمان باهظة وأى احتمال لعودة الماضى يفتح أبواب جهنم فى هذا البلد الذى يسعى بالكاد أن يتعافى اقتصاديا وأمنيا..
ووراء الفكرة التي طرحتها مظاهرة الورد السلميه قضية العجز الفادح فى إدارة معادلة «الأمن والحرية».
المعادلة بلا إجابة، كأن الحرية زائدة سياسية يمكن التخلص من صداعها وكأن الأمن بلا سياسة قادر على الوفاء بمهامه.
فى حالة «شيماء» المفارقات مفجعة.. قبلها بيوم قتلت سندس (17 عاما ) بالاسكندرية ولم تكن تحمل سلاحا سوي صوتها ..
فى اليوم السابق لاغتيالها تظاهرت مجموعات مسلحة فى المكان نفسه، والتقطت الشرائط المصورة لمسلحين يطلقون الخرطوش ويروعون المارة دون أن نسمع عن مواجهة رادعة تستحقها تظاهرات السلاح.
أين كان الأمن فى مظاهرات السلاح؟.. هذا سؤال ضرورى.
الصورة ضبابيه وتعدد الصور المتناقضة يصيب البعض بالحول وفقدان الرؤية ..
رغم انتشار الصور وذيوع التفاصيل التى اتهمت الشرطة بقتل شيماء على ألسنة منظمى المسيرة، فإن وكالة أنباء الشرق الأوسط ذكرت أنها وقعت أثناء سيرها وماتت. وسارع أحد المخبرين الإعلاميين إلى القول فى برنامجه التليفزيونى إن الإخوان هم الذين قتلوها للإساءة إلى سمعة الشرطة وإثارة الفوضى. وبثت إحدى القنوات صورة قديمة لمتظاهر يطلق الشماريخ لتوحى بأنه المتسبب فى قتلها. كما ذكرت جريدة «الشروق» على موقعها أن متحدثا باسم الداخلية قال إن الشرطة لم تستخدم الخرطوش لفض المسيرة، وان هناك «أيدى خفية» تسعى لنشر الفوضى. أضاف المتحدث ان المتظاهرين كانوا مسلحين وانهم تعدوا على الشرطة بالشماريخ. إلى غير ذلك من الأصداء التى انطلقت من موقف الإنكار التام لأى مسئولية للشرطة عما جرى لشيماء وزملائها ..
مرة أخري من الوهم تصور أن اغتيالها سوف يطويه الوقت، ففى مثل هذه القضايا تغلب الرموز ما عداها، وما هو رمزى يستحيل أن يوارى أو يدلس عليه..
هل ينقذنا لتتضح الرؤية أن تقف أمام المرآة وترى الحقيقة بلا رتوش فى اغتيال «شيماء
ستقول المرآة بكل وضوح أن ثورتنا إذن ليست ثورة فيسبوك، ولا هي مؤامرة أجنبية، ولا هي محاولة من "شوية عيال" مأجورين ومدربين في صربيا على إسقاط الدولة كما يدعي النظام الحالي وأبواقه الإعلامية في تحليل أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه ضرب من الهوس والهطل.
الحقيقة إننا كشعب في حالة ثورة مستمرة منذ أوائل القرن التاسع عشر، وما ثورة ٢-;-٥-;- يناير إلا آخر مرحلة من مراحل كفاحنا لإجبار الدولة المستبدة على خدمتنا بدلا من أن تسخرنا نحن على خدمتها. السياسة لم تعد حكرا على السياسيين، بل أصبح الشعب ممارسا لها ومتعطشا لها. صحيح أن الدولة تحاول أن تحث الشعب على التخلي عن هذا الاهتمام المفاجئ بالسياسة وأن يخلد للراحة وأن يفوض الأمر لأولي الأمر، إلا أنه من المستحيل أن يعود المارد إلى القمقم بعد أن خرج منه ..
ساعتها هل يفكر الرئيس المصري بوضع اكليل من الزهور علي النصب التذكاري لشهداء الثورة بالميدان ولا يكتفي بتوجيه التحية من علي المنصة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف إسرائيلي على أرجاء قطاع غزة مع اشتداد المعارك في شرق رفح


.. أوكرانيا، روسيا، غزة: هل ستغير الانتخابات البرلمانية الأوروب




.. أوكرانيا: موسكو تشن هجوما بريا على خاركيف وكييف تخلي بلدات ف


.. لبنان.. جدل واتهام للمسرحي وجدي معوض بالعمالة لإسرائيل




.. متاعب جديدة لشركة الطيران الأمريكية بوينغ.. واختفاء مجهول لع