الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


15 -دماء لن تجف- موسوعة شهداء العراق الحلقة الخامسة عشرة هادي المحامي

منير حداد

2015 / 1 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


15
"دماء لن تجف"
موسوعة شهداء العراق
الحلقة الخامسة عشرة
هادي المحامي


{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة "دماء لن تجف" في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}

القاضي منير حداد
زنزانة تضيق بوحشتها، مطبقة من حولي، كأنما أتنفس الموت؛ كي أعيش، في معتقل الفضيلية، أكابد الإحتملات، تعذيبا ليليا، يخترق شغاف الألم، بطعنات نجلاء، تدمي الجسد فتسيل الروح، من مساماته.
لم تطرق الباب، إنما هكذا.. مثل الاثير، هادي علي محمد.. المحامي الفيلي، مر من صفائح الفولاذ التي يعلبنا نظام صدام الجائر.. داخلها.. نتعفن من دون طعام، ومن يموت لا دية له.
شاطرني الزنزانة، في معتقل الفضيلة، سنتين، مثل نفحة رحمانية، تهب من الجنة على نزلاء جهنم، بعدها أخلي سبيلي، وعلمت أنه أعدم وأخوته الثلاثة: منير ونزار وماجد، العام 1987، أثناء تظاهرة، نظموها ضد الطاغية المقبور صدام حسين، داخل "نقرة السلمان"!

زمان آفل
هادي المحامي.. معلمي في مدرسة السجن، هداني من الطب الى القانون، موضحا بأنني سأكون طبيبا، أقل من متميز، لكن في القانون.. "أتوسم بك الالمعية والذكاء الحاد، الذي يضعك بمصاف المشاهير.. لن تكون أقل من عبد الرزاق السنهوري، إعجازا".
إلتزمت نصيحته، وأنا ألمس تحققها، بعد ان أفل الزمان، و"كلمن راح الى حال سبيله.. شي صفة بالغرب وشي صفة بالشرق". مؤكدا انني سأكون شخصية قانونية، تلتزم مدرسة، تؤشرها في تاريخ المهنة، ميدانيا، أما الطب فعالم مغلق على تقدمه الضمني.. "فكن في ما انت أهله، خير لك، من إغواء صيت لن تصيب منه، ما يفوق إستعداداتك".
وفعلا كان ذلك!

الطب والحقوق
إنضم الى الحزب الديمقراطي الكردستاني، بقيادة مؤسسه العظيم الملا مصطفى البارزاني، خلال دراسته في كلية الحقوق (القانون في ما بعد) جامعة بغداد.
إستشهد تاركا بنتين، هما "ئفين ودليفان، جيء بهما لزيارته، في السجن، ولم ارهما ثانية، الا في طهران، العام 1996، بمشيئة القدر، وكلنا هاربون من نظام الطاغية.. أنا وهن وأمهن، مستحصلات لجوءاً الى السويد.. حضرت زواج إحداهن، في إستوكهولم.

فيزياء الجسد
شجاع عنيد.. وسيم.. أبيض، ذو سحنة آرية.. ثلج مضمخ بدفء الشرق، ولد العام 1950 في (الكفاح) المنطقة الأصيلة وسط بغداد، عينه الملا مصطفى.. طاب ذكره، حاكماً لإحدى المدن في كردستان، خلال الثورة الكردية، عاد بعد إنتهائها الى بغداد، العام 1975.
عند تسفير صدام، عوائل عراقية، الى إيران، هجرت عائلته، وإعتقل هو في أمن "الثورة".. المدينة التي قهرت بحمل إسم صدام حينها، ثم نقل الى "الفضيلية" فكافأني الرب، بشرف مزاملته، في زنزانة، كانت تضيق بي، سابقا، وإتسعت أركان القلب بحلوله.
"كردائي.. بارتي" متمسك بمذهبه.. متشبع بأفكار منظر الثورؤة الفرنسية جان جاك روسو، لا يطأطئ رأسه لبشر؛ وأظن جازما، هذا هو سبب مباشر او متوارٍ لتدبير مقتله أثناء الانتفاضة، هو وإخوته.

لشخصيته كارزما نابعة من هيمنة عاطفية، تفيض من عمق وقور.. بتلقائية ومهابة وإحترام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -