الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خلط السياسة بالدين هو سبب كل ما نحن فيه من تخلف

عمرو اسماعيل

2015 / 1 / 27
مواضيع وابحاث سياسية



الإكراه في الدين أي دين .. يخلق منافقين وليس مؤمنين .. ويؤدي الي انتشار ثقافة النفاق والكيل بمكيالين في المجتمع .. وهذه الثقافة هي المسئولة عن انتشار التخلف الحضاري الذي نعاني منه ..
الاسلام وبعد الاعلان العالمي لحقوق الانسان وتزايد موجات الهجرة الي الغرب والشرق حظي بأكبر فرصة في تاريخه أن ينتشر وأن يدعو أتباعه اليه سلميا عبر مراكز الدعوة في كل بقاع الارض .. فهل استفدنا من هذه الفرصة .. هل نجحنا في الدعوة الي الاسلام بطريقة سلمية وهادئة .. للأسف وعبر تطرف قلة من المسلمين .. نجحنا في أن نظهر الاسلام كدين تعصب وعنف .. نجح بن لادن ورفاقه ومشجعيه من شيوخ التطرف .. في القضاء علي مجهود الملايين من المسلمين المعتدلين في الغرب والذين عبر العمل واحترام القانون في البلاد التي هاجروا اليها وعبر التمسك والالتزام بقيم الاسلام المعتدل والوسطي في نفس الوقت نجحوا في أن يكونوا قدوة حسنة ونموذجا جيدا للمسلم والاسلام
بينما نجحت الدول الاسلامية والعربية عبر نظم الحكم المستبدة والفاسدة فيها أن تضرب نموذجا غير حضاري للإسلام .. عبر تحويل شعوبها ومجتمعاتها الي نموذج طقوسي للإسلام ... نموذج يتمسك بالمظهر دون الجوهر ..و يشارك في الحضارة الإنسانية كمستهلك وليس منتج.
رغم أنني لا استطيع الاجابة علي السؤال الصعب من خلق الأخر الله ام الانسان .. فانني اومن بحاجتي الي الله .. ولأنني ولدت مسلما فانا وقت الحاجة اتقرب الي الله بالطريقة التي اعرفها ولكن في نفس الوقت موقن ان من حق اي انسان ان يتقرب الي تلك القوة المعنوية التي يحتاجها أغلب البشر والتي اصطلح علي تسميتها الله او أي اسم آخر. بالطريقة التي تريحه
للأسف إن نقد الاسلام كدين يدفع الي التخلف الحضاري اصبح مسوغا بل ويبدو ضروريا منذ حيلة رفع المصاحف علي أسنة الرماح طلبا للتحكيم وهروبا من الهزيمة العسكرية التي كانت وشيكة لمعسكر معاوية ابن أبي سفيان .. منذ هذه الحيلة التي هي في الأصل حيلة سياسية ابتدعها داهية العرب السياسي عمرو بن العاص .. أخذ الأمر منحي آخر .. ومنذ هذه اللحظة بدأت فكرة التكفير نتيجة اختلاف المواقف السياسية تظهر ويزداد تأثيرها السيء في عالمنا..
لقد سقط الخوارج مع من أخرجهم من جماعة المسلمين في مشكلة النظر للسياسة من منظار الدين. فتحول الانتماء الحزبي إلى انتماء ديني، والخطأ السياسي إلى خلل في العقيدة والمعارضة إلى شق عصا الطاعة والتأييد إلى سنة وجماعة.
منذ هذه اللحظة بدأ الخلط بين ماهو سياسي وماهو ديني ولهذا تحول الخليفة إلى ظل لله في الأرض، وأضحت طاعته جزآ لا يتجزأ من الدين وعصيانه خروجا قد يقتضي الحد الشرعي بقتل من يفكر في ذلك .. كما تحولت أحزاب كثيرة إلى أحزاب إسلامية ترفع شعار الحل الإسلامي، وترفع شعار السيفين مع كلمة أعدوا في وجه خصومهم السياسيين رغم كونهم مسلمين أو مؤمنين حتي لو كانوا غير مسلمين .. لقد اعتبرت هذه الجماعات .. جماعات الاسلام السياسي وعلي راسها جماعة الإخوان المسلمين .. منافسيها من الأحزاب الأخري في عملية سياسية سلمية ,, وكأنهم أعداء الله .. كما تؤكد الآية التي أخذوا منها كلمة واحدة مع شعار السيفين " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ورباط الخبل ترهبون به عدو الله وعدوكم " وهو منحي ينذر بعواقب وخيمة تؤدي الي انتشار العنف بأبشع صوره .. لقد نجحت جماعات الاسلام السياسي برفعها شعارات دينية في معارك سياسية بحته .. تصوير الأمر علي أنه صراع ديني .. من ليس معها .. أو من يصوت ضدها .. وكأنه خرج عن الدين وعن الملة .. هو عدو الله وعدو المسلمين .. كما يؤكد شعار الجماعة الرسمي .. تماما كما أدت حيلة رفع المصاحف علي أسنة الرماح ألي آثارها مازلنا نعاني منها الي الآن .. وتماما كما أدي شعار الخوارج " وما الحكم إلا لله " الي سفك دماء المعارضين بدم بارد رغم إجماع المسلمين علي ورعهم وتقواهم وعلي رأس هؤلاء سيدنا علي ابن أبي طالب .. إمام المتقين ..فهل يجوز أن يدعي إنسان أو جماعة أو حزب أنه يتحدث باسم الله، وهل من المنطق أو العقل أو الدين أن نصف أفكارا انطلقت من الدين على أنها الدين نفسه أو من النص على أنها النص ذاته.
ولقد حدث نفس الشيء في الأديان الأخري في العصور الوسطي.. المشكلة أن العالم كله انتبه الي هذه المشكلة وتأثيرها الضار علي المجتمعات وتطورها،، بينما نحن كمجتمعات وليس أفراد لم ننتبه الي خطورة الأمر.. ألم تجند الكنيسة في تلك العصور آلافا مؤلفة من البسطاء وشحنتهم بعقائد القتل وسفك الدماء، فعانت منهم الإنسانية نفس معاناتنا من الإرهاب الآن ؟ ما الذي جعل الشاب المسيحي في العصور الصليبية يقطع القفار مغامرا بحياته؟ إنه المفهوم الخاطيء للدين والعقيدة التي إذا رسخت في قلب ميت وعقل فارغ دمرت صاحبها وما حوله.،، أنه نفس الأمر الذي يجعل شاب في مقتبل عمره يفجر نفسه في سيارة مفخخة فيقتل نفسه ومعه العشرات ممن قد لايكون لهم أي ذنب أو علاقه بالقضيه التي يعتقد هذا الشاب أنه يدافع عنها..
إن تسييس الدين وإفراغه من قيمه الروحية والإنسانية وتحويله إلى رصيد رمزي للدعاية السياسية أدي إلي تحول الفكر الإسلامي إلى مجرد شعارات جوفاء يغيب فيها العلم وينكمش الفكر الخلاق، و حتي الآن لم تستطع الحركات السياسية الإسلامية إبداع فكر أوسع مدى من فكر أجدادنا العظام من المعتزلة ، وإبداع فكر يضاهي في عقلانيته الفكر السياسي الغربي الحديث،
حتي نتخلص من الاصدارين الصحراوين للاسلام ونرجع به الي دين روحي لايتعارض مع الاعلان العالمي لحقوق الانسان فسيستمر نقد الاسلام كدين اكثر من باقي الاديان التي تقول عن نفسها سماوية او الاديان الارضية بوذية كانت او هندوسية لان اتباعها لا يكرهون أحدا علي التدين الظاهري.
إن حرية العقيدة حق انساني اصيل .. ونقد اي دين أو ايدلوجية هو حق انساني اصيل مثل الدعوة السلمية لهما .. أما العنف او التحريض عليه فيجب أن يخضع صاحبهما لطائلة القانون .. وهذا للأسف ما لايفهمه غالبية المسلمين ونحن في القرن الواحد والعشرين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رد
عبدالله خلف ( 2015 / 1 / 27 - 12:07 )
دائماً ما أرى في الموقع من إتهام للإسلام بالتخلّف!... و ان الإسلام هو سبب التخلّف!... طبعاً هذا كلام غير صحيح .
لذلك ؛ سأوضح نقطة مهمة :
(الملحد العربي) + (المسيحي العربي) =
- جلوس امام (الكمبيوتر) .
- رأس شيشة (معسّل) .
- كأس (شاي) .
هذه هي الحقيقة الواضحة , و سأثبت لكم بالدليل ؛ أن (الملحد العربي) + (المسيحي العربي) ؛ لم ينجزوا أي بحث أفاد البشر .
هل سبق أن قرأ القُراء الكرام عن (ملحد عربي) أو (مسيحي عربي) كتب أبحاث علمية في (دوريه علميه محكمه - peer review) لها (impact factor)؟ .
الآن , هل يرى القُراء الكرام حجتي امام زعمهم؟... هل يرى القُراء الكرام تخلّف (ملاحدة العرب) و (مسيحيّ العرب)؟ .


2 - الدكتور المحترم عمرو اسماعيل
فؤاد النمري ( 2015 / 1 / 27 - 14:27 )

خلق الدين حاجة سياسية وسيموت حاجة سياسية
الاسلام جاء رافعة لدعوة محمد إلى الإصلاح الإجتماعي
لك أن تقرأ (الرسالات السماوية) في موقعي على الشبكة

Marx said ..
criticism of religion is a prerequisite to all criticism

عزيزي عمرو
أنا أحب لغتك وأسلوبك في الكتابة ولذلك تكون الأخطاء اللغوية وهي نادرة شيئاً نافراً


3 - أشكرك أخي فؤاد
عمرو اسماعيل ( 2015 / 1 / 27 - 19:35 )
واعتذر عن أي أخطاء لغوية .. نبهني اليها حتي احاول تلافيها في المستقبل


4 - الدين مختطف من قبل الساسة
Haitham (مسلم قرآني) ( 2015 / 2 / 5 - 04:40 )
عندما تطعن في البخاري مثلا انت تطعن في مذهب اهل السنة الطعن في مذهب اهل السنة يعني فتح باب التشيع والتشيع يعني ايران وايران خطر سياسي كبير عليهم لذلك يستميتون في الدفاع عن الباطل ولو بأي وسيلة كانت من اجل الحفاظ على عروشهم فهؤلاء يستخدمون اموال النفط لنشر افكار خاطئة من خلال بعض المشايخ في مصر وهم معروفين ...فالدين عندهم مجرد اطلاق اللحى وحف الشوارب وحمل السواك والثوب القصير وحبس النساء في خيم والمحافظة على الطقوس والتسبيح بحمد السلطان ..ان فعلنا ذلك ليس بيننا وبين جيل الصحابة الا خطوات يسيرة فقط ..نتيجة كل ذلك نتج مجتمعات متخلفة جاهله عقلها متوقف عند القرن الهجري الاول غير قادرة على استخدام العقل ومواكبة عجلة التقدم فالانسان المسلم للاسف اكثر انسان جاهل على وجه البسيطة وان قمت بنقد الدين اتهموك بالكفر والزندقة علما ان القران قال انا جعلناه قرآنا عربيا لعكلم تعقلون والقران دعا بكثرة الى استخدام العقل والتفكر , لكن استخدام العقل سيفضحهم ويعريهم ......من هنا نستنتج ان الاسلام السياسي لن ينتهي الا بانتهاء النفط؟؟



5 - رد على عبد الله خلف
Haitham (مسلم قرآني) ( 2015 / 2 / 5 - 05:17 )
رد على عبد الله خلف - تعليق رقم واحد : كلامك صحيح اخي الكريم بخصوص المسيحين والملحدين العرب....فالانسان بشكل عام يتأثر في البيئة المحيطة به وكون الانسان العربي المسلم متخلف وجاهل بكل تأكيد سينعكس هذا التخلف والجهل على الملحد والمسيحي العربي ..لكن للأمانة انا ارى المسيحي والملحد العربي افضل بكثير من المسلم العربي ....لان المسلم العربي اشبه بالقنبلة الموقوته يمكن ان تنفجر في وجه اخته او اهله او المجتمع في اي لحظة , اي شخص بلحية وثوب قصير وبسواك مستعد ان يقود مليون مسلم خلفه كالبهيمة تحت مسمى قال الله وقال الرسول .........اما الملحد او المسيحي العربي فهو انسان مسالم واكثر اتزانا من المسلم العربي .........

اخر الافلام

.. بين أنستغرام والواقع.. هل براغ التشيكية باهرة الجمال حقا؟ |


.. ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34388 منذ بدء الحرب




.. الحوثيون يهددون باستهداف كل المصالح الأميركية في المنطقة


.. انطلاق الاجتماع التشاوري العربي في الرياض لبحث تطورات حرب غز




.. مسيرة بالعاصمة اليونانية تضامنا مع غزة ودعما للطلبة في الجام