الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو مجتمع فاعل وسياسة منتجة

خالد الصلعي

2015 / 1 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


نحو مجتمع فاعل وسياسة منتجة
*************************
تجدد المجتمعات رهين بتجدد قواه السياسية والاجتماعية . فالمجتمعات الانسانية باعتبارها كيانات عاقلة وفاعلة لايمكن أن تتطور وتتجدد آليا وعفويا كما تتطور مجتمعات أخرى من جنس آخر ، كمجتمعات النحل مثلا . ولا يمكن انتظار تغيير ما من قبل تدخلات خارجية ، او مبادرات وطنية . بل على المجتمعات القادرة ان تعمل على تجيد بنياتها من داخلها ، وفرض ارادتها على جميع الفراقء ، اقتصاديين وسياسيين بالدرجة الأولى . فهذه التحولات التي نشاهدها ونعيشها اليوم في المجتمعات الأوروبية مثلا ، يكفي للبرهنة على قدرة كتلة اجتماعية معينة على خلق وصناعة المشهد السياسي وتغيير المعادلات والتراتبات الاجتماعية .
وما تفوق حزب سيريزا اليوناني الا تجل آخر لاختراق حزب اسباني آخر مجالات السياسة التقليدية الاسبانية ، والأمر يعني حزب "بوديموس" نستطيع " . وهنا لابد من الاشارة ولو مجازا ، مع العلم أن السياسة في تمظهراتها الكبرى ، لاتعترف بلغة المجاز ، الى القوة الصاعدة لأحزاب اليمين المتطرف بأوروبا . يجب اذن قراءة خرائط التحولات السياسية الأوروبية حسب ما ينتج نسيج المخاضات السياسية بهذه البلدان .
لكن وبتقيد بمنهجية كشف عامل التجديد في الجسد السياسي الأوروبي ، وجب التقيد والتركيز على أن هذا التفوق التاريخي لحزبين صغيرين يمثلان في الأساس طموح جانب هام من الشعبين اليوناني والاسباني ، والذي يمثل الشباب قاعدته الصلبة . فرئيس حزب "بوديموس " السيد " بابلو اغليسياس "لا يتجاوز عمره الأربعين سنة فهو من مواليد 1978 . ورئيس حزب سيريزا "أليكس تسيبراس "من مواليد 1974 . انه سر التفوق ، اليفاعة والعنفوان ، والشجاعة والاقدام .
لكننا لن نغتر بكل هذه الصفات الأخلاقية التي تعود الى ثقافة الفرسان ، فلا بد من العودة الى المتن الديمقراطي كشرط مؤسس للعلاقات اليساسية وتفاعلاتها التداولية في المجتمعات الغربية . فالأمر هنا لا يتعلق بشاب يافع تبنى فكرة قلب الطاولة على محتكري السياسة باليونان أو باسبانيا . كما لا يتعلق برعية ومريدين وأتباع ينتظرون امتيازات ووظائف تفضيلية ومغانم عينية كما يحدث عندنا . انها رؤية مستقبلية بالأساس ، ورهان اجتماعي في الجوهر . فالمجتمعات كي تقفز أماما لابد لها من رجات وخلخلات تغربل ما تكلس فيها من عادات وعلاقات وسياسات .
ونحن اذ نرصد هذه التجليات التغييرية في مجتمعين غربيين ، نراهن على شبه انتفاضة أوروبية مستقبلا في تأسيس أحزاب مماثلة ومشابهة تخرج من صلب الاكراهات الوطنية والقومية . فالسياسات الأوربية وخاصة في شقها الاقتصادي والفكري في الغرب عموما وصلت الى الجدار الصلب . وعجزت عن الخروج من مآزقها المالية وأزماتها الاقتصادية مدة تقارب العشر سنوات . وهي مدة طويلة بحسب التقييم والتقويم العلمي للمنجزات التي قدمها الغرب لبلوغ مستوى مجتمعات الرفاه . وبدا انحدار خطير وواضح في نمط العيش الغربي . مما جعل القاعدة الشعبية تبحث عن خلاص آخر . عن فلسفة جديدة ، عن رهانات غير مسبوقة .
وهو ما يجعلنا نحن في العالم العربي ، وخاصة في المغرب نطرح أسئلة محرجة على ذواتنا ، وعلى وجودنا وعلى وعينا ؛ ونحن نلوك في سرنا مقولة العجز واليأس "ليس بالامكان خير مما كان" .
ان الانتصار للمستقبل عليه أن يحطم أصنام الحاضر والماضي ، وعلينا أن نتساءل ماالذي قدمته أحزابنا الأربعين لهذا الشعب ولهذا الوطن ؟ . المزيد من الفقر والجهل ، وتثبيت علاقات النفاق والتزلف .
بعدما كنت بصدد تهييئ هذا المقال ، صادفني مقال الأستاذ محمد بوبكري" هكذا أصبح الفارغون والفاسدون والكذابون والمخادعون زعماء للأحزاب السياسية " ، وتساءلت ، لماذا يستغرق قول الحقيقة من الفاعلين السياسيين المغاربة كل هذه المدد المأخرة ؟؟ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يتسبب بإقالة سفير بريطانيا لدى #المكسيك #سوشال_سكاي


.. فيديو متداول لطرد السفير الإسرائيلي من قبل الطلاب في جامعة #




.. نشرة إيجاز - مقترح إسرائيلي أعلنه بايدن لوقف الحرب في غزة


.. سلاح -إنفيديا- للسيطرة على سوق الذكاء الاصطناعي




.. -العربية- توثق استخدام منزل بـ-أم درمان- لتنفيذ إعدامات خلال