الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسم المشهد السياسي

رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)

2015 / 1 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


قالو ويقال عن دور الاميركان في رسم صورة لمستقبل العراق السياسي على كافة الاصعدة لأننا نعلم ان السياسة تعني التدخل في كل مركبات الحياة ( الاجتماعية والاقتصادية وحتى الدينية ) ولن يسلم من المؤثرات السياسية في المجتمع الجغراقي احد لا العامة من الناس ولا علية القوم ولا حتى اثريائهم فلا الشباب ولا النساء ولا الاطفال سيستثنون من المعادلة النهائية لناتج السياسة وما ستجني من دمار واثار سوداوية اذا ما كانت بايادي غير نظيفة او غير كفؤة.
اللعبة السياسية متقلبة الوجه والمعالم ولا صورة نهائية لها ، وتذكرني بالهيئة الغير مستقرة لحيوان وحيد الخلية درسناه ايام الاعدادية (الاميبا) فهي (السياسة) مستعدة للتغير حسب المكان وتتخذ الشكل المناسب للوضع الذي هي فيه وتجدها احيانا كأنها فصلت على ذلك الوضع او المكان ، لكنها مستعدة لأن تتغيير بسرعة لأي طاريء مصاحب للمكان او اي عنصر في تشكيلة المكون المكاني وخصوصا السكاني الذي يعتبر مصدر للقوة المؤثرة في المجتمع ستجد السياسة تتغير بقدرة قادر لأحتواء هذا التغيير وتطويعه واخضاعه بمختلف الطرق او الوسائل وفلسفته على اسس تخدم اهداف السياسة والسياسيين ومبتغاهم المستقبلي وبما يخدم اهداف اللعبة السياسية .
لا نقصد بما اسلفنا الوقوف بوجه السياسة او رفض وجودها فهي مطلوبة شئنا ام ابينا فهناك روادها ولاعبيها ومختصيها وفئة لايمكنها العيش والتفاعل داخل المحتمع الا باللعبة السياسية وطبعا بدرجات مختلفة تعتمد على مهارة السياسي وذكاءه وقدرته على الاستقراء المسبق للأحداث وما ستؤول اليه ، بمعنى اخر ان السياسيين الحقيقيين و المخضرمين سيكون لهم استقراء مسبق للأحداث والوقائع وما ستؤول اليه النتائج وطبعا مادة السياسيين هي الشعب وعامة الناس لذلك تجد ان لعبة السياسيين خطرة وغالبا ما تؤدي الى اضرار لها علاقة مباشرة بحياة الشعب ومصالحه ومقدراته.
مما سبق نريد ان نصل الى ان اهم عنصر في حياة الشعوب آلا وهو الثقافة الحضارية والتي تعني ثقافة المجتمع بشكل عام وتوجهاته الغالبة على اهتمامات الافراد او الفئات ، ولا يمكننا الحكم بسهولة على مستوى الثقافة الحضارية في المجتمع الا من خلال تقييم الوضع الاجتماعي في الجوانب المادية والمالية و التعليم ومستوى تقديم الخدمات الصحية والتربوية والخدمات العامة والضمان الاجتماعي والمساواة بين افراد المجتمع واحترام القانون ، ومؤكد ان السياسيون هم من هذا المجتمع ومن ابناؤه ، والثقافة الحضارية للمجتمع هي التي ستقود وتوجه الشعب ليكون قادر على ترشيح ممثليه وقادر على التمييز بين المرشحين وانتخاب من يمكن ان ينقل طلبات المجتمع وان يعمل على تحقيقها واقرارها واصدارها على شكل قانون لخدمة المجتمع ، و لكم مع كل الاسف ان تتخيلوا في المجتمعات التي يغلب فيها الجهل الحضاري ويستشري فيها الفساد وحب الذات والمصالح الفردية والطائفية وقصر النضر في فهم الابعاد الدينية المتعصبة وتأثيرها على المجتمع ، كل ذلك و لك ان تتخيل من سيتم ترشيحهم وانتخابهم من افراد المجتمع المبتلى بهذه الامراض ، والابشع من ذلك ان من لا يتلون بلون امراض المجتمع سيشخص بسهولة ويكون نشاز بين غيره من ممثلي المجتمع ويشعر بأن عليه الابتعاد قبل ان يبعد بأيادي خفيه حريصة على وحدة امراض المجتمع وتعمل على عدم تعكير صفوه!!!
اذن يالخلاصة الثقافة الحضارية وبتراكم الخبرات الفردية والجماعية من التعليم والتربية المكتسبة عن طريق الاختلاط والتعايش مع المجتمعات الاخرى لتبادل التجارب والخبرات واللحاق بالركب العالمي والوصول الى لغة التوافق الاحضاري او على الاقل التقارب بين الشعوب ، كل ذلك سيكون هو المفتاح لخلاص المجتمع والشعب من الفساد والامراض الاجتماعية ، والا فان الفوارق بين الشعوب ستزداد وتتفاقم والتي ستبعد المجتمعات عن بعضها وتلغي لغة التفاهم ، وهذا ما يدفع السياسيين المخضرمين الى التخطيط ورسم السياسات التي تخدم مصالح الاذكى الذين يعرفون كيف يختارو ممثليهم على حساب المجتمعات الخاسرة لنفسها وشعبها ودينها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد أكثر من 8 أشهر من الحرب.. حماس تقر بتراجع شعبيتها| #غرفة


.. جحيم الفاشر ينتقل إلى محلية الطويلة ويتسبب في نزوح آلاف السو




.. الحرب الإسرائيلية تحرم سكان قطاع غزة من إحياء سنة ذبح الأضاح


.. نتنياهو: إسرائيل دفعت ثمنا يفطر القلب بفقدان ثمانية جنود في




.. أطفال غزة يقودون عربات خيول وحمير لإعالة أسرهم