الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأعمال الشعرية - فضاء الذئب الميت - ومرثية إبراهيم

كاظم الفياض

2015 / 1 / 27
الادب والفن


حين يلتهم الغيم سقف الرياح
تعدّ كآبتنا شارعا ، مقفرا ، يصفر الذعر فيه
فندلق أحلامنا
نتذكر شيئا
تقول:" الحقول حصى"
و "الصحارى شجيرات شوك"
و "بين الأماني والزاحفين مرايا بلون الحداد"
أقول: "الرياح تخومي"
الغيوم لها مربض في أعالي السماء
ولي وجهتي ، أو مصائد جائعة تنتهي عند منخفض
ينتهي بالرياح .
نقول معا: "من تراه يعيش طويلا ، طويلا
إلى أبد الآبدين"
الرياح رياح السموم
الرياح رياح السيول
الرياح نقيضان ، يلتقيان على حطب كل عام ، وينفصلان .
عميقا كما السمك الميت تحت المياه العميقة
أسأل: "من يستطيع المجيء؟"
تقول:"الزمان بحار بلا سمك أو مياه
ترى من يمجد قلبي سوى حزننا في توالي الهطول؟"
أقول: "الرياح الرماد"
"الرياح السماد"
"الرياح الرياح"
"ترى من يمجد قلبي سوى حزننا في توالي الهطول؟"
هكذا حلّ وجهي على مسقط الماء
كان النهار مراكبه
والأماني جنانا على الأرض
أغنية في ثياب المغيب تجوب الغلال
أرى لغلالتها بحة السائرين على غمد صوتي
أرى كلّ مدّرع واجفا
واضعا آخر الأرض في كنف الأرض ! أين السماء؟
أرى لمشاهدها نقطة لتجمّع ما يتبقى من الوهن الفاقع اللون
تلك انحداراتها
ومشيئتنا تلك
لكنّ ماء العيون سواء الشعاب وأعلى الجبال ورأسي
إذن ميتا لا يقوم يقود الجبال إلى آخر الأرض حيّا
إلى جوهر الرأس حيّا
إلى دمعة في ركام من الأمنيات تغوص
هكذا نبدأ الصحو: أعلامنا رفرف في رياح تريد الرياح
ومجد لصحو يريد العراء
اهبطي من جحيمك مرثيتي
واغفري لمدائحنا ما تقول عن الأمنيات
تقول: "غدا سيكون لنا ما نريد
يكون انبساط السماء
يكون ارتقاء الصخور
تكون الحجارة ماء
تكون الغيوم هباء
يهبّ العراء- العراءُ على كلّ شيء يهبّ –
تقوم الأراضي بلا كوكب
وتشعّ السماء بلا ظلمة أو نهار
وترحل أنتَ ..
حبيبي سترحل أنتَ"
أقول: " تجيء مطوقة روحنا بخرير الفناء
وأصوات أخطائنا
كلّ أخطائنا
كلّها "
وأقول: "إذن هكذا نبدأ الصحو
لا مدن ستقوم بلا طرق
وبلا ورق يتنامى يموت الخريف
تموت الأغاني"
هكذا نبدأ الصحو
أعلامنا رفرف في الرياح
فمن أيما مدخل سوف ندخل بهو مصائر
لا تعتري روحنا تحت أضراسها رعشة الجدّ
أو تمّحي مثلما نهبط السفح
تاركة فيه أشياؤنا ومضة
ومضة قد يجيء بها الليل إلّا إذا حلّ قبل الأوان النهار .
هنا يمتطى ما وراء وما سيصير قديما
هنا نتلكؤ في ردم هذا
ولا أرض في كل هذا
إذا ما استطعنا عبور النجاة إلى غيمة في أعالي السماء
نخيرها جهة جهة ثم نذهب كيما نقرر ما سوف يحدث
قد يحدث الآن هذا الذي ستؤول إليه مصائرنا بعد حين
بلى بعد حين نفكر بالليل
ما كان هولا جميلا
أكان عظيما؟
بلى بعد حين نجوب العواصف
بحثا عن البرق
تلفظه عين هذا المساء
ونضحك من عتمة الضوء في مقلة الأرض
أو باطن الكفّ
لا فرق
كان الفضاء يريق على أفقنا دمه
كان أحمر
كان سهولا تشدّ سهولا
وكان حصى أول الصيف يقلق ريف السماء
وكان خرير المياه يراوح بين الوقوف على طائر أقلق الفجر
مقلته ، أو على طلل ظلّ يتبعه
وغوايتنا هذه ،
إنها فسحة للأراضي الكثيرة
حول مقابر كنّا لها آفة ، أو رخاما
مشيرا إلى قمة لا أراها .. هناك تكون السماء أرقّ ، وأجمل
لكننا قد هبطنا جميعا
هبطنا جميعا وما كان عند خرير المياه
سوى طلل حام طائره ، ثمّ شاه
هكذا نبدأ الصحو
أعلامنا رفرف في الرياح .

بغداد/1985








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كازينو لبنان يفتتح موسم الحفلات الصيفية مع السوبر ستار راغب


.. «بوحه الصباح» رجع تاني.. «إبراهيم» جزار يبهر الزبائن والمارة




.. مختار نوح يرجح وضع سيد قطب في خانة الأدباء بعيدا عن مساحات ا


.. -فيلم يحاكي الأفلام الأجنبية-.. ناقد فني يتحدث عن أهم ما يمي




.. بميزانية حوالي 12 مليون دولار.. الناقد الفني عمرو صحصاح يتحد