الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا تعني فورة بناء المطارات في ظل أزمة مالية خانقة!؟

عبد علي عوض

2015 / 1 / 28
الادارة و الاقتصاد


يعاني العراق في الظروف الراهنة شحة الموارد المالية نتيجة سوء الادارة والفساد ألذي لاتزال تمارسه أحزاب السلطة، بحيث أضحت الاعتمادات المالية المتوفرة لا تكفي لتأمين جميع بنود الموازنة السنوية لعام 2015. وفي ظل هكذا ظروف إقتصادية وأمنية ضاغطة، نرصُد أنّ بعض القوى السياسية قد إنفتحَتْ شهيتها بشراهة بالاندفاع لبناء عدة مطارات في مختلف المحافظات العراقية، فما السر الحقيقي في ذلك التوجه!؟. وقبل الاجابة، علينا في البداية تناول الموضوع بمنظور علمي.
يوضّح علم الجغرافية الاقتصادية الأسباب الموجبة لبناء مطارات إضافية، وهي كالتالي:
1- إذا كان البلد كبير بمساحته الجغرافية، بحيث المسافة بين مدينة وأخرى لا تقل عن 500 كم، وتلك الصورة لا تنطبق على العراق كمساحة، ولا المسافات بعيدة بين البصرة وذي قار، أو بين الديوانية والنجف وبابل وواسط، إذ يُراد بناء مطارات للشحن الجوي في تلك المحافظات. من الممكن توسيع قسم الشحن الجوي في المطارات المتوفرة في العراق، ويصاحب ذلك تطوير شبكة السكك الحديدية، بحيث تستطيع قطارات الشحن نقل البضائع إلى كل مناطق العراق، ويجب ألاّ ننسى إنّ صيانة خطوط السكك القديمة ومَد خطوط جديدة مع بناء محطاتها هي أقل تكلفة من قيمة بناء مطار واحد!.
2- إذا كانت المطارات المتوفرة تعاني من ضعف وقلة طاقتها الاستيعابية، ولا يمكن إجراء توسعات في بُناها التحتية، وهذا السبب غير موجود، لكون لم يصل إستغلال الطاقة الاستيعابية لجميع المطارات حَد الذروة.
3- إذا كان العراق يمثل عقدة نقل جوية دولية، أي يمثل صلة الوصل بين مختلف مطارات العالم، وهذا الشيء غير موجود.
4- إذا تواجدَت في المحافظات العراقية منتجعات سياحية متطورة كمثيلاتها في الدول المتقدمة، لكن واقع تلك المحافظات هو أنها أصبحت مجرد قُرى كبيرة خربة وسخة، تقوم بادارتها عقول متخلفة بعيدة عن كل ما هو علمي وحضاري.
5- إذا إمتلك العراق قاعدة إقتصادية متطورة تتسم بغزارة الانتاج وتصديره إلى الخارج عن طريق الشحن الجوي، لكن واقع الاقتصاد العراقي يعيش مأساة لاتحتاج إلى التعليق، بحيث أصبح إقتصاداً ريعياً إستهلاكياً.
تجبرني موضوعة المقال على الشخصنة وذكر بعض الأسماء، وذلك لعلاقتها بقضية بناء المطارات.
لقد بدأ الترويج لبناء المطارات منذ أن تمَّ إفتتاح مطار النجف ... لنرى ما دارَ حول ذلك المطار من أمور، كي تتضح الصورة أكثر للجميع، ولماذا يصر البعض على بناء مطارات إضافية.
عند إفتتح رئيس الوزراء السابق – نوري المالكي – مطار النجف، قيلَ أنّ تكلفة بناء المطار قد بلغَت (96مليون دولار)، تعادل (115 مليار دينار)، في حينه كان نائب محافظ النجف – عبد الحسين عبطان، الذي يشغل حالياً منصب وزير الشباب... بعد فترة ظهر الشخص المعني على شاشة الرشيد الفضائية متبجحاً بانجازه لمطار النجف، ومذكراً إنّ تكلفة بناء المطار قد بلغت (76 مليار دينار)، نلاحظ الفرق بين الرقمين: (115مليار) و (76 مليار) هو (39 مليار دينار)... إلى أين ذهبَت تلك المليارات!!؟؟. لو سألنا أي مهندس متخصص بالهندسة المدنية حول تأثير الموجات الصوتية على الأبنية، فسيكون جوابه واضحاً، أنّ تلك الموجات تؤدي إلى تشققات البناء وإنهياره! ... وهذا يعني أنّ ضوضاء محركات الطائرات ستؤثر مباشرةً على منائر وقبة الصحن الحيدري وتؤدي إلى إنهيارها بسبب قرب المطار من المدينة!. في ذات الوقت يجري التخطيط لبناء مطار الفرات الأوسط العملاق ألذي يبعد عن مطار النجف بمقدار 50 كم. لو تمّ البدء ببناء مطار الفرات الأوسط على مراحل، لانتفَت الحاجة لمطار النجف. هذه الصورة، ألا تمثل هدراً للمال العام!؟، لكن لِمَن توجه الكلام.
أمّا الاعلان عن بناء مطار الديوانية ألتي تبعد بضعة كيلومترات عن النجف، فقد وضعَ تساؤلين ملحَين، أولهما: تكلفة بناء المطار تبلغ أكثر من مليار دولار، أليسَ من الأفضل إنفاق هذا المبلغ على البنى التحتية، المتخلفة والمتهرئة، للمحافظة!، والتساؤل الثاني هو: إن الشركة ألتي ستقوم ببناء المطار وتشغيله لمدة 50 سنة هي شركة كويتية... معلوم للجميع إنّ الكويتيين سواء كانوا (كجهات رسمية أو شركات أهلية) متمرسون وذوي خبرة غنية أكثر من بقية الخليجيين بدفع الرشى لضعاف النفوس من العراقيين ... فألف مبروك!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكلات تساعدك على إنتاج هرمون السعادة


.. قد يدمرها!.. تأثير النقد السيئ على العلاقات الزوجية لن تتخيل




.. أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 21 مايو 2024


.. تضرر الأوضاع الاقتصادية في القدس الشرقية بعد -7 أكتوبر-




.. تراجع كبير في سعر الدولار والذهب يسجل 3190 جنيه عيار 21