الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإرهاب الأسدي الطائفي وجه آخر للإرهاب الأصولي الرجعي

ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)

2015 / 1 / 28
الارهاب, الحرب والسلام


شكل الإرهاب الأسود الذي ارتكبته الميليشيات الطائفية في سوريا التابعة لنظام الأسد عقديا وطائفيا ، أو تلك المستوردة من الدول المجاورة لسوريا ، كالعراق ولبنان وإيران وأفغانستان ، رديفا للإرهاب في أبشع صوره وأشكاله الذي مارسته التنظيمات الأصولية المتشددة ضد الثورة السورية.
فالإرهاب الأسدي، أصبح علامة فارقة في تاريخ ممارسة الإرهاب ضد المدنيين ، وهو إرهاب راكمته سنوات الاستبداد والتفرد بالسلطة والنزعة الطائفية العميقة، التي عبرت عن نفسها بقوة مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية في كافة أرجاء المدن السورية قبل أربع سنوات ونيف .
ولم يهمل نظام الأسد النصائح والوصفات الإرهابية، التي قدمها حلفائه الروس والإيرانيون من قبيل خبرتهم الطويلة في ممارسة الإرهاب العابر للحدود ، رغم أن نظام الأسد لا تنقصه الخبرات والحيل في صناعة الإرهاب داخل أقبية مخابراته ، أو حتى داخل دوائره الضيقة التي تفتي له باللجوء إلى الإرهاب من وحي تراثها الذي ينضح بالجهل واستعداء الآخر .
فما تمارسه الجماعات الإسلامية المتشددة بأفكارها الأصولية الرجعية ، يمارسه نظام الأسد بأفكاره الفاشية المصبوغة بصبغة طائفية بغيضة ، لا تقل سوءا وفحشا عن الأفكار الأصولية ، من حيث استعدائها للآخر المختلف معها نهجا وفكرا ورأيا ، ورفضها لقيم الحرية والتغيير والحداثة ، وتفضيلها بدلا من ذلك للاستبداد والقمع والتخلف والفساد، ولجوئها للتكفير والتخوين كأحد الأداوات المتبعة لمواجهة الآخر ( العدو ) المختلف معها .
ولا يمكن طمس إرهاب على حساب إرهاب آخر ، فالشمس لا تحتجب بالغربال ، وإرهاب نظام الأسد واضح كالشمس لا تخطئه العين ، كإرهاب الجماعات الأصولية، فما يجمع إرهاب نظام الأسد بإرهاب الجماعات الأصولية، رفضهما للمشروع الوطني الذي يتطلع إليه الشعب السوري، بشغف كبير ويبذل دونه التضحيات الجسام .
لكن التعامي الدولي عن الإرهاب الأسدي ، ركز الأنظار بشكل متعمد نحو إرهاب الجماعات الأصولية ، وهو عمل مقصود ، نابع من المخاوف الكبيرة التي باتت تنتاب صناع القرار الدولي من تنامي وشيوع ظاهرة الإرهاب ، لكنهم بهذا أشبه بالطبيب الذي يعالج السرطان بدواء آخر لا علاقة له بهذا المرض الخطير .
فالخيط الرفيع الذي يضم الإرهاب الأسدي وإرهاب الجماعات الأصولية ، لا بد له أن ينقطع ، ولن يدوم إلا بدوام الطغيان ، وليس هناك طغيان استمر إلى ما لا نهاية ، فكما أن الصداقات والعدوات بين الشعوب والحكومات لا تدوم ، فإن الإرهاب الذي تتقاسمه العصابات الفاشية والرجعية لن يدوم باستمرار القتل والتدمير .
ومن يتعامى اليوم عن الإرهاب الأسدي ، رغم كوارثه الكبيرة التي أصابت الشرق الأوسط ، لن يستمر في تعاميه بشكل نهائي ، فعندما تقتضي المصلحة إعادة النظر من جديد في واقع المنطقة ، سيسدل الستار على كابوس الإرهاب، سواء كان رجعيا أصوليا أو فاشيا طائفيا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رد فعل لا يصدق لزرافة إثر تقويم طبيب لعظام رقبتها


.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصفه بنى تحتية عسكرية لحزب الله في كفر




.. محاولات طفل جمع بقايا المساعدات الإنسانية في غزة


.. ما أهم ما تناوله الإعلام الإسرائيلي بشأن الحرب على غزة؟




.. 1.3 مليار دولار جائزة يانصيب أمريكية لمهاجر