الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقوق الإنسان العراقي ..وفخامة الرئيس

رحمن خضير عباس

2015 / 1 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


حقوق الأنسان العراقي .. وفخامة الوزير
رحمن خضير عباس
ربما يكون العراق هو البلد الوحيد الذي لديه وزارة لحقوق الإنسان ، أستثني اليمن السعيد !لتوفره على نفس الوزارة ، وهما : اي العراق واليمن يتصدران قائمة دول العالم في انتهاكات حقوق الإنسان امّا بقية العالم المتحضر فيكتفي بمؤسسات اومديريات ذات طابع مدني وإنساني ولكنها تمتلك القوة في التنفيذ لأنها مدعومة من قبل الحكومات والصحافة والمجتمع المدني . اما نحن العراقيين فقد تجاوزنا جميع الأمم !. وألفّنا وزارة لحقوق الإنسان ، تتمتع هذه الوزارة بالحشم والخدم والموظفين والمستشارين والحمايات والحراس والسيارات المدرعة ، وبميزانية ضخمة لاتتناسب مع شحة او إنعدام إنجازاتها . ولكنها لاتتمتع بأية علاقة بحقوق الإنسان كما يقول العراقيون في جلسات شكواهم . وكما هي العادة فقد كانت هذه الوزارة من حصة مكون معين على أساس المحاصصة ، لذا فقد ( تُوج ) محمد مهدي البياتي وزيرا لحقوق الإنسان . وقد صرّح للأعلام في لحظة إختياره كوزير بأنه لايعلم شيئا عن تنصيبه ! قالها بشكل عفوي ولكن كلامه يدل على حقيقة مرعبة ، وهي ان اختيار المسؤلين يتم بشكل عشوائي وغير مدروس .وليس له علاقة بمبدأ الكفاءة .
نعم إنّها المحاصصة البغيضة التي اتت بالبياتي في دورتها الحالية . كما أتت بغيره من أنصاف الأميين في بلد يزخر بالكتاب والشعراء والمفكرين والحقوفيين ، وفي وزارة يُفتَرض أنْ تكون متميزة ، لأنها ضمن بلد يغلي من ظلم تأريخي . ولكن وزارة حقوق الإنسان لم تحقق إنجازا حقوقيا واحدا منذ تأسيسها 2003 لهذه اللحظة . بل أصبحت عبئا على العراقيين ، وفائضة عن حاجتهم . لأنها - كبقية مؤسسات الدولة - فاسدة وعقيمة وبيروقراطية ولاتستحق الميزانية المقررة لها .
الذي جعلني اتحدث عن هذا الوزير ليس إنتمائه الى المكون التركماني الذي أكنّ له التقدير باعتباره من النسيج العراقي ومن حقه ان يحصل على كل المناصب شريطة ان يكون أهلا لها من الناحية المهنية والوطنية.
ولكن موكب وزير حقوق الإنسان إرتكب اليوم ( الأربعاء 28 /01/2015) فضيحة أخلاقية وسياسية وقانونية . وذالك ان حماياته إنهالت بالضرب والشتم والركل على شرطي المرور الذي ينظّم السير في ساحة من ساحات بغداد ، بحجة أنّ الشرطي طلب من موكب الوزير أنْ يتمهل دقيقة ، ريثما يمرر سيارات الجانب المعاكس . ولكن حماية وزير حقوق الإنسان هجمت على شرطي المرور وجعلته هدفا لأخماص البنادق والهراوات .ولم تنفع توسلات الشرطي ولازملائه بالكف عن الإعتداء
نصيحتي للسيد الوزير:
- ينبغي أنْ تعلم بإن شرطي المرور يعتبر المسؤول الأول والمباشر في الشارع وليس هنالك سلطة اعلى منه في مجال عمله ،وإن الإعتداء عليه وهو يؤدي وظيفته هو إعتداء على القانون .
- أن تقرأ جيدا مباديء حقوق الإنسان والتي أقرتها الأمم المتحدة والتي أصبحت ملزمة للحكومات والأفراد ، وان تطبقها بشكل مثالي ينسجم وروح القسم الذي أعلنته أثناء تنسمك منصب وزير حقوق الإنسان .
- أنْ تستغني عن خدمات حمايتك ، و تقديمهم الى القضاء ليكونوا عبرة لغيرهم من الحمايات التي تتصرف بشكل حيواني ضد المواطنين .
- أنْ تستغني عن المواكب والخدم والحشم وان تجعل من الناس البسطاء ومهضومي الحقوق سندا وموكبا وحماية لك .
- أنْ تقدم إستقالتك كوزير لحقوق الإنسان ، من أجل تبرئة ذمتك أمام الناس ، ولكي تصون سمعة هذه المؤسسة العريقة مما إعتراها من إتهامات جعلتها لاترتقي الى حمل هذا الإسم . كما أنّ استقالتك ستبرز لنا ماهية معدنك ، ووطنيتك ، واختلافك - ربما - عن هذه الترويكة السياسية التي فرطت بالعراق دون ان تشعر بالذنب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو