الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموقف الاسرائيلي و قرار الحرب بين عملية شبعا 2015 و عيتا 2006

وسام رامز قبلان

2015 / 1 / 29
الارهاب, الحرب والسلام


عقب قيام اسرائيل باستهداف موكب قيادي تابع لحزب الله في القنيطرة السورية. توالت من جهات مختلفة التنبيهات الى حزب الله ،من مغبة الرد و تعريض لبنان لخطر اندلاع حرب بسيناريو مشابه لحرب تموز 2006.
حزب الله نفذ بالأمس ، وعده ،عبر عملية محكمة و دقيقة في شبعا،كان لها الصدى الاعلامي والاعتباري الذي يوازن الضربة التي تلقاها في القنيطرة. و لم تجد اسرائيل بتلك العملية بالأمر الذي يستدعي فتح باب المواجهة على مصراعيه و صولاً لإعلان الحرب أو تأزيم الموقف الى مستويات أعلى من رد مدفعي طال مناطق حرشية يعتقد بأن منفذي العملية تموضعوا فيها او استخدموها للانسحاب.

اقتصار الاحداث عند هذا المستوى ليس جديداً، و عدم تكرار سيناريو حرب تموز 2006 أو غزة الاخيرة ، له ما يبرره من وقائع ميدانية و ظروف تحكم الصراع.
بعد الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان في العام2000، و بقاء ملف الاسرى اللبنانيين عالقاً دون حل . نفذ حزب الله،بتاريخ 7/10/2000 عملية في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة ،عبر تفجير عبوة ناسفة بألية عسكرية إسرائيلية بالتزامن مع قصف مدفعي و صاروخي مباشر و موجه طال المواقع المشرفة على مكان العملية التي أدت إلى أسر ثلاثة جنود وجرح أربعة آخرين.
حينها اكتفى الجيش الاسرائيلي بعمليات قصف مدفعي طال بلدات عديدة اسفر عن سقوط جرحى و بعدة غارات بالمروحيات الهجومية استهدفت سيارات ظن بأن منفذي العملية استخدومها لإجلاء الأسرى الى داخل العمق اللبناني.

و في الشهر 11 من سنة 2005، عاود حزب الله محاولاته لأسر جنود اسرائيلين في بلدة الغجر الحدودية و لم تنجح العملية بعد إستهداف موقع عسكري بقصف مدفعي و صاروخي عنيف .و برز فيها إستخدامه ضد دبابة الميركافا ،لأول مرة صواريخ روسية الصنع مُطْلقة عن الكتف من نوع ب29 المضادة للدروع ذات رأس حربي مزدوج مترادف. و لم تؤدي العملية بدورها الى رد إسرائيلي خطير.

أما في تموز 2006، كان حينها حزب الله يحاول أسر جنود اسرائيليين لمبادلتهم بعميد الاسرى اللبنانيين سمير القنطار الذي أسر في العام 1979.
حينها نفذ عملية في خراج بلدة عيتا الشعب الحدودية ،أسفرت عن أسر جنديين و مقتل ثلاثة و أعقب ذلك تقدم دبابة باتجاه الاراضي اللبنانية تم تدميرها بعبوة ناسفة ضخمة قتلت طاقمها المكون من أربعة جنود .و تسارعت الأحداث بشكل دراماتيكي من غارات جوية و تبادل قصف مدفعي.
وأثناء محاولات طواقم الانقاذ الاسرائيلية استخراج الجثث من الدبابة و مكان العملية ،تعرضوا لقصف مدفعي مركز و حتى وقت متأخر من الليل فقتل أحد الجنود. اعترف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي يومها،بمقتل ثمانية جنود إسرائيليين ووقوع اثنين تحت الأسر.
صدمة العملية و ثقل الخسائر التي تكبدها العدو الاسرائيلي ،و ضعف المعلومات الاستخباراتية عن نوعية الأسلحة التي بحوزة حزب الله حيث لم يكن بحسبان الاسرائيلي امتلاك حزب الله كميات كبيرة من الصواريخ المتطورة المضادة للدبابات من نوع كورنيت و ميتس. و من الممكن أن التقديرات كانت تنصب على امتلاك سلاح ب29 و أنواع من الصواريخ الموجهة من الجيل الأول القليلة الفعالية أمام درع الميركافا من الجيل الثالث و الرابع.ساهم ذلك بالتسريع باتخاذ القرار بشن حرب واجتياح بري على لبنان.

عملية الأمس جاءت في ظل جو و ظرف مختلف جداً عما كان في تموز 2006. إسرائيل كانت تتوقع الرد و تشعر كمن فعل رذالة ما ،بأنها هي التي إبتدأت و نفذت في القنيطرة عملية خطيرة لم تكن مجبورة عليها.
و تعلم جيداً مدى الامكانات التي يمتلكها حزب الله حالياً بالمقارنة بما إستخدمه في تموز 2006،ففتح حرب مع قوة مثله ليس بالنزهة و لاسيما أن الاسرائيليين لم يخرجوا بعد مما عانوه في حرب غزة الأخيرة قبل عدة أشهر و من الحماقة وضعهم في معاناة أقسى قد تجعلهم أمام خيار الهجرة دون عودة الى الخارج، طلبا للامان.
و كان لحرص حزب الله على عدم إستهداف أي شيء خارج مكان العملية و ما تبعها من عمليات انقاذ قامت بها قوات أخرى كان بالإمكان إستهدافها بالقصف المدفعي ،التأثير أيضاً بعدم إنفلات الأوضاع و الإنجرار الى مستويات أعلى من التصعيد و الرد و الرد المضاد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يهدد.. سنجتاح رفح بغض النظر عن اتفاق التهدئة | #رادا


.. دلالات استهداف القسام لجرافة عسكرية إسرائيلية في بيت حانون ف




.. من هو -ساكلانان- الذي نفذ عملية طعن بالقدس؟


.. أخبار الساعة | غياب الضمانات يعرقل -هدنة غزة-.. والجوع يخيم




.. مستوطنون إسرائيليون يعترضون شاحنات المساعدات القادمة من الأر