الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تأخرت الثورة الاممية؟

أنور نجم الدين

2015 / 1 / 29
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


في عام 2008، وفي الحوار المتمدن، قد قلنا بلغة واضحة:
أن الانخفاض في التركيب العضوي لرأس المال مقارنة بحدوده الجغرافية، وسرعة زمن دوران رأس المال في المستوى الأممي، أدت إلى حالة من التوازن في الاقتصاد العالمي لفترات طويلة من الزمن. أمَّا اليوم، فيجري العكس، حيث بدأت الخلية الأساسية لرأس المال بالانشطار كخلايا سرطانية، وستصيب بالضرورة، كلَّ قطاع صناعي، وزراعي، وتجاري، ومالي، في العالم خلال السنوات القريبة القادمة، ففي الخمسين سنة الأخيرة، ومع أحدث التطورات الإلكترونية، التي تتكاثف أكثر فأكثر، ستنطلق انفجارات أعنف فأعنف في الأزمات القادمة، أما النتيجة النهائية لهذه الانفجارات، تقف على تعويض إمكانية الخسائر للرأسمالية من جهة، وإيجاد مجالات جديدة للاستثمارات من جهة أخرى. وحين نرى أنَّ العالم مشبعٌ بالمنتجات الصناعية، فعلينا البحث في الموضوع من بُعد آخر من أبعاد الإنتاج، فهل من الممكن اتساع مجال الاستثمارات إلى ما وراء الحدود الجغرافية للأرض؟
إنَّ المجالات الخارجية، لا تعطي إمكانية استغلال العمل، بالصورة التي شاهدتها الرأسمالية في القرون الأخيرة، في آسيا، وأفريقيا، وأمريكا اللاتينية، نظراً لعدم استخدام المجالات الخارجية، كمصدر للمواد الخام، والأيدي العاملة الرخيصة. وكما بين التاريخ أنَّ السيطرة على اختلال التوازن في المجتمع العالمي، خرافة من خرافات الاقتصاديين البرجوازيين، فلا يمكن للرأسمالية، إخفاء الطبيعة التناقضية لملكيتها. وكما بين التاريخ، ليس بمستطاع الإنتاج الرأسمالي، تلبية الحاجات الإنسانية، وحماية المستهلك من تضخم الأسعار، والفقر، والمجاعة، والكوارث الاجتماعية الأخرى.
إذاً، ماذا ننتظر من الأزمات اللاحقة التي لا بد وأن تهز العالم بموجبها من جديد، رغم كل محاولات الرأسماليين لتخفيف قدرتها الانفجارية؟ وهل هناك إمكانية كونية لتعويض الخسائر، أم أنَّ الانتاج سيتحرك أخيراً، نحو حد إغلاق الطريق أمام تطور رأس المال الأممي؟ و ما هو هذا الحد؟ .........................................................
.......... دون شك تتكثف الدارات أكثر فأكثر وأسرع فأسرع، وتتقوى معها شيئاً فشيئاً، القدرة الانفجارية للأزمات، وتكرارها بالصورة المنتظمة في الخمسين سنة الأخيرة، والبالغة عشر سنوات في المستوى الأممي، يعني انتظامها في دارات أقصر فأقصر في المستقبل القريب كنتيجة لنفس الأسباب التي عرضناها خلال دراستنا، وكلُّ تقصير في هذه الدارات سيجر العالم كلَّه نحو الاصطدام بالمركز، الأمر الذي ينتهي إمَّا بفناء البشرية، وإمَّا بثورة في أسلوب الإنتاج والتوزيع في المستوى الأممي، ونحن بالفعل على أعتاب انفجار عالمي جديد، ونقترب من زمن الثورة الأممية، بقدر الاقتراب من الدارات الاقتصادية الأقصر من الدارات البالغة عشر سنوات لحد الآن.
الحوار المتمدن: 2008 / 11








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الازمة المستفحلة م حرب العولمة
علاء الصفار ( 2015 / 1 / 30 - 13:20 )
تحيات الاستاذ انور نجم الدين
تطرق ماركس كثيرا عن الازمة الدورية للراسمالية و سار به التحليل إلى ابعد مداه حين تصور يمكن اخفاق الثورة البروليتارية, فتنبأ بصعود الراسمالية الامبريالية و قيامها بحرب العولمة البربرية, و قد سار العلم الغربي مرعوباص لحد زادت مبيعات ماركس و ليبحث الناس في امر النبوة لماركس.هكذا حدد ماركس ان البشرية ان لم تتجاوز الدولة الراسمالية بالثورة الاشتراكية التي هي الطريق الاساسي في تقليص معاناة البشرية من الحيف الاقتصادي فكما الثورة البرجوازية حررت الفلاحين من ربقة الاقطاع, فان الثورة الاشتراكية هي لتحرير البروليتاريا بكلمة اخرى تحرير العمل و سائل الانتاج من الملكية الخاصة التي صارت تتناقض مع شكل الانتاج.هكذا بين ماركس ان فشل احزاب الشيوعية سيطيل من عمر الراسمالية و ليحمل معه شبح الكارثة الحربية النووية. فقد وصف رجال الدولة الامبريالية سيكونون برابرة متحضرون يجلسون في قواعد الصواريخ واياديهم على ازار القصف من اجل قدس الاقداس للدولة الراسمالية , جبروت راسالمال و الملكية الخاصة لتركيع البشر. نحن اليوم نعيش نبؤة ماركس لكن نتمنى انتصار الاشتراكية و ازالت عبودية راسالمال!ن


2 - هل الثورة الاممية قادمة؟
انور نجم الدين ( 2015 / 1 / 30 - 16:20 )

هل الثورة الاممية قادمة؟
نعم انهاو وبكل تأكيد، قادمة. ولكن درجة انتصارها، تتوقف على توازن القوى الأممية التي تتلخص بالنسبة للشغيلة في الانتظام في طبقة أممية، وتجاوز كل الأوهام القومية والوطنية، وترك كلِّ التقاليد القديمة الميتة التي لا ترجع بأي نفع في المحاولة الثورية اللاحقة للاستعاضة عن الإنتاج المتناقض القائم بإنتاج كوموني مبرمج، يخضع لخطة مسبقة للمجتمع الإنساني، تعود إدارتها إلى مجتمع المنتجين أنفسهم بدل الحشرات البيروقراطية التي تعيش على مسامات المجتمع.
تحياتي

اخر الافلام

.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري


.. عمران خان: زيادة الأغنياء ثراء لمساعدة الفقراء لا تجدي نفعا




.. Zionism - To Your Left: Palestine | الأيديولوجية الصهيونية.


.. القاهرة تتجاوز 30 درجة.. الا?رصاد الجوية تكشف حالة الطقس الي




.. صباح العربية | الثلاثاء 16 أبريل 2024