الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى يعلن الأكراد دولتهم الكردية ؟ ج/2

عبد القادر خضير قدوري

2015 / 1 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


تناولنا في الجزء الأول , أن قيام الدولة الكردية في شمال العراق مخطط استراتيجي لدول عظمى وإقليمية وليس مجرد محاولات من الزعماء والساسة الكرد فقط , وان الهدف الأساس لقيام الدولة الكردية لا ينطلق من البعد الإنساني والتضامن مع القضية والشعب الكردي , وإنما مخطط الغاية الحقيقية منه أضعاف العراق في لعب دورها الإقليمي المؤثر في المنطقة لتحقيق مصالح وغايات هذه الدولة أو تلك . في هذا الجزء سنتناول الموقف الإقليمي والدولي من قيام الدولة الكردية وماهي الاحتمالات والمخاطر التي تهدد الدولة الكردية المستقبلية .
أن إعلان الدولة الكردية مسألة مستبعدة في الوقت الراهن على الرغم من النضوج السياسي والاقتصادي , وذلك لعدم نضوج مقبولية المجتمع الدولي خصوصا أن تقسيم كردستان بين أربع دول (( تركيا – إيران – سوريا – العراق )) يقف عائق أمام إعلان كردستان العراق استقلالها ودولتها الكردية . نعم هناك تغيرا في الخريطة جيو سياسية للمنطقة خصوصا في العراق وسوريا . وإمكانيات كردستان العراق الاقتصادية من النفط والغاز والتبادل التجاري مع دول الجوار وتحديدا مع تركيا خفف من حدة مواقفها بشأن استقلال الأكراد والاعتراف بالكيان الكردي . لكن في حال إعلان كردستان العراق دولة مستقلة فرصة تاريخية ولقمة سائغة طال انتظارها من قبل تركيا لإعادة جزء انقطع منها منذ سنة 1918 . وتاريخ تركيا شاهد على مثل هكذا مواقف . حيث أقدمت على احتلال القسم الشمالي من قبرص عام 1973 واحتلال محافظة الاسكلندرونة السورية في ثلاثينيات القرن الماضي . بالإضافة الى حجة اقتطاع كردستان العراق من الدولة العثمانية هناك عامل آخر مهم جدا هو أن تركيا دولة غير منتجة للنفط وفي حال احتلال كردستان العراق فان أهم المكاسب هي حقول النفط وتحول تركيا الى دولة نفطية .
أما بخصوص الجانب الأخر للمعادلة الإقليمية والمقصود بها إيران , فالموقف الإيراني رغم تقديم الدعم لأكراد كردستان العراق على مر عقود طويلة ألا أن موقفها المبدئي معارض بشكل كبير جدا لأي خطوات تحول استقلال الكرد فقد حذرت إيران الأكراد من مغبة الانفصال عن العراق . إذ تعتبر إيران مشروع أقامة الدولة الكردية صناعة إسرائيلية يهدد أمنها القومي .كما ترى أن قيام الدولة الكردية في شمال العراق يتبعه انسلاخ (( مهاباد )) التي تبعد عن أربيل 150 كم وسوف يتبعها بعد ذلك بقية مناطق كردستان إيران وهذا يعني تفتيت وتقسيم إيران . وكذلك أن قيام الدولة الكردية يعني قيام دولة تتبع المذهب السني وهذا من شأنه إفشال مشروع الهلال الشيعي الذي تسعى إيران لتشكيلة . بالإضافة الى قيام الدولة الكردية لديها علاقات مع إسرائيل سيكون بمثابة خنجر في خاصرة إيران التي تدعو الى محو إسرائيل من الخارطة . هذه الأسباب تجعل إيران تغلق جميع منافذها الحدودية مع الدولة الفتيه واحتلالها عسكريا حفاظا على وحدة إيران ومشاريعها الإستراتيجية في المنطقة .
موقف الاتحاد الأوربي من قيام الدولة الكردية هو تجميد الاستقلال في الوضع الراهن , وان كانت تساند القضية الكردية ألا أنها ترفض أن تضع حلا لها اذا ما علمنا أن أوربا هي المسؤول عما تعرض الكرد له منذ انتهاء الحرب العالمية الأولى . ففي الوقت الذي يركز الدور الأوربي على ضرورة تقديم المساعدة والدعم لأكراد العراق يدعو الى بقاء العراق موحدا وبعيدا عن أي انقسام لضمان حماية وحدته وتدعيم أمنه واستقراره . كما يجد الاتحاد الأوربي أن الظروف الحالية في المنطقة لا تساعد على نشوء دولة كردية , فهذا ليس من مصلحة المجتمع الدولي و لا في مصلحة دول المنطقة . هذا الموقف المطابق لموقف الولايات المتحدة الأمريكية ينطلق من رؤية مصالح سياسية واقتصادية مشتركة مع دول إقليمية وعربية رافضة لقيام الدولة الكردية , وان الموقف الداعم لاستقلال كردستان العراق يعني التضحية بهذه المصالح من اجل الأكراد , وهذا الموقف لا يحدث حتى ولو في الخيال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تخرب محتويات منزل عقب اقتحامه بالقدس المحتلة


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل إلى صفقة ونتنياهو يقول:




.. محتجون أمريكيون: الأحداث الجارية تشكل نقطة تحول في تاريخ الح


.. مقارنة بالأرقام بين حربي غزة وأوكرانيا




.. اندلاع حريق هائل بمستودع البريد في أوديسا جراء هجوم صاروخي ر