الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ك أنثى عادية

روكش محمد

2015 / 1 / 29
سيرة ذاتية


لم أعد أتذكر آخر مرة وقفت فيها أمام المرآة كأنثى عادية تهتم بعناصر أنوثتها ,ومواطن جمالها .
ربما منذ أسبوع ...شهر ...لا لا منذ أن غادرت بيتي مكرهةً ,مطأطئة الرأس ...
صباح اليوم قررت الانعتاق من ذاتي المثقلة بالحنين , استعادة جزء من حياة الأنثى ,وتنفس عبق الذكريات .
فاستنفرت قواي الخائرة ,و وقفت أمام مرآةٍ كبيرةٍ _تكاد تماثل مرآتي الكبيرة في صالون بيتي _
وبدأت أتأمل ملامح وجهي التي نال منها زمن الضياع والفقدان ,ثم التقطت ملقط شعرٍ كان بمحاذاة علبة البارفان وبدأت
أزيل بعض الشعيرات الزائدة من حاجبيَ , ثم حملت بلطفٍ فرشاة الشعر ,وأخذت لأول مرةٍ منذ ذاك الألم في خاصرة
حياتي أمشط خصلات شعري دون عنفٍ كأي أنثى عادية ...أخذت أسنان الفرشاة تداعب خصلات شعري بحنانٍ ورقةٍ
,وتعيد إليها بعضاً مما فقدتها ,فجأة راودني إحساس ليس بغريب ,إحساس مفعم بالحب والحياة .وإذا بيدٍ خفيةٍ حنون
تمسد شعري المتعب , وأصابع من نورٍ تتعامل معها بكل حبٍ وود .
في البدء ترددت ,ولم أتجرأ على رفع عيني والنظر إلى ذال الوجه المختبئ خلفي ,خشية أن أكون في حلم ,لكن ما لبثت
أن تماسكت ,استجمعت قوايَ , ونظرت بهدوء يا إلهي هذه يدك أنت يا مهجة قلبي _كم اشتقت للمستها الشغوفة _ازددت
شجاعة وتمرداً على حياة المرارة ,وأمسكت أحمر الشفاه لأعيد بعض اللون إلى شفاهي المتشققة ,ثم وضعت القليل من
كحل العيون وظلٍ بلون عشبةٍ طريةٍ , والقليل من عطر الياسمين . ثم من جديد عدت إلى تأمل ملامح وجهك في بريق
عيني ,ووجهي في المرآة .
ارتسمت ابتسامة مرتعشةٌ ,مالحةٌ على وجهي ,يا إله السموات إنها تخفي عمراً من الفرح ..الحب ..الشغف ,والكثير الكثير
من المعاناة والحنين اللامتناهي .
طردت فكرة التأمل وقراءة الملامح , خوفاً من أن تُنتزع فرحة خصلات شعري بفرشاتها الحنون ,وأصابع الحب التي
تداعبها , ولأعطي لعيني وذاكرتي فرصة عناقٍ أبديٍ مع حياة مضت .
فجأة صرخةٌ مدويةٌ, كطلقة رصاصٍ اخترقت أُذنيَ , اكتشفت على إثرها إنني كنت أقف على مسافةٍ بعيدةٍ من حياة الأنثى
العادية وبأنني كنت أحلم بعينين مفتوحتين ,بأيامٍ مضت بات من المحال استرجاعها والتلذذ بها ,وبأن الصغيرة هيسرين
إحدى ضيفات بيت النزوح أعادتني إلى الحياة .
نهضت مسرعةً,رتبت ملابسي بعنف ,قيدت خصلات شعري برباطٍ محكمٍ ,أعدت ترتيب أفكاري , تاركةً حلمي مخفياً في
إطار تلك المرآة ,معلقاً بين السماء والأرض ,وروحي جاهدةً في البحث عن عناقٍ أزليٍ مع الحب والسلام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وول ستريت جورنال: إسرائيل تريد الدخول إلى رفح.. لكنّ الأمور


.. مسؤول عربي لسكاي نيوز عربية: مسودة الاتفاق الحالية بين حماس




.. صحيفة يديعوت أحرونوت: إصابة جندي من وحدة -اليمام- خلال عملية


.. القوات الجوية الأوكرانية تعلن أنها دمرت 23 طائرة روسية موجّه




.. نتنياهو يعلن الإقرار بالإجماع قررت بالإجماع على إغلاق قناة ا