الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول مقالة د.محادين عن كرد سوريا -حل للأزمة السورية يخدم العدو-

ربحان رمضان

2015 / 1 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


لم تعد كتابات بعض العنصريين الجهلة تهم القارئ العربي لأن الصورة توضحت لدى غالبية المثقفين العرب عن الشراكة الأثنية بين الشعبين الكردي والعربي في سورية وضرورة العمل والنضال المشترك لاسقاط نظام الذل ، القاتل في دمشق وبناء سورية الجديدة .. سورية الديمقراطية - التعددية - الفيدرالية .
قرأت مقالا ً للدكتور موفق محادين في صحيفة العرب اليوم بتاريخ الأثنين 26/1/2015 والمعنون باسـم " حل الأزمة السورية يخدم العدو " تأكدت من أن الدكتور محادين هذا ، لم يقرأ ماكتبه د.محمد الزعبي.، الأمين العام المساعد لشؤون البعث الأسبق عضو القيادة القطرية ووزير الإعلام في بداية تسلط البعث على السلطة في البلاد الذي اشار في حديث له مع الأستاذ أياد عيسى في موقع أورينت الألكتروني على أن الجاسوس الاسرائيلي ذو الأصول الحلبية أبدى رأيه بحافظ الأسد " سلف " الديكتاتور الحاكم عندما أدى امتعاضه منه فقال : " .. لاحظت، من خلال علاقاتي الواسعة مع كبار القادة العسكريين، أنهم عندما يكون حافظ الأسد موجوداً في الدعوات التي أقيمها عندي ، كان أكثرهم يتذمر من وجوده ، وبعد استفساري من بعض الضباط عن سبب تذمرهم ،كانوا يقولون لي بأنه انتهازي ودنيء ، فانشد انتباهي إليه وربطت إنتهازيته ، حين كان يطلب مني الهدايا، وكنت ألبيه وأشتري له الهدايا ،. وأيضا عرفت أنه دنيء لأنه كان يأخذ من الطعام، الذي كنت أقدمه للمدعوين، ويرسله بعد انتهاء العشاء، مع الخدم إلى سيارته ." ..
الدكتور محادين يثير التساءل وهو من اتباع بشار الأسد متخوفا ً من الكرد الذين حرر قائدهم صلاح الدين أرض المقدس ، وتخوزق بطلهم الكردي - السوري " سليمان الحلبي على الخازوق بحضور جميع شيوخ الأزهر الشريف " نتيجة اغتياله قائد الحملة الفرنسية على مصر ، ووقف ابنهم البار " يوسف العظمة " مع ثلة من رجاله في وجه الجيش الفرنسي بقيادة غورو حتى استشهد ورجاله دفاعا عن سوريا في الوقت الذي عاهد سليمان الأسد قوات غورو على الوقوف معه في استعماره لسورية التي لم تتكنى يومها لابالعروبة ولا بالكردية ، بل أن الروح الوطنية دفعت أبناء الشعب الكردي في سورية للذود عن حياضه أملا في أن يكون هذا الوطن للجميع ، للكرد والعرب على حد سواء ...
لن أسترسل في نقاش المقال بعموميته الذي قدمه الدكتور محادين قائلا :
" يظهر المشروع المقدم من بعض أوساط "المعارضة المعتدلة" لحل الأزمة السورية ما هو أسوأ من جرائم داعش وجبهة النصرة، ويصب في خدمة العدو الصهيوني قبل أي طرف آخر، كما يجعل الحديث عن التداول السلمي للسلطة حديثا دون معنى، بل غطاءً ودخانا لأجندة تهدد الدولة السورية ومكانتها، أيا كانت الطبيعة الاجتماعية والسياسية للسلطة في دمشق .. "
لكن سأتوقف في خاتمة مقالته التي ينفي فيها وجود شعب كردي في سوريا يعيش على أرضه التاريخية ُضمت إلى سورية بدون استشارة أهلها وأصبحت جزء من وطن لم تعترف الحكومات المتعاقبة على حكمه بأهله ، ضمن إطار سورية المستحدثة بعد الحرب العالمية الثانية في تقسيمها الثاني بعد تشالديران في آب 1514 م .
فقد أشار الدكتور محادين إلى أن هناك مشروعا خطيرا هو شراكة الشعبين ، وكأن هذا المشروع يهدف إلأى تهديم سورية وتقسيمها ، في حين أن التغاضي عن تحقيق الحقوق المشروعة للشعب الكردي هي الأخطر على الصعيد الاستراتيجي لأنه يخلق حالة خوف بين الشعبين ، أحدهما يتغلغل في نفوس القومجيين المتعالين الذي لايعرفوا حقيقة أن سورية ليست عربية وحسب ، وانما هي بلد متعدد القوميات ، وثانيهما خوف من الكرد على أنفسهم وعلى نضالهم الوطني أن يضيع سدى دون تحقيق حقوقهم وأمانيهم القومية .
الدكتور محادين يتخوف دون مبرر ، فيشير إلى أن هناك دعوة المشروع الى تحويل سورية الى دولة ثنائية القومية "عربية – كردية"، وهي دعوة تأخذ سورية إلى حالة العراق بعد العدوان عليه، وتمزيق دولته الوطنية، وتحويلها إلى فدرالية طوائف وقوميات.
مالمشكلة من الاعتراف بالدولة الثنائية القومية أو الثلاثية ، هل للدكتور أن تطلع على تجارب الشعوب الأخرى ؟ هل سمع بالنمسا الفيدرالية ، وبسوسيسرا التعددية الفيدرالية ؟
هل سمع بالانجازات العظيمة لدولة النمسا الفيدرالية بعد الحرب العالمية الثانية ؟
هل سمع بالتقدم الحضاري لسويسرا أم أن الفكر القومجي كتم على فكره وعقله فبات يخاف من أن ينال الكرد حقهم القومي اسوة بكل شعوب العالم المتحضر ؟
ربما لايكون الدكتور محادين مطلعا على تاريخ العلاقة بين أجداد الكرد الميتانيين وبين جيرانهم الفراعنة حكام مصـــر عندما زوجوا ابنتهم نفرتيتي لفرعون مصـــر" تحوتمس الرابع " وطبعا لم يأتوا الميتانيين من الجزيرة العربية بل كانوا الأسبق في وطنهم كردستان في الشمال السوري قبل أن يدخل جيش ابن الوليد دمشق في القرن السابع للميلاد .
ودخول العرب إلى سورية لم يحول سكانها ومنهم الكرد إلى عرب ، بل بقي الكرد على حالهم ، يتكلموا لغتهم ، يعيشوا على أرضهم ، ويعتزوا بقوميتهم التي لم تندثر رغم كل حملات التعريب ، والتتريك .
لذلك أقول للدكتور محادين أن الحل الذي يراه الكرد هو مشاركة العرب في وطنهم سورية وهذاا يعني " الفيدرالية " التي قبلها الكرد ، ويقبلها شركاءهم العرب لأنه لايوجد حل آخر ، وإلا فستبقى قضية الكرد مشكلة مستعصية على الفئات التي لم تستطيع اسـتيعابها بشكل مناسب ، من تلك الفئات بعض الذين لم يستقرؤوا التاريخ ، ولم يتخذوا العبر ، فاختلطت عليهم مفاهيم الأحزاب القومجية العربية مع الواقع على الأرض ، ولذلك يتعمدوا طمس الحقائق على أمل أن ينسى الكرد قضيتهم .. في حين أن الكرد وضعوا نصب أعينهم قضية وجودهم ، لاينفكوا يناضلوا حتى يتم تحقيق تقرير المصير ضمن إطار سورية الجديدة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب