الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وكم ذا بمصر من المضحكات

علي شايع

2005 / 9 / 12
الصحافة والاعلام


ولكنه ضحك كالبكا..
سقى الله أيام أبي الطيب المتنبي؛ مجداً لا يبخسنا الاستشهاد بقوله في كلّ ظرف ومكان،وللحق؛سأحتاجه في هذه الكتابة بمواضع أخرى،لأن في حزنه الشخصي ألم عراقي عاشه غريب أرض الكنانة هذا،ليكرّره التاريخ إلى عراقيين كثر، نالوا ويلاته القادمة ُ أقدارها من مصر،وشرّ تلك الويلات والمصائب عودة الطاغية الأهوج بعد سنتين مصريتين ترك فيهما ملفات ربطت سوابقه بلواحقه من الجرائم،ويبدو إن الهارب العتيق سلك طريق "الحرير" السياسي الأسرع،عائدا من هناك،ليرتقي في أيام قلائل عرش الاستبداد لأربعين سنة.
ثمة اليوم من يسلك هذا الطريق إلى مصر- إتباعاً- بعد أن سقط الطاغية،فأتباع البطش والقمع السياسي والثقافي من سدنة الرعب البعثي انتشروا هاربين في أصقاع الأرض العربية ليجدوا ارتزاقاً وفيراً بالتطبيل للإرهاب،وليس غريبا إن يكون بينهم من لجأ إلى مصر بعد إن كان نائباً لأبن الطاغية سيء الصيت في رئاسته الاستبدادية لاتحاد الصحافيين العراقيين،وغيره لا يعرفهم أهل مصر ولكن الضحايا في العراق يعرفونهم حق المعرفة،فليس أعلم من الضحية بجلاده.
أكثر هؤلاء يكتبون اليوم في التحشيد المعلن والسرّي على العنف؛إرهاباً وتشويشاً على العملية السياسية العراقية.وربما من المضحكات في أرض مصر- مما عناه المتنبي- يـُختصر هذه الأيام في صفحات يسطرها أولئك الظَـلمة، تدين الإرهاب الذي يحصل على أرض مصر،وتحتفي بالنزف العراقي أيما احتفاء،حتى كأن العين التي تبكي مصر لا تبصر ما يحدث في ارض الرافدين،وكأن أطفال العراق قد أصبحوا كلهم عملاء وخونة يستحقون السحق!..
وبمضحكات أبي الطيب المبكيات نسأل: هل ثمة فارق بين إرهاب وآخر؟.
هل ثمة فرق بين محرض على الإرهاب في السعودية يعيش في العراق؟. وبين محرض على الإرهاب في العراق يعيش في مصر؟. وبين محرض على الإرهاب في مصر يعيش في لندن؟. أو ليس الكلّ سواسية في نظر عاقل يزن الحقيقة بميزان إنصافها؟.
ألا يعلم هؤلاء إن الفجائع العراقية هزّت ضمير الإنسانية جمعاء،ونالت تضامناً عالميا من منظمات دولية؟.فبأي زيف يخدعون القارئ هناك؟.
وبأي وصف يمكن تسمية من يعتبر الإرهاب الحاصل في العراق شرفاً مقاوماً؟.
وهل ستبرئ تخرصاته ما حصل ويحصل؟.
يظنون إنهم وبجرة قلم اعتادوها منذ خدماتهم الجليلة لسيدهم السابق قادرين على تزوير كلّ حقيقة،والتضليل عن كلّ برهان،ولكن..أنـّى لهم الآن تكذيب براءة هذا الدم الذي صار لتساقطه اليومي دوياً هائلا..
أنـّى لهم تلفيق الأحداث بغير ما يسمع ويقرأ و يتابع أهل مصر،عن الرعب اليومي لمن يدعون زوراً وبهتانا المقاومة الشريفة في العراق، أيحق لأي شخص أن يدعي مقاومة شريفة في كلّ ما جرى من تفجيرات واعتداءات على مصر؟.
وهل يستطيع أحد أن يضلل عن هويات من يزرعون الشرّ والفتنة؟.
وأنـّى لهم تزوير سيد الأدلة؛ الاعتراف، لمجاميع عربية دخلت إلى العراق لتقتل وتنتقم،وإذا كان السيد داوود الفرحان الذي وجد متسعا في جريدة الأهرام ومجلة الأهرام العربي،قد صدّق نفسه بعدم وجود عربي مقاتل في العراق،فإن اعترافات وزارات داخلية عربية عن وجود مطلوبين لها في القوائم التي أعلنت في العراق،تثبت عكس ما ذهب إليه، ناهيك عن عشرات من الأسماء الجديدة لتنظيمات سرية فرّ أكثرهم إلى بلدنا ليقاتلوا نيابة عن القومجية والسلفية.
ولكن..لمثل تخرصات هؤلاء الكتبة يحمد السكوت.. وليس الداعي والمحرض على الجريمة ممن يستحق الجدل أو الحوار أصلاً،ولكنه عتب موصول بالحزن العراقي إلى كلّ الأقلام المصرية الشريفة،بالتصدي لسموم الإرهاب ومواجهته،فالشر محيق بأهله والساكتين عنه،ودوائره تدور على الباغي حيث نزل.وإن كان من كلمات فهي بتذكير أهلنا في مصر بقلوب عراقية كانت لهم أبدا منازل مودة.. ولمصر الأخوّة "في القلوب منازل"..
و عسى أن يكون لمن يحرض على قتل أطفالنا من أرضهم نصيب ببيت آخر في قصيدة المتنبي تلك، ينصفه؛ لحظة يمعن بالبغضاء والذم لكلّ أمل عراقي،فهي الشهادة بباطله،وهي الشهادة للدم المسفوك غدراً باكتمال المجد..
وعسى ..الأقلام النبيلة في أرض الكنانة،تقف مع قضيتنا العادلة..
وعسى..
وعسى..
وقلنا عسى أن يدرك الحق أهله
فصاحت عسى من لا ولا طعمها مر..
وطوبى للشاعر المصري حيث يكمل قصيدته هذه بالقول:
عجبت لمصر تهضم الليث حقه
*وتفخر بالسنور ويحك يا مصر


وللمضحكات "بمصر" بقية


! القصيدة ترد في مذكرات الشيخ عبد الحميد كشك،وربما تكون له*








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما محاور الخلاف داخل مجلس الحرب الإسرائيلي؟


.. اشتعال النيران قرب جدار الفصل العنصري بمدينة قلقيلية بالضفة




.. بدء دخول المساعدات عبر الرصيف الأمريكي العائم قبالة سواحل غز


.. غانتس لنتنياهو: إما الموافقة على خطة الحرب أو الاستقالة




.. شركة أميركية تسحب منتجاتها من -رقائق البطاطا الحارة- بعد وفا