الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأوهات ببغائية

محسن حسن

2005 / 9 / 12
كتابات ساخرة


كان لصابر الصابر ببغاءً يحبه كثيراً ويتكلم معه طويلاً وكان لهذا الببغاء لسان قادر على ترديد كل ما يسمع من كلمات مهما كانت تلك الكلمات صعبة, وله من البراعة على تقليد الحركات ما يجعلك تنظر إليه طويلاً دون أن تمل, تُحرك أصابع يديك باتجاهات مختلفة, فيقوم بتقليدها على
نحو ما, إلا إن زوجة صابر كانت تغلظ الأيمان, بأنها لن تعيش معه تحت سقف واحد, وهو الذي يحرجها دائماً بترديد بعض الكلمات التي يطلقها العشيق في الفراش, عندما تمر بجانبه, دون أن يكترث لمشاعرها , أو ربما كان يتعمّد أن يقول: يسلملي هل طول مثلاً , َ لحظة وقوعها تحت مرمى ناظريه, ولربما كان يريد لفت انتباه صابر لما يدور من وراء ظهره......
عاد صابر الصابر من عمله باكراً ,على غير عادته, ليسمع كلمات بذيئة تتبادلها زوجته مع الببغاء, كانت تدوّي كلمة عاهرة في أرجاء الشقة, عندما يطلقها الببغاء, لكأنّها الطلقة... فترد الزوجة بكلمات مشابهة.....
وهكذا اندفعت بعد إن سمعت طقطقة مفاتيح, وصفق باب, باتجاه زوجها قائلة: عليك أن تختار بيني وبين هذا الأحمق, اللحظة, ودون أي تردد....[ يا أنا, يا هل مضروب على عينو, بالبيت]... لم تنفع معها كل التطمينات والوعود, التي قطعها صابر على نفسه, بأن لا يعود الببغاء إلى مثل هكذا سفالة, لكن لا حياة لمن تنادي, فما كان له بدٌ, من أن يأخذ ببغاءه إلى السوق, لكي يتخلص منه بأبخس ثمن, دلف إلى مرسم صديقه زاهي أبو ريشه, قبل أن يركب سيارة الأجرة التي ستقلّه إلى سوق العصافير, يقص له ما يجري دائماً بين الببغاء وزوجة, وكيف أغلظت الأيمان بأنها لن تعيش معي دقيقة واحدة وهذا النمرود كما تنعته في البيت , ارتسمت على شفتي الصديق ابتسامة ماكرة ,كمن يعلم شيء من حقيقة الصراع الدائر بين الطائر والزوجة, سيما ومرسمه يقبع قبالة بيت صابر الصابر,وقال : لا عليك أنا من سيحل تلك المعضلة.....
وهكذا لوّن ذنب الببغاء , بالأخضر الفاقع, ورأسه بالأحمر القاني, وجانحاه باللون الأصفر الفاهي, لتتغير ملامحه بالكامل.....
عاد صابر إلى البيت بعد إن رسم علامات الحزن على سحنته, التي تميل عادةً إلى البهجة, قائلا :لقد أبدلنا الببغاء الأحمق, بهذا الببغاء الجميل, انه عاقل ويفعل كل ما يطلب منه, انظري كم هو مطيع, ارفع قدمك اليمنى, رفع الببغاء قدمه بسرعة, ارفع قدمك اليسرى ,بعد إن تضع الأولى بشكل جيد, فعلها دون تردد, فرحت الزوجة وقبّلت زوجها صابر على شفتية ,عربون رضا, وقالت: هيا ارفع قدميك الاثنتين,يا ببغائي الجميل, رمقها الببغاء بنظرة خاطفة وقال لها:[ يا أخت الشلّيتي شو بدك ياني اوقع].وأخذ يصدر أصوات لا تنبعث عادةً إلا من امرأة على فراش مزدوج .مما جعل صابر الصابر يتساءل متى التقطت أذنا الببغاء تلك الأصوات المثيرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -الفن ضربة حظ-... هذا ما قاله الفنان علي جاسم عن -المشاهدات


.. إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها بالجيزة




.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها


.. الممثلة ستورمي دانييلز تدعو إلى تحويل ترمب لـ-كيس ملاكمة-




.. عاجل.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق